قتلت قوات الاحتلال الاسرائيلي امس 14 فلسطينياً في قطاع غزة، إذ ارتكبت مجزرة جديدة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة امس راح ضحيتها 12 شهيداً و44 جريحاً أربعة منهم في حال الخطر. كما قتلت ثلاثة شبان في مخيم رفح وجرحت 15 آخرين في عملية توغل أمس. ومن بين المصابين 20 طفلا وفتى دون سن الثامنة عشرة. وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان المجزرة الجديدة تكشف أخطاء جسيمة يرتكبها نشطاء الفصائل الفلسطينية، مثلما تكشف عدم جدوى اطلاق قذائف الهاون وصواريخ "قسام" على مواقع للاسرائيليين. قالت مصادر طبية في مستشفى الشفاء ان الفلسطينيين الذين استشهدوا برصاص قوات الاحتلال امس هم: هاني أبو سخيلة 25 عاماً من مخيم جباليا للاجئين من "كتائب الشهيد عزالدين القسام"، الذارع العسكرية ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس وأحد حراس زعيم الحركة الشيخ احمد ياسين سابقا وأحمد أبو عرمانة 22 عاماً من مخيم البريج للاجئين وسط القطاع، وهيثم عابد 22 عاماً واسماعيل ابو العطا 22 عاماً ومحمد العجلة 34 عاماً ومهدي زيدية 23 عاماً واكرم عقيلان 25 عاماً وعامر الغماري 24 عاماً ومحمد حلس 17 عاماً وهو ابن احمد حلس امين سر مرجعية حركة "فتح" في قطاع غزة وايمن الشيخ خليل 25 عاماً واشرف حسنين 23 عاماً ومحمد الحايك 25 عاماً وهم جميعاً من مدينة غزة. وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان وحدة خاصة من قوات الاحتلال تسللت من المواقع العسكرية الاسرائيلية قرب معبر "ناحال عوز" شرق مدينة غزة فجر امس الى المنطقة الواقعة على الخط الشرقي شرق حي الشجاعية وقتلت احد افراد قوات الامن الوطني الفلسطيني قبل ان تصل الى منزل المواطن فاروق حسنين الذي يبعد 200متر عن خط الهدنة الواقع عليه المعبر، وتحاصره بمساندة من عدد من الدبابات التي توغلت في المنطقة. وقتلت قوات الاحتلال بقذائفها التي قصفت بها المنزل ثلاثة من عناصر "كتائب القسام" كانوا مختبئين في المنزل، احدهم ابن مالك المنزل. وهؤلاء الشهداء هم حسنين والشيخ خليل والحايك. ونسفت قوات الاحتلال المنزل المكون من طبقتين وتقطنه ثلاث عائلات مكونة من 17 فرداً. وأضافت المصادر ان نشطاء من فصائل المقاومة دأبوا على قصف القرية التعاونية "نحال عوز" وغيرها من المستوطنات بقذائف هاون وصواريخ "قسام". وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان المجزرة التي وقعت أمس تكشف بوضوح ان نشطاء الفصائل مازالوا يكررون اخطاء جسيمة متمثلة في الاختباء في منازل قريبة جداً من مواقع اسرائيلية او مستوطنات، من دون أخذ وسائل الحيطة والحذر الكافية، ما يسهل على العملاء والمتعاونين مع اجهزة الامن الاسرائيلية رصدهم، وبالتالي اصطيادهم من جانب قوات الاحتلال. وأضافت المصادر ذاتها ان المجزرة تكشف ايضا عدم جدوى اطلاق قذائف الهاون والصواريخ التي لم تتسبب في مقتل اسرائيليين، في حين تسببت في الكثير من الدمار للفلسطينيين. ومع ذلك، قال شهود ان مقاومين من جميع فصائل المقاومة توجهوا الى حي الشجاعية وتصدوا لقوات الاحتلال وزرعوا عبوات ناسفة أسفرت عن اعطاب دبابتين، كما اشتبكوا معهم بالأسلحة النارية وقذائف "ار بي جى" والقذائف المضادة للدروع. وسقط عدد من المقاومين بين الشهداء ال12. "حماس" تتوعد بالرد وهدد القيادي البارز في حركة "حماس" الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي ب"رد عاجل قاصم"، داعياً الاسرائيليين الى "الرحيل عن فلسطين قبل فوات الأوان". وقال الرنتيسي في اعقاب المجزرة: "ان العدو الصهيوني والقتلة لن يفلتوا من العقاب فهو قادم لا محالة وسيدفعون ثمن الدماء الفلسطينية الزكية الكثير من دمائهم". وأضاف ان "العدو الصهيوني يتحدث بلغة سهلة خبيثة يدغدغ بها عواطف المنهزمين اللاهثين وراء السراب، وعلى الارض يتحدث بلغة سفك الدماء والقتل لابناء الشعب الفلسطيني"، مشددا على انه العدو "لا يفهم سوى لغة القتل والدماء والارهاب والمزيد من القتل ولا يفكر في سلام". ودعا الى الله ان "يوفق كتائب القسام ... لينقلوا الدموع والآهات الى صفوف العدو الصهيوني، فنحن ننظر رداً يتناسب وحجم المجزرة في الشجاعية ورفح". ودعت القيادة العامة ل"كتائب القسام" في نداء وجهته الى خلاياها الى الرد على المجزرة و"ضرب ما تطاله ايديهم من مواقع العدو بعمليات استشهادية كبيرة في عمق اراضينا المحتلة عام 48 ودك المغتصبات اليهودية بصواريخ "قسام" وقذائف الهاون". وقالت القيادة ان "جميع الخيارات امامهم مفتوحة لتمريغ انف العدو في التراب وضربه في كل مكان من فلسطين". وحذت كتائب الشهيد ابو علي مصطفى الذراع العسكرية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حذو "كتائب القسام"، وقالت في بيان لها حصلت "الحياة" على نسخة منه: "ندعو كل مقاتلينا ومجموعاتنا الى الاستنفار وتكثيف العمليات الفدائية النوعية وتصعيد المقاومة وتوجيه الضربات المؤلمة ضد هذا الكيان الغاصب في كل أراضي فلسطين التاريخية". ودعت القيادة والسلطة الفلسطينية الى "اعلان حال التعبئة العامة تووفير كل مقومات وعوامل صمود شعبنا والالتفاف لمواجهة العدوان بدلاً من المشاحنات التي لا تخدم سوى الاحتلال ومخططاته". كما دعت "كل مقاومينا ومجاهدينا ومن يحمل السلاح في اجهزة السلطة وكل الفصائل الى توحيد الجهود وتكثيف العمليات الفدائية ... وتشكيل غرف عمليات مشتركة من قوى المقاومة وأجهزة السلطة كافة في كل قرى ومدن واحياء شعبنا لتوحيد الجهود والتصدي لجرائم الاحتلال الصهيوني". ودانت فصائل العمل الوطني والاسلامي ومنظمات حقوق الإنسان كافة المجزرة البشعة. قريع يندد وندد رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع أبو علاء بالمجزرة. وقال بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء بثته وكالة الانباء الرسمية وفا انه "في الوقت الذي تحاول فيه السلطة الوطنية تكثيف الجهود من اجل التهدئة والعودة الى المفاوضات وتطبيق خطة خريطة الطريق وتتواصل التحضيرات لعقد اللقاء بين رئيسي الوزراء الفلسطيني والاسرائيلي، تواصل الحكومة الاسرائيلية سياسة التصعيد ضد ابناء شعبنا، ما يعطل الجهود ويؤدي الى مزيد من العنف وردود الافعال". وجاءت المجزرة الجديدة بعد ايام قليلة على اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون عزمه اخلاء المستوطنات اليهودية في قطاع غزة في خطوة من طرف واحد، وقبل تسعة أيام من الموعد المضروب للقائه قريع في العشرين من الشهر الجاري. كما جاءت في الوقت الذي تبذل فيه مصر ودول اخرى جهودا واتصالات ومشاورات مكثفة من اجل التوصل الى هدنة تمهيدا لاستئناف المفاوضات على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي. إلى ذلك، سقط شهيدان في عملية توغل جديدة في مدينة رفح امس. واستشهد ابراهيم زعرب 25 عاماً ومحمد طنطاوي 19 عاماً ومحمد الحمايدة 18 عاماً في عملية توغل نحو 20 دبابة وآلية في جنوب وجنوب غربي المدينة. واصيب 15 شاباً بجروح، اثنان منهم في حال الخطر الشديد. وفجر المقاومون الفلسطينيون دبابة اسرائيلية لقوات الاحتلال في المنطقة التي اجتاحتها في رفح. وقالت مصادر محلية ل"الحياة" إن الجرافات الاسرائيلية تهدم منازل تعود لمواطنين فلسطينيين في منطقة الشعوت وحي زعرب اللتين توغلتا فيها الدبابات وبسطت سيطرتها على الطريق الرئيسة التي تربط وسط المدينة بحي تل السلطان غربها ومنعت الحركة عليها.