مع بدء الحملة الانتخابية في العراق، التي تستمر حتى الثلاثين من كانون الثاني يناير المقبل، انتعشت مهنة الخطاطين على نحو لم يألفه احد سابقاً ووجد الكثير من الخطاطين نفسه امام وضع جديد يتطلب منه الاستعانة بزملاء له سواء من اهل المهنة او من غيرهم لمساعدته في تحمل اعباء العمل الذي تضاعف بشكل بدأ الشارع يتلمس معالمه عبر اللافتات التي تتوزع تقاطعات الطرق والشوارع وجدران الابنية. واشار الخطاط باسم محمد، خريج اكاديمية الفنون الجميلة فرع الخط والرسم، إلى انه لم يألف سابقاً ومنذ اعوام طويلة مثل هذا التزاحم على محله من قبل الاحزاب والمنظمات المشاركة في الانتخابات، الامر الذي دفعه إلى الاستعانة بإخوته واقاربه لتكليفهم بمهام تتعلق بسرعة انجاز ما اتفق عليه مع الاحزاب والمنظمات في شأن خط لافتاتهم. وقال ان شقيقه روى له ما شاهده لدى محال بيع الاصباغ من زخم مماثل لشراء عبوات الصبغ من قبل الخطاطين وكذلك محال بيع الاقمشة التي اضطر اصحابها إلى رفع الاسعار وبعضهم تولى رفع اسعار الوان معينة من الاقمشة التي غالباً ما تستخدم في اللافتات اللونان الابيض والازرق. واشار الخطاط سعد حميد في شارع السعدون إلى ان احد الاحزاب السياسية اتفق معه على خط 10 الاف لافتة خاصة بشعارات الحزب وبرنامجه الانتخابي وبكلفة 15 الف دينار للافتة الواحدة وهو اتفاق عدّه مكسباً مادياً كبيراً الامر الذي دفعه إلى ان يؤهل محله على نحو يستطيع فيه الايفاء بالاتفاق الذي يقضي بتسليم الحزب الف لافتة يومياً وقال"ان اكثر من عشرين خطاطاً يعملون معه حالياً ليلاً ونهاراً تنفيذاً للعقد". ولفت الخطاط عباس فاضل إلى ان الامر يبدو صعباً للبعض من الخطاطين الذين فاجأتهم الحملة الانتخابية وراح يبحث عن طلاب في كلية الفنون الجميلة ومعهد الفنون يدرسون الخط للاستعانة بهم في تنفيذ تعهداته امام حزب سياسي طلب منه تنفيذ الفي لافتة خلال يومين وقال"اضطريت إلى الاستعانة بالعنصر النسوي كذلك حيث نجد الكثيرات من هاويات الخط شمرن عن سواعدهن ورحن يعملن في محال الخط في بغداد جنباً إلى جنب مع الرجل". والطريف والمحزن في آن واحد ان بعض الخطاطين راح يعتذر إلى بعض مراجعيه عن خط لافتة تنعي أحد الأقارب لعدم توافر الوقت لديه في وقت كان الخطاطون يعولون كثيراً على مثل هذا النشاط في كسب المال نتيجة تواتر العمليات الارهابية وحوادث العنف وتزايد الضحايا فيها. ورأى البعض ان المطابع ساهمت الى حد كبير في تخفيف الزخم على محال الخطاطين حيث لجأ الكثير من الاحزاب الى هذه المطابع لطبع بوسترات تعوض عن اللافتات ونقل عن حسن فاضل صاحب مطبعة في بغداد ان عمل البوسترات يختلف كثيراً عن اللافتات ووظيفتها الاعلامية غالباً ما تكون اكثر فعالية حيث ان الطباعة الحديثة ساعدت في اصدار بوسترات مختلفة الاحجام لبعض الاحزاب وبألوان وتصاميم متنوعة. وقال"ان بعض الاحزاب فضل البوستر على اللافتة لاعتبارات تتعلق بالذوق". وقال صلاح سعيد صاحب مطبعة ان الحملة الانتخابية الحالية تشهد صراعا ًبين المطابع والخطاطين من نوع خاص ويمكن ان نطلق عليه تنافساً باتجاه كسب رضى هذا الحزب ومن يتعامل مع المطبعة غير الذي يتعامل مع الخطاط على رغم ان المطبعة تحتاج ايضاً الى الخطاط في عملها في اطار توفير التصميم وخط الكلمات. ويتفق الجميع على ان الاحزاب السياسية التي يتوافر لديها المال تكون امامها خيارت كثيرة لتنفيذ برامج حملاتها الانتخابية وقد تستعين بالخطاط والمطبعة على حد سواء في توظيف امكاناتها لتنفيذ برامجها الانتخابية.