ارتفع اليورو الى مستوى قياسي جديد أمام الدولار وعدد من العملات الرئيسية أمس ولليوم الثاني على التوالي، في معاملات محدودة بسبب اغلاق السوق الاميركية أمس واغلاق معظم الأسواق الدولية الاخرى مبكراً عشية عيد الميلاد. ودعم ارتفاع اليورو استمرار المخاوف في شأن العجز في ميزان المعاملات الجارية للولايات المتحدة وغياب القلق على الصعيد الرسمي لهبوط العملة الاميركية وتجاهل الأسواق تصريحات المسؤولين الأوروبيين وغيرهم لدعم الدولار. ارتفع اليورو أمس الى 1.3546 دولار، وهو أعلى مستوى للعملة الاوروبية مقابل الاميركية على الاطلاق منذ طرحها عام 1999، بعدما ارتفع أول من أمس للمرة الأولى عن مستوى 1.35 دولار، عقب اعلان الولاياتالمتحدة انخفاض مبيعات المساكن الجديدة في الولاياتالمتحدة بنسبة 12 في المئة في تشرين الثاني نوفمبر الماضي لتسجل أكبر هبوط منذ أكثر من عشرة أعوام، ومجموعة من البيانات الاقتصادية المتباينة. ويتوقع المحللون ان ينهي اليورو سنة 2004 عند مستوى 1.35 دولار. وكان اليورو، الذي اعتمدته 12 دولة داخلة في منطقة اليورو، هبط عقب طرحه عام 1999، ولكنه ارتفع بنسبة 60 في المئة منذ سجل أدنى مستوى له عند 0.82 دولار في تشرين الأول أكتوبر عام 2000. وارتفع اليورو بشكل حاد أمام الدولار خلال السنة الجارية وخصوصاً منذ شهر أيلول سبتمبر الماضي عندما كان سعره 1.2 دولار. وقال محللون ان الدفعة الاخيرة من البيانات الاقتصادية تعزز الرأي القائل بان هبوط الدولار سيستمر خلال السنة المقبلة، مع احتمال أن يرتفع اليورو الى 1.4 دولار وربما أعلى من ذلك بحلول نهاية سنة 2005. وقال ستيفن بيرسن الخبير الاقتصادي في مصرف"اتش بي او اس"في لندن:"يتوقع ان تستمر هذه النزعة في الايام المقبلة. حجم النشاط محدود ويبدو انه من المستبعد ان تعارض البنوك المركزية الاوروبية هذا التحرك بالتدخل". واضاف:"منذ ان وصلت الى عملي صباحاً لم اقم بأي صفقة"، مشيراً الى ان"المستثمرين الاميركيين غير موجودين في الاسواق اليوم الجمعة وفي لندن لن يكون هناك احد اعتباراً من الساعة الثالثة بعد الظهر بتوقيت غرينيتش". ولا ترى الأسواق أي احتمال يذكر لتحرك رسمي في الاجل القريب لوقف انخفاض الدولار، على رغم تهديدات المسؤولين بالتدخل لوقف هبوط الدولار وتأكيد وزير الخزانة الاميركي جون سنو باستمرار ان الولاياتالمتحدة تحبذ الدولار القوي. وقال غيريت زالم وزير المال الهولندي أمس ان ارتفاع اليورو مازال في الحدود المقبولة. كما ارتفع اليورو أمس أمام العملة اليابانية الى 140.30 ين مقترباً من أعلى مستوى منذ 18 شهراً والذي سجله في الآونة الاخيرة عند 140.50 ين. وجرى تداول الدولار بسعر 103.60 ين دون تغيير عن سعره في أواخر المعاملات الامريكية أمس الخميس. وظل سعر صرف الجنيه الاسترليني قريباً من أدنى مستوياته منذ عام مقابل اليورو أمس بعدما هبط أول من أمس الى 70.40 بنس، عقب اعلان بيانات أظهرت أن العجز في ميزان المعاملات الجارية البريطاني ارتفع في الربع الثالث من السنة الجارية. واستقر الجنيه من دون تغيير يذكر مقابل العملة الاميركية على 1.9245 دولار، مقترباً من الحد الادنى لنطاقه الاخير، بعد انخفاضه نحو ثلاثة سنتات عن أعلى مستوى له منذ 12 عاماً والذي سجله في وقت سابق من الشهر الجاري. وكانت العملة البريطانية انخفضت في وقت سابق من الاسبوع بعد صدور تقرير محضر اجتماع لجنة السياسة النقدية في بنك انجلترا المركزي لشهر كانون الأول ديسمبر الجاري والذي أثار احتمال خفض بنك انكلترا المركزي أسعار الفائدة. وارتفع سعر الذهب في أوائل المعاملات الاوروبية أمس الى 442.25-443.00 دولاراً للأونصة في التعاملات الصباحية من 440.50-441.25 دولار للأونصة في أواخر المعاملات في نيويورك أول من أمس. وقال متعاملون ان الذهب استقى الدعم من ضعف الدولار، وكانت حركة التداول محدودة عشية عيد الميلاد وإغلاق معظم الأسواق الاوروبية يومي الاثنين والثلثاء المقبلين. وزراء المال قالت وزارة الخزانة البريطانية أمس ان وزراء المال الأعضاء في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى سيعقدون أول اجتماع عادي في ظل رئاسة بريطانيا للمجموعة في لندن يومي الرابع والخامس من شباط فبراير المقبل. وأضافت أنهم سيجتمعون مرة أخرى في لندن يومي العاشر والحادي عشر من حزيران يونيو المقبل. كما سيستضيف وزير الخزانة البريطاني غوردن براون مؤتمراً للترويج للمشاريع في لندن في الرابع من شباط المقبل، يتوقع أن يشارك فيه الان غرينسبان رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي المصرف المركزي الاميركي ووزير الخزانة الاميركي جون سنو. وستتولى بريطانيا أيضاً رئاسة الاتحاد الاوروبي في النصف الثاني من السنة الجديدة وسيعقد وزراء مال الاتحاد اجتماعاً غير رسمي في مانشستر شمال انكلترا يوم التاسع والعاشر من أيلول سبتمبر المقبل.