سلطت قضية اختفاء المرشح الروسي الى الرئاسة ايفان ريبكين الضوء على سياسة انتهجها الكرملين لابعاد المنافسين المحتملين للرئيس فلاديمير بوتين وتعزيز فرص الأخير للفوز بولاية رئاسية ثانية يتمتع خلالها بصلاحيات واسعة. ومع اقتراب موعد توجه الناخبين الى صناديق الاقتراع بعد اقل من ستة اسابيع، تبدو فرص منافسي بوتين في المعركة الانتخابية شبه معدومة، بعدما بدأ الكرملين منذ الانتخابات البرلمانية في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، تصفية اي مرشح قوي محتمل. وبدأ ذلك بالحملة الواسعة على ما عرف ب"حيتان المال" لاضعاف نفوذ الحركات الليبرالية الموالية للغرب، وخصوصاً ملاحقة مجلس ادارة شركة "يوكوس" النفطية العملاقة واعتقال رئيسها ميخائيل خودوركوفسكي الذي ارتبط في شكل مباشر بتمويل الحملات الدعائية للمعارضة اليمينية التي لم تنجح في ايصال ممثلين عنها الى البرلمان الجديد. وجاءت الحملة على اليمين لتعزز اتهامات اليساريين للكرملين بشن حملة اعلامية واسعة ضدهم، اذ تعرض الحزب الشيوعي لما وصفه ب"حرب منظمة" حجبت عنه التغطية التلفزيونية والاعلامية لمصلحة الكرملين، واسفرت عن تهميش دوره. واضطر الحزب الشيوعي الى ترشيح شخصية مغمورة لخوض الانتخابات الرئاسية. وتبدو فرص فوز مرشحها معدومة. وسواء كان الكرملين متورطاً في عملية اختفاء ريبكين او لا، فإن الكثير من علامات الاستفهام ستطرح حول قدرة المعارضين في روسيا على ممارسة نشاط سياسي من دون التعرض الى ملاحقات في شكل مباشر او غير مباشر. وظهر ذلك من خلال ردود فعل المرشحين الآخرين الى الرئاسة على غياب ريبكين الغامض. اذ حذر المرشح اليساري نيكولاي خاريتونوف من ان الحادث سيلقي بظلاله على نشاط الاجهزة الامنية. وقال ان اختفاء مرشح للرئاسة في هذا الشكل يدفع المواطن البسيط الى التساؤل عن أمنه وأمن اسرته، فيما قالت المرشحة ايرينا خاكامادا انه بعد اختفاء ريبكين، لن يشعر اي معارض بالامن في روسيا.