أظهرت النتائج الاولية للانتخابات الروسية التي جرت أمس الاحد اتجاه الرئيس فلاديمير بوتين (51 عاما) نحو تحقيق فوز ساحق بالرئاسة لفترة أخرى، في الوقت الذي اندلع فيه حريق كبير بالقرب من قصر الكرملين وكان مشتعلا حتى منتصف الليلة الماضية ولم تعرف بعد أسبابه.فقد حصل بوتين على نسبة 68 بالمائة من الاصوات في الانتخابات التي جرت امس الاحد بعد فرز حوالي 14 بالمائة من الاصوات، طبقا لما افاد به مسؤولون عن الانتخابات. وطبقا للاحصاءات جاء مرشح الحزب الشيوعي نيكولاي خاريتونوف في المرتبة الثانية بحصوله على نسبة 14.3 بالمائة بينما لم يحصل القومي اليساري سيرغي غلازييف سوى على 4.7 بالمائة والليبرالية ايرينا خاكامادا على 4.6 بالمائة.وحصل القومي المتشدد اوليغ ماليشكين على نسبة 2.8 بالمائة بينما لم يحصل سيرغي ميرونوف رئيس البرلمان الموالي للحكومة سوى على 0.9 بالمائة ليحتل المرتبة الاخيرة. وكانت الاستطلاعات التي تجري عند ابواب مراكز الاقتراع ذكرت عقب انتهاء الاقتراع في ثالث انتخابات روسية بعد العهد السوفييتي، حصول بوتين على 69 بالمائة من الاصوات.ومن المنتظر أن يعلن رئيس اللجنة المركزية للانتخابات ألكسندر فشنياكوف النتائج الاولية الكاملة صباح اليوم الاثنين. وفي ظل عدم وجود منافس حقيقي لبوتين تركز اهتمام الكرملين على أن يتجاوز إقبال الناخبين نسبة الخمسين بالمائة المطلوبة لصحة الانتخابات قانونا. وقال فشنياكوف إن نسبة الاقبال بلغت 63 بالمائة من إجمالي 109 ملايين ناخب يحق لهم التصويت. وشجعهم على الخروج الطقس الربيعي المعتدل في مناطق كثيرة. وجرى نشر نحو 150 ألفا من رجال الشرطة لحفظ الامن ولم يحدث ما يعكر صفو الامن باستثناء ما حدث في جمهورية الشيشان منطقة شمالي القوقاز حيث انفجرت ثلاث عبوات ناسفة على مقربة من لجان التصويت ولم تسفر الانفجارات الثلاثة عن أي إصابات. وبعد إدلائه بصوته في موسكو صباح امس الاحد، ناشد بوتين المواطنين أن يمارسوا حقهم الديمقراطي بالتصويت في هذه الانتخابات والانتخابات المستقبلية في روسيا. وقال هذا الاحساس بالمشاركة يجب أن ينمو بمرور السنين. وقال بوتين خلال إدلائه بصوته اليوم في موسكو إن الروس بحاجة إلى تقييمه من خلال ما حققه خلال فترة رئاسته الاولى. وقال بوتين في إشارة إلى أدائه كرئيس للبلاد: خلال الاعوام الاربعة الماضية وقفت على مشكلات المواطنين وحاولت أن أحلها .. وللشعب وحده الحق في تقرير ما إذا كان لي أن أبقى أم لا. وقد قدم بوتين الى الرئاسة عبر وظيفته في جهاز المخابرات الروسية، حيث انتخبه الشعب رئيسا للبلاد في آذار مارس 2000 بنسبة 51.92 بالمائة من الاصوات. من جانب آخر سلم منافسوه مبكرا بأن بوتين لا يمكن الفوز عليه تقريبا. وقد أشرف على مراقبة الانتخابات نحو 800 مراقب دولي في رابع انتخابات روسية منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991. وقال أكثر من 230 مراقب في الجمهوريات السوفيتية السابقة إنهم لم يشهدوا أي انتهاكات جسيمة لقوانين الانتخابات. لكن اعلان النتائج الأولية للانتخابات تزامن مع اندلاع حريق التهم مركز معارض مانيز القريب من الكرملين (قصر الحكم) في موسكو ولقي اثنان من رجال الإطفاء حتفهما. ونقلت وكالة أنباء إيتار تاس عن المتحدث باسم المطافئ قوله إن الرجلين توفيا نتيجة انهيار سقف المبنى فوقهما. والتهم حريق هائل المبنى مساء امس الاحد. ولم ينجح رجال الإطفاء في السيطرة على الحريق حتى منتصف الليلة الماضية. وبعد نحو 90 دقيقة من رفع درجة التأهب التهمت النيران مساحة تتجاوز 2000 متر مربع من المبنى الذي يعود تاريخه إلى أوائل القرن التاسع عشر. ويسعى نحو 30 طاقما من أطقم الاطفاء السيطرة على النيران دون جدوى. ولا تبعد النيران أكثر من 150 مترا من سور مقر الكرملين. وبدأت أجزاء كبيرة من السقف في الانهيار بينما ارتفعت ألسنة اللهب فوق وسط المدينة لتضيء المباني الرئاسية في يوم إعادة انتخاب فلاديمير بوتين. ولكن لا يعتقد أن هناك تهديدا فوريا بانتقال النيران إلى مقر الكرملين. ولم يعرف بعد سبب الحريق. الحريق كان مشتعلا حتى منتصف الليلة الماضية في مركز المعارض القريب من الكرملين