تراجع الدولار الى مستويات دنيا قياسية أمام اليورو وعدد من العملات الرئيسية أمس نتيجة استمرار القلق من ارتفاع العجزين الاميركيين في ميزان المعاملات الجارية والموازنة وأسعار النفط المرتفعة، في حين واصل الذهب ارتفاعه نتيجة ضعف الدولار في اتجاه 450 دولاراً للأونصة. قال متعاملون ان استمرار هبوط الدولار هذا الأسبوع يعود الى قناعة الأسواق بان هبوط الدولار ضروري لتصحيح العجز الكبير في ميزان المعاملات الجارية للولايات المتحدة. لكن على رغم استمرار ضعف الدولار أكد وزير الخزانة الاميركي جون سنو مجدداً أمس أن الولاياتالمتحدة تؤيد سياسة الدولار القوي، لافتاً الى ان الدولار القوي من مصلحة اميركا والعالم كله. وقال سنو ان خفض عجز الموازنة القياسي يأتي على رأس اولويات ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش الثانية، مطالباً أوروبا بأن تضطلع بدورها في المساعدة في خفض العجز التجاري الاميركي من خلال تعزيز نموها الاقتصادي. وأضاف سنو في تصريحات معدة لالقائها أمام المعهد الملكي للشؤون الدولية:"عجز ميزان المعاملات الجارية هو مسؤولية مشتركة". وزاد أنه ينبغي على أوروبا اجراء اصلاحات كي تصبح موقعاً اكثر جاذبية للاستثمارات وذلك من خلال تخفيضات ضريبية واصلاحات اخرى، تماماً مثلماً ينبغي على الولاياتالمتحدة أن توفر أكثر. وقال سنو، مشيراً الى الشركاء التجاريين للولايات المتحدة:"يتعين عليهم تحديداً النمو بسرعة أكبر"، في اشارة الى أن تحقيق نمو أسرع سيكون مفيداً لاوروبا أكثر من الشكوى من أن هبوط الدولار الاميركي يجعل من الصعب عليها الحفاظ على مستويات تصدير قوية. الى ذلك أظهر تقرير حكومي أمس أن ارتفاع أسعار الطاقة أدى الى ارتفاع أسعار المستهلكين في الولاياتالمتحدة بنسبة 0.6 في المئة الشهر الماضي، متجاوزة التوقعات. وقالت وزارة العمل ان ارتفاع أسعار الطاقة في تشرين الأول أكتوبر الماضي بنسبة 4.2 في المئة كان سبباً في أكثر من نصف الزيادة الاجمالية التي سجلت في مؤشر أسعار المستهلكين أهم مقياس للتضخم في البلاد. وكان الاقتصاديون في حي المال في نيويورك وول ستريت يتوقعون ارتفاع أسعار الطاقة لكنهم قدروا ان المؤشر العام سيرتفع بنسبة 0.4 في المئة فقط. وباستبعاد أسعار المواد الغذائية والطاقة، التي تشهد في العادة تقلبات أكثر من غيرها ارتفع المؤشر الاساسي لاسعار المستهلكين بنسبة 0.2 في المئة في تشرين الأول مقارنة ب0.3 في المئة في أيلول سبتمبر الماضي. وكان الاقتصاديون يتوقعون ارتفاعاً نسبته 0.1 في المئة. وتأثر الدولار سلباً هذا الأسبوع بتكهنات بان اجتماع وزراء المال لمجموعة العشرين للدول المتقدمة والنامية في نهاية الاسبوع الجاري لن يتدخل على الارجح لوقف هبوط الدولار، بالاضافة الى التوتر في شأن اي خطوات جديدة قد تتخذ في اطار الاصلاحات التدرجية التي تنفذها الصين لنظام الصرف الاجنبي. ويتوقع بعض المحللين أن يمارس المسؤولون الماليون في مجموعة العشرين ضغوطاً جديدة على الصين لحملها على السماح بارتفاع العملة الصينية اليوان أمام الدولار، في خطوة يرون أنها سترفع العملات الاسيوية مقابل العملة الاميركية. مستوى قياسي جديد وهبط الدولار الى مستوى قياسي جديد مقابل العملة الاوروبية الموحدة فوصل الى 1.3047 دولار لليورو وسجل أيضاً أدنى مستوى منذ سبعة شهور مقابل العملة اليابانية عند 104.36 ين. وانخفض الدولار الاميركي الى 1.1891 دولار كندي ليسجل أدنى مستوى منذ عام 1992 بانخفاض يقترب من واحد في المئة عن أول من أمس. وارتفعت العملة البريطانية الى 1.8628 دولار لتسجل أعلى مستوى منذ أربعة شهور، بزيادة ثلاثة أرباع نقطة مئوية عن اليوم السابق. وهبط الدولار الى أدنى مستوى في ثماني سنوات ونصف السنة امام الفرنك السويسري مسجلاً 1.1670 فرنك. الذهب ارتفع الذهب في اوروبا أمس مقترباً من أعلى مستوى في 16 عاماً وربع العام ليصل الى 444.60 دولار للأونصة في السوق الفورية، مع بقاء الدولار عند مستوياته المنخفضة أمام اليورو ومعظم العملات الرئيسية، وسط توقعات بأن يتحرك الذهب بعد ذلك صوب 450 دولارا للأونصة قبل ان يستهدف مستوى 465 دولاراً. وتشهد سوق الذهب اتجاهاً صعودياً منذ ثلاثة أعوام لكن وتيرة الارتفاع تزايدت هذه السنة بفضل انخفاض الدولار، على رغم ان التوترات السياسية لعبت دوراً أيضاً في ارتفاعه. وسجل الذهب في الساعات التالية من التعامل 442.70 443.20 دولار للأونصة مقابل اغلاقه في نيويورك أول من أمس على 439.75- 440.50 دولار.