الأردن تدين حرق قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان    رئيس الشورى اليمني: نثمن الدعم السعودي المستمر لليمن    مكي آل سالم يشعل ليل مكة بأمسية أدبية استثنائية    جازان تتوج بطلات المملكة في اختراق الضاحية ضمن فعاليات الشتاء    مدرب ليفربول لا يهتم بالتوقعات العالية لفريقه في الدوري الإنجليزي    الرويلي يرأس اجتماع اللجنة العسكرية السعودية التركية المشتركة    البرلمان العربي يدين حرق كيان الاحتلال لمستشفى بقطاع غزة    رئيس هيئة الأركان العامة يلتقي وزير دفاع تركيا    لخدمة أكثر من (28) مليون هوية رقمية.. منصة «أبشر» حلول رقمية تسابق الزمن    رينارد: مباراة العراق حاسمة ومهمة للتقدم في البطولة    وزير المالية اليمني ل«عكاظ» الدعم السعودي يعزز الاستقرار المالي لبلادنا    التركي فاتح تريم يصل إلى الدوحة لبدء مهامه مع الشباب    "جلوب سوكر" .. رونالدو يحصد جائزة "الهداف التاريخي"    البيت الأبيض: المؤشرات تؤكد أن الطائرة الأذربيجانية سقطت بصاروخ روسي    القبض على أطراف مشاجرة جماعية في تبوك    مدرب قطر يفسر توديع كأس الخليج    «سلمان للإغاثة» يوزع 526 حقيبة إيوائية في أفغانستان    ضبط 3 مواطنين في نجران لترويجهم (53) كجم "حشيش"    وزير «الشؤون الإسلامية»: المملكة تواصل نشر قيم الإسلام السمحة    خطيب الحرم: التعصب مرض كريه يزدري المخالف    مدرب اليمن يستهدف فوز أول على البحرين    الذهب يستقر وسط التوترات الجيوسياسية ويتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية    دار الملاحظة الأجتماعية بجازان تشارك في مبادرة "التنشئة التربويه بين الواقع والمأمول "    الفرصة لا تزال مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    مآل قيمة معارف الإخباريين والقُصّاص    الصندوق السعودي للتنمية يموّل مستشفى الملك سلمان التخصصي في زامبيا    مهرجان الرياض للمسرح يبدع ويختتم دورته الثانية ويعلن أسماء الفائزين    إحالة 5 ممارسين صحيين إلى الجهات المختصة    سورية الجديدة.. من الفوضى إلى الدولة    أميّة الذكاء الاصطناعي.. تحدٍّ صامت يهدد مجتمعاتنا    99.77 % مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بوزارة الداخلية    عبقرية النص.. «المولد» أنموذجاً    مطاعن جدع يقرأ صورة البدر الشعرية بأحدث الألوان    اجتثاث الفساد بسيف «النزاهة»    خادم الحرمين يهنئ رئيس المجلس الرئاسي الليبي بذكرى استقلال بلاده    نائب أمير مكة يفتتح ملتقى مآثر الشيخ بن حميد    «كليتك».. كيف تحميها؟    3 أطعمة تسبب التسمم عند حفظها في الثلاجة    فِي مَعْنى السُّؤَالِ    ليندا الفيصل.. إبداع فني متعدد المجالات    122 ألف مستفيد مولهم «التنمية الاجتماعي» في 2024    دراسة تتوصل إلى سبب المشي أثناء النوم    ثروة حيوانية    تحذير من أدوية إنقاص الوزن    رفاهية الاختيار    5 مشاريع مياه تدخل حيز التشغيل لخدمة صبيا و44 قرية تابعة لها    ضرورة إصدار تصاريح لوسيطات الزواج    حرس الحدود بجازان يدشن حملة ومعرض السلامة البحرية    اختتام دورات جمعية الإعاقة السمعية في جازان لهذا العام بالمكياج    وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يستعرضان «الثنائية» في المجال العسكري    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    حلاوةُ ولاةِ الأمر    46.5% نموا بصادرات المعادن السعودية    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    التخييم في العلا يستقطب الزوار والأهالي    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجامعة العربية تدخلت لحل الأزمة السعودية - الليبية ولو لجأ الطرفان إليها لفصلت في القضية ... ومواقفي في قضية العراق تتسق مع قرارات القمة . عمرو موسى ل الحياة : الجامعة العربية محل تهديد جدي واللجوء للحماية الأجنبية أضعف الزخم العربي
نشر في الحياة يوم 31 - 12 - 2004

رغم حال الإحباط التي يشعر بها الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى في شأن حال العالم العربي، إلا أنه أصرّ على أنه"لا يغرد خارج السرب العربي"، وأشار إلى قرارات صدرت عن مؤسسات الجامعة العربية أُقرت بواسطة الزعماء العرب تتوافق مع خطابه الإعلامي ومواقفه السياسية.
تحدث موسى في حوار مع"الحياة"في نهاية"سنة الإحباط العربي"عن سجله على رأس المنظمة العربية التي قضى فيها نحو أربع سنوات، وألمح إلى أنه لولا حركة الجامعة وإصرارها في تلك الفترة لكان الوضع العربي أسوأ بكثير مما هو عليه الآن. وأعلن أنه سيحدد موقفه من مسألة الترشيح لفترة أخرى بحلول منتصف العام الجديد. وتحدث موسى بأسف عن أطراف عربية لم يذكرها رأى أنها تسعى إلى"الخروج عن السرب بمغازلة أطراف أجنبية"في إشارة إلى الولايات المتحدة من دون أن يسميها، واعتبر أن تلك الأطراف هي التي تغرد في عزف منفرد خارج سيمفونية العمل العربي المشترك. ولم يخف موسى الاحباط الذي يشعر به إلا أنه عبر عن قليل من الأمل في إمكان الخروج من النفق المظلم، محذراً من أن استمرار تدهور الوضع العربي سيصيب العرب بشظايا في نقاط مؤثرة في مستقبلهم.
ورأى أن جهود الإصلاح على مستوى المجتمعات العربية والجامعة حققت نجاحاً، وعبر عن فخره بپ"دور ريادي للجامعة في طرح قضية الجدار العازل على محكمة العدل الدولية"، أما ملف السودان فرأى أن الجامعة نجحت في إدارته"لأن الأطراف العربية لم تتجاوز ذلك الملف"، لأنه"بعيد عن مصالحها". ونوّه بتطوير المجلس الاقتصادي والاجتماعي واتفاق التجارة الحرة،
وتناول موسى أحدث أزمة يتعرض لها النظام العربي والمتعلقة بما ذكر عن المخطط الليبي لاغتيال ولي العهد السعودي الأمير عبد الله، وأشار إلى أن السعودية وفرت للجامعة معلومات، وأن ليبيا طلبت تدخل الجامعة. وقال"لو أرادت الدولتان أن تفصل الجامعة في القضية لفعلت"، وأشاد بالمشاركة العربية في معرض فرانكفورت، وطلب من العرب تعاطياً واقعياً مع قضية اللاسامية، واستبعد تحقيق سلام في ظل وجود شارون الذي استبعد أن يتحول إلى رجل سلام،"بعدما بلغ من العمر أرذله". وأكد اخيراً أنه سيتعاون مع القيادة الفلسطينية الجديدة وسيدعمها.
وهنا نص الحديث:
الا ترى أن الحال لم تصل فقط لدى البعض الى عدم الاقتناع بدور الجامعة العربية وإنما ايضاً الى عدم الايمان بشيء اسمه"عربي"؟
- هناك تناقض غريب، أنت عربي في مواجهة الآخر الذي يتهمك بأنك ارهابي أو مسؤول عن الارهاب. نحن متهمون من المغرب الى الخليج ومعاقبون لأننا عرب، وفي رد الفعل لا ننكر أننا عرب لكن العرب صاروا لا يتحملون بعضهم بعضاً بدرجة أكبر من ذي قبل. السبب في ذلك أن القوة والحماية كانت تأتي من داخل العالم العربي واليوم تأتي الحماية من خارج العالم العربي، فلم يعد البعض في احتياج الى الزخم العربي. عندما تكون مصادر الثروة والتجارة والحماية، وحماية الثروة تأتي من الآخرين، يتحول الامر إلى ما هو عليه الآن، لكن الاوضاع لن تستمر هكذا، الامور متحركة بشكل كبير، لا يمكن للاحتلال العسكري الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية أن يستمر، المقاومة وحتى الضرب بالحجارة أصبحت تغير الأمور كما شهدنا في مرحلة ما في فلسطين. الوضع في العراق غير مستقر ومكلف لكل الاطراف ومستحيل استمراره هكذا الى الابد، تاوجود الامني في المنطقة لا يمكن أن يستمر على حاله، والانفصام العربي لن يدوم والتواصل في المستقبل أمر حتمي.
لكن في العام 2004 زادت التوقعات بقرب أفول نجم الجامعة العربية؟
- اعلم ان الجامعة العربية صيغة لا يريد أي مصلح عربي أن تضرب ولا يرى من لديه حيز قليل من العقل أن تنتهي لأن حماية الاجنبي للعرب مسألة موقتة، وفي التاريخ امثلة كثيرة لحمايات تبدلت وتغيرت 180 درجة.
مع كل هذا الإحباط لا يزال لديك أمل في الجامعة؟
- الجامعة العربية صورة للمجتمعات العربية فهي تمثل الدول وإطاراً لجميع العرب، وإذا لم يحدث تحرك لحماية ودعم الجامعة ستدفع المجتمعات العربية الثمن غالياً جداً من أمنها ومستقبلها. حماية الجامعة هي حماية للنظام العربي والمجتمع العربي والثقافة العربية، والملوك والرؤساء العرب رأوا في تونس ان هذا النظام يحتاج إلى تطوير وتحديث وتفعيل وتناقشوا حول الاصلاح والديموقراطية والشفافية وحقوق الانسان والتنمية، فهذا المجتمع الذي يتواصل فيه العرب ويشاهدون قنواته الفضائية ويقرأون صحافته ويتعلمون فيه المناهج نفسها يجب ألا يهدم بسبب سياسات ونزاعات موقتة، لكن طالما استمرت هذه السياسات والنزاعات فإنها تحدث تآكلاً في الكيان العربي، ومن جهتي احاول ان أحمي الجامعة العربية ومثلي كثيرون ايضاً يسعون الى الدفاع عن الجامعة.
لكن يبدو أنك صرت في خط الدفاع الاخير والاستحقاق للامانة العامة للجامعة في 2006، هل ستترشح، هل أنت راغب أساساً؟
- الحمد لله انني توليت امانة الجامعة في فترة دقيقة جداً تحتاج الى مواقف بعينها وتضحيات وتحمل وقدرة كبيرة على الصمود في وجه تيارات كثيرة، أنا مرتاح لأني اتيت إلى موقعي في ذلك التوقيت، اما مسألة التجديد فأستطيع القول إنني سأعلن موقفي في فترة لاحقة من العام المقبل.
هناك دول العربية لا ترتاح أليك ومنزعجة من وجودك، لماذا؟
- ده شيء عجيب جداً ومش عارف ليه.
من المؤكد أن هناك اسبابًا؟
- في بعض الاحيان قد لا يكون شخص ما محل اعجاب البعض، وربما يكون محل ارتياح البعض الآخر، هذه مسألة لا تزعجني باعتبار أنها من طبائع الأمور.
هذه معايير شخصية؟
- انا مرتاح ولست منزعجاً من ناحيتي، يمكن أن تسأل المنزعجين وما استطيع قوله إن الامور تتحسن. أنا لا افرق في تعاملي بين دولة واخرى حتى لو اتخذت دولة ما موقفاً بعينه تجاه الامين العام، المصلحة العربية واحدة ويجب أن اكون منصفاً وموضوعياً، وأن لا ارضى لنفسي أن انحاز لصالح دولة لمجرد أن لي علاقات شخصية بزعماء تلك الدولة او غيرها وفي حال اي نزاع بين دولة عربية واخرى اجنبية بلا شك انني مع الدولة العربية بصرف النظر عن مسألة العلاقات الشخصية.
أنت تكاد تصرح ولا تكتفي بالتلميح إلى تورط دول عربية في السعي إلى ضرب النظام العربي.. مَن تقصد بالتحديد؟
- ليس الأمر أمر تورط لكنه تحليل سياسي لوضع معقد للغاية، والنظام العربي أي الجامعة العربية محل لتهديد جرى منذ أن بدأ الحديث عن الشرق أوسطية في النصف الأول من العقد الماضي، وهو ما أرى أن على العرب جميعاً أن ينتبهوا له.
وصفت الحال بين ليبيا والسعودية بأنها ازمة وليس معركة، وقلت إنك اطلعت على تقارير واجريت اتصالات وعقدت لقاءات، لكن هناك تحقيقات افادت بأن دولة عربية بكل اجهزتها تآمرت لاغتيال زعيم عربي... هل يمكن للجامعة أن تتخذ موقفاً تجاه تلك الدولة، هل تقدرون حتى على اصدار ادانة؟
- هناك اتهامات وكلام كثير يقال والصحف مليئة بالمعلومات عن القضية، الجامعة تدخلت ولابد أن تكون لديها الصورة الدقيقة التي تمكنها من حل الازمة وتهدئة الامور بما فيها التوجهات الاعلامية التي تصاحب مثل هذه الازمات والجهود السياسية تهدف الى الحل.
ولماذا لا تحقق الجامعة في مثل هذه القضية؟
- إذا لجأ الطرفان إلى الجامعة فإن القضية ستجد حلاً، انا قمت بمبادرة ووجدت تعاوناً من الطرفين، ليبيا طالبت من الجامعة التدخل والسعودية امدتنا بالمعلومات وهناك استجابة في التعامل مع الجامعة في شأن الازمة، احنا مش ناقصين ولا بد من خدمة المناخ العربي العام الذي صار لا يتحمل ازمات كهذه.
هل ليبيا اساساً لا تزال عضواً في الجامعة؟
- لا تزال عضواً في الجامعة حتى لو لم تسدد التزاماتها المالية.
رغم حال الاحباط التي تكاد تسيطر عليك يبدو أنك ترى ضوءاً في نهاية النفق؟
- عندما اتحدث عن الاحباط فإني اعني الحساب الختامي للعام، لكن المسألة ليست"أسود"و"ابيض"فقط. فمع الاحباط هناك انجازات للجامعة وكان من الممكن تحقيق انجازات اكبر، نحن مجموعة عربية كان يجب أن نتعاون سوياً بشكل افضل، تطوير المجلس الاقتصادي والاجتماعي حدث مهم وإنجاز حقيقي نحو الاهتمام بنواحي التنمية، موضوع وثيقة التطوير والتحديث التي اعلنت في قمة تونس انجاز كبير قد يسأل البعض عن آليات تنفيذه لكننا شاهدنا تغيرات في بعض الدول العربية ونضع آليات ايضاً ستعرض على القمة العربية المقبلة في الجزائر، الريادة التي حققتها الجامعة العربية بطرح قضية الجدار العنصري الفاصل في فلسطين على محكمة العدل الدولية وصدور قرار تاريخي امر نفخر به، كذلك الاعداد لمنطقة التجارة الحرة العربية بمشاركة 71 دولة عربية لتنطلق مع بداية العام 2005 انجاز مهم سيعود بالفائدة على الشعوب وخطوة مهمة في السعي نحو العمل العربي المشترك. الجامعة لعبت دورًا كبيرًا في المشاورات التي أفضت الى بلورة رؤية حول الموضوع العراقي وطرحنا قضية المصالحة الوطنية وصارت الآراء التي قدمناها محل تقويم ايجابي من جانب الاطراف الفاعلة في القضية. هذه امثلة للإنجازات لكن التدهور الواضح في الموقف في المنطقة لا يطمئن، لست ارى دليلاً على تغير في القضية الفلسطينية، وهناك ملامح حل شكلي لا يمثل حلاً حقيقياً يسوق إعلامياً حتى نتصور أنه شيء عظيم كي ندفع ثمناً غالياً من دون أن نحصل على شيء حقيقي. يجب أن نتعلم من دروس الماضي ولا يلعبوا علينا مرة أخرى ولا نخدع بالعودة إلى المفاوضات إذا كانت المفاوضات هدفاً في حد ذاته، ومن الممكن أن نستمر في التفاوض عشر سنوات أخرى من دون أن نصل إلى شيء.
هل يمكن لنظام عربي أن ينجز من دون التزام الجميع موقفاً موحداً تجاه ثوابت حتى ولو بسيطة؟
- هذا جزء من المشكلة، هناك مجالات للاتفاق على بعض الأمور، والقمة العربية في شأن مسألة الإصلاح اتفقت، وهناك بعض النبضات التي تبقي المجتمع العربي حياً.
لماذا كان الإخفاق مدوياً بالنسبة الى دور الجامعة في قضية العراق وفلسطين ولم يكن كذلك بالنسبة الى السودان؟
- لأنه ببساطة لم تتداخل المصالح العربية في المشكلة السودانية ولم يحدث أن جذب طرف الخيط من جهة الشمال وشده طرف آخر جهة اليمين، ولم يراع أحد مصالح أجنبية مثلاً، مصلحة العرب والأجانب والسودانيين تحركت نحو الهدف نفسه، الجامعة تحركت اسرع وأثمرت، واسألوا السودانيين كي تكتمل الصورة، هم شعروا بأن الجامعة فتحت أبواباً كثيرة كانت مغلقة وأسهمت في تحديد مواقف سياسية وسهلت على الدول العربية اتخاذها.
تبدو كأنك تغرد خارج السرب بالنسبة للقضية العراقية، هناك مسافة شاسعة بين مواقفك وخطبك وبين مواقف غالبية الدول العربية... لماذا؟
- يعني إيه خارج السرب؟
يعني أن خطابك الإعلامي وموقفك السياسي بعيدان عن موقف غالبية الدول العربية؟
- مواقفي مبنية على ما يتقرر في الجامعة العربية ومؤسساتها وواخد الموضوع جد، ومتأكد أنني متسق مع ذاتي ومع القرارات الرسمية العربية، وأسهمت في بلورة موقف رصين للجامعة.
لكن العراقيين غير مرتاحين الى طريقة تعاطيك مع قضيتهم؟
- رغم كل الانتقادات دعونا مجلس الحكم الانتقالي إلى الجامعة، كنت أرى أن العراق سيبعد عن العالم العربي، فكان لابد على الفور من التحرك بصرف النظر عن اعتبارات تكتيكية ووفقاً لاعتبارات استراتيجية نجحنا في الحفاظ على العراق ضمن الكيان العربي والتفاعل العراقي مع العالم العربي رغم أنه في تلك الفترة كان الكلام يصدر من بعض العراقيين بما معناه"مالنا ومال العرب"، لو لم نتحرك وقتها لانفرط العقد.
ولكن الحكومة العراقية الموقتة غير مرتاحة الى استقبالك ممثلين عن قوى سياسية عراقية مختلفة؟
- لماذا ينزعجون، هذا أمر متفق عليه من الأول، الجامعة تفتح أبوابها للجميع وقبلت بتمثيل عراقي في صورة حكومة موقتة بعد المجلس الانتقالي، هذه أزمة خطيرة جداً وأنا اسمع من القوى العراقية ومن الحكومة، أنا في صف تحقيق تصالح وطني في العراق ومع العملية السياسية وأؤيد وقف العنف وطالما أن الهدف يصب في النهاية لصالح المجتمع العراقي، فإن عملي يمكن اختزاله في خدمة العالم العربي ودوله بما فيه العراق.
لكن وفداً عراقياً معارضاً للحكومة الموقتة في العراق سافر إلى شرم الشيخ اثناء اجتماعكم هناك وعاد من المطار؟
- أنا في الجامعة العربية اتحمل مسؤوليتي بالنسبة الى القضية العراقية. العراق في وضع غير طبيعي ولا بد أن نتحدث إلى الزعمات العراقية بمختلف تياراتها وبالفعل أتى إلى الجامعة سنة وشيعة وتركمان وأكراد والمالكيون والجمهوريون، لست أركان حرب اتحدث معهم عن معارك، أنا اتحدث معهم في أمور سياسية. والخطوة الأولى لحل المشكلة تكمن في التصالح الوطني قبل الانتخابات أما إذا استبعد البعض فالمشاكل مستمرة.
لم تتوقف ضغوط أميركا على الأنظمة العربية فقط وإنما امتدت لتطال المجتمع المدني والمثقفين وأصحاب الرأي... ماذا فعلت الجامعة لمواجهة قانون معاداة السامية مثلاً؟
- اللاسامية يمكن أن تمس العرب أيضاً وأرى أن لا ندخل معركة خاسرة لأننا مثلما نتحدث عن ازدواجية المعايير لا يجب أن نمارس نحن ازدواجية المعايير بأن نعترض على حملات ضد العرب ونشجع حملات ضد اليهود.
المشكلة في الجهة التي تحدد أي تطرف مع أو ضد السامية، الدعوة لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي أو مجرد انتقاد السياسات الإسرائيلية صارت عملاً مضاداً للسامية؟
- التصرفات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية هي ضد القانون الدولي وفيها تفرقة عنصرية واضحة وصريحة لكن ذلك لا يعالج بالتفرقة العنصرية من جانبنا بل نشرح ما يجري للعالم ونفضح تلك الممارسات، لماذا لا نستخدم ذكاءنا إزاء النقاط المطروحة على جدول الأعمال العالمي. هناك قرارات دولية تضع كل شيء على قدم المساواة، حاولت دوائر متطرفة أن تدفع العالم إلى أن يتحدث فقط عن اللاسامية لكن العالم أصر على عدم التفرقة بين الأديان والمنتمين لها وعلى رأسها الإسلام. وهو ما حدث وأصبحت القرارات الدولية لا تفرق في الاهتمام بين اللاسامية وبين كراهية الإسلام، فالإثنان يدانان.
الجامعة لم تقاوم إغلاق مركز زايد للتنسيق والأبحاث وهو تحت مظلتها؟
- المركز كان يعمل تحت عباءة الجامعة ولكن ليس بتوجيهاتها فحكومة الإمارات هي التي أسسته وتنفق عليه، والحقيقة أن المركز كان مفيداً وليس من المصلحة إغفال أي مركز فكري وبحثي، إذ احتاج تطويراً فكان أفضل أن يفعل دوره، وكان وجود المركز مهمًا ونأمل أن يعاد النظر في قرار إغلاقه.
خضت معركة من أجل معرض فرانكفورت... هل تعتقد أن الأمر كان يستاهل؟
- لأول مرة منذ 06 سنة يتقدم علم الجامعة العربية وخلفه أعلام الدول العربية في محفل ثقافي كبير مثل معرض فرانكفورت، وهناك انتقادات تتعلق بتفاصيل هنا وهناك، لكن للمرة الأولى يلتقي المثقفون المغتربون العرب وأقرانهم من رموز الإبداع والثقافة العربية، الفن والثقافة العربية تكاملا في فرانكفورت، في معرض يؤمه الأوروبيون وممثلون من كل أنحاء العالم، كل ذلك جاء في ظل حملة وهجمة على الثقافة العربية. وأنني أتساءل بوضوح: من وقف منذ تشرين الثاني نوفمبر 1002 في وجه الحملة على الثقافة العربية سوى الجامعة العربية؟ أول اجتماع يعقد ويحضره عشرات المثقفين والأساتذة العرب من كل الدول العربية والمعنيين منهم في الخارج رعته الجامعة لكن الظروف السياسية والتمزق العربي وضعف الثقة العربية المتبادلة صارت مؤسفة وتحاول التقليل حتى من نجاحات حققها العمل العربي المشترك لصالح الجميع.
لكن يبقى أن العرب صاروا هدفاً ويصوب نحوهم قانون معاداة السامية... ماذا ستفعل الجامعة؟
- موضوع معادة السامية يجب أن ينظر إليه من منظور أكثر ثقافة. فالقضية مطروحة في العالم كله ولا إنكار له. حقيقة الهلوكوست موضوع يتحدث عنه العالم لذلك أرى أن لا فائدة من إنكار ذلك، ولماذا نستنزف جهودنا في محاولة إعادة العجلة إلى الوراء، أو التسامح مع إجراءات ضد اليهودي لأنه يهودي فهذه سياسة غير مجدية ولست معها، لكن في الوقت نفسه يجب أن يقف معنا اليهود والغرب ضد"فوبيا الإسلام"وحملات الكراهية ضد العرب والمسلمين، يجب أن يكون هناك حملة ضد كل إجراءات التفرقة ولو كانت تستهدف اليهود إذ كانوا مستعدين أن يرتقوا إلى هذا المستوى أيضاً.
كانت مواقف الجامعة تتناغم مع قرارات الأمم المتحدة لكن الحال اختلف بالنسبة للقرار 9551 الخاص بالوجود السوري في لبنان... لماذا؟
- كل قرارات مجلس الأمن يجب أن تحترم من جانبنا كمنظمة إقليمية، وبالتالي نتعامل معها ونتابعها وننفذ ما علينا أن ننفذه، أما أن تكون هناك قرارات ليس على الجامعة العربية أن تتولاها مثل القرار 9551، فهذا يعني أن تتابع الجامعة فقط القرار، هذا لا يخفي موقفنا من أن هناك مواضيع أهم مثل الجدار الفاصل لم يتناولها مجلس الأمن.
هل لديك رأي شخصي في موضوع الوجود السوري في لبنان؟
- مش عاوز أتكلم في الموضوع ده فهذا موضوع له تاريخ طويل وعناصر كثيرة لا تكفي فيها إجابة عاجلة.
قضية العقوبات أو الجزاءات لا تزال تنفذ من نفسها من يلزم إلى طرف عربي بما يتم الاتفاق عليه في مؤسسات الجامعة؟
- أحد الإصلاحات المطروحة يتعلق بتحمل الدول مسؤولية تجاه عدم تنفيذ القرارات الصادرة عن مؤسسات الجامعة.
الإصلاحات رحلت من قمة تونس إلى قمة الجزائر ونخشى أن ترحل إلى جيبوتي؟
- لا، ربما يتمنى البعض ذلك لكن تلك الأمور ستحسم في الجزائر ولم يرحل شيء ونحن نعمل على ذلك منذ انتهاء قمة تونس، وسأقدم تقارير إلى القمة المقبلة في هذا الشأن، أيضاًَ لا يمكن أن نخفي عن الصورة ملامح تغييرات حدثت، انتخابات حرة في بعض الدول، منظمات للمجتمع العربي بدأت تلعب أدواراً مهمة، مساحات من الحريات اتسعت حتى التظاهرات جرت في دول لم نعرفها من قبل. الديموقراطية عملية متكاملة ولكنها متتابعة، لا يوجد قرار بأن تنتقل الديموقراطية من درجة إلى أخرى، إنها عملية تفاعل مستمرة، هناك مناخ جديد يولد في العالم العربي.
الموقف المصري تجاه الاندفاع نحو التعامل مع شارون هدأ أخيراً بعدما كان أكثر اندفاعاً.. ما رأيك في شخص شارون؟
- أرى أنه من المصلحة أن لا أتحدث عن شارون بشكل شخصي وإنما أتحدث عن سياساته وهي مرفوضة بالكامل، ولا أرى على شارون ما يبدي لي أن هناك تغييرا، المسألة تتعلق بإرادة سياسية للوصول إلى حد عادل للقضية الفلسطينية ولا أعتقد أن هذه الإرادة موجودة لدى شارون، أما الموقف المصري فثابت في دعم الحق الفلسطيني.
هل لديك أمل أنه يتغير؟
- معرفش، إزاي يتغير بعدما بلغ من العمر أرذله، وتاريخه لا يعطي أي أمل بإمكان ذلك.
الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كان يثق بك كثيراً ما مدى الثقة بينك وبين القيادة الفلسطينية الجديدة؟
- أنا أعرفهم جميعاً من زمان، وطالما الشعب الفلسطيني يختار قيادته فسوف نعاونهم وندعمهم ونساعدهم، وبالقطع الأمين العام للجامعة سيؤيد حق القيادة الفلسطينية في اتخاذ الاجراءات واتباع السياسات التي تؤدي الى تحرير أرضهم وإقامة الدولة الفلسطينية ورحم الله ياسر عرفات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.