رشح الحزب الشيوعي الروسي "شخصية معتدلة" لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، في مؤشر الى نهاية سيطرة زعيمه غينادي زيوغانوف وعمق الأزمة الداخلية في الحزب بعد هزيمة كبيرة مُني بها في الانتخابات البرلمانية الاخيرة. وقرر مؤتمر الحزب ترشيح نيكولاي خاريتونوف وهو شخصية بارزة في المعارضة اليسارية لكنه ليس قيادياً شيوعياً، في تطور هو الأول من نوعه منذ اعادة تأسيس الحزب بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. وكان خاريتونوف يقود كتلة "الحزب الزراعي" في مجلس الدوما البرلمان السابق. وهو يعد شخصية معتدلة ظلت مقربة من الشيوعيين، من دون ان ينضم رسمياً اليهم. واعتبر الخبراء ترشيح خاريتونوف الى الانتخابات المقررة في 14 آذار مارس المقبل، نهاية لعهد زيوغانوف الذي قاد الشيوعيين منذ مطلع التسعينات وخسر معركتين انتخابيتين على الرئاسة امام بوريس يلتسن عام 1996 والرئيس الحالي فلاديمير بوتين عام 2000. وكان زيوغانوف تعرض لانتقادات لاذعة من انصار الحزب الشيوعي بسبب ما وصف بأنه "اخطاء في ادارة الصراع مع الكرملين"، أسفرت عن تراجع مواقع الحزب في شكل ملموس خلال السنوات الأخيرة، بما في ذلك نتائج الانتخابات البرلمانية التي مُني بها الحزب بهزيمة كبيرة أسفرت عن تقليص مقاعده في البرلمان الى النصف. وتوقع مصدر في الحزب الشيوعي تحدث الى "الحياة" ان يتم انتخاب زعيم جديد للكتلة البرلمانية الحزبية، ما يعني ان دور زيوغانوف سيقتصر على كونه زعيماً للحزب من دون دور سياسي ملموس. وكان البرلمان الروسي الجديد افتتح اعماله امس في حضور الرئىس فلاديمير بوتين الذي توقعت استطلاعات الرأي فوزه بالرئاسة بنسبة تزيد على 70 في المئة من اصوات الناخبين. واظهرت الجلسة الاولى للبرلمان، ان التكتل الموالي للكرملين يحظى بعدد كافٍ من مقاعد المجلس لتمكين بوتين من تعديل الدستور اذا قرر ترشيح نفسه لفترة ولاية ثالثة. وكان التكتل الذي يضم حزب روسيا الموحدة وحزبين قوميين يساندان بوتين فاز بغالبية في انتخابات مجلس الدوما في السابع من الشهر الجاري، لكن نطاق النجاح الذي حققه انصار الكرملين لم يتضح سوى امس، اثناء عملية التسجيل. وحصل حزب روسيا الموحدة على المقاعد ال300 المطلوبة من اصل 450 مقعداً في المجلس بعدما انضم الكثير من المستقلين الى صفوفه امس. ويتطلب تعديل الدستور غالبية الثلثين.