تبدأ وزارة السياحة المصرية منتصف الشهر الجاري توجيه قوافل سياحية الى الدول العربية لتنشيط السياحة العربية وجذب أعداد اكبر من السياح العرب الذين تصل نسبتهم حالياً الى 35 في المئة من العدد الإجمالي للسياح الوافدين الى مصر. ونفى رئيس الهيئة المصرية لتنشيط السياحة أحمد الخادم ما يتردد عن غياب السياحة العربية عن برامج التنشيط المصرية، لافتاً الى أن هذه السياحة زادت نسبتها في الأسبوعين التاليين لأحداث التفجير في طابا. وستضم القوافل عدداً من المسؤولين السياحيين والصحافيين وبعض النجوم والمشاهير بهدف طرح برامج سياحية للسوق العربية التي تعد أهم الاسواق المصدرة للسياحة، ويعتبر السائح العربي الأكثر إنفاقاً والأطول إقامة في مصر. وقال الخادم ان الاستثمارات السياحية في الساحل الشمالي موجهة في الأساس لجذب السياحة العربية، كما أن هناك عدداً من الاجراءات التي اتخذت من اجل التيسير على السياح العرب منها إتاحة الفرص لهم لتملك وحدات سكنية في منطقة الساحل الشمالي، على ان يُعامل المشتري العربي معاملة المصريين، إضافة الى وضع تيسيرات أخرى خاصة بالسيارات والمرافقين. وأكد الخادم أن الحركة السياحية الوافدة الى مصر لم تتأثر عقب أحداث طابا إلا في حدود 5 الى 7 في المئة فقط، في حين تأثرت منطقة طابا نويبع بحوالي 65 في المئة، مشدداً على زوال آثار الحادث على كل الأسواق المصدرة للسياحة الى مصر بنسبة كبيرة ما عدا السوق الاسرائيلية التي يتوقع أن يستمر تأثرها لمدة أطول. ونبّه الى استمرار الحركة السياحية في مصر حول معدلاتها على رغم تراجعها عن التوقعات الوردية التي كانت متوقعة من قبل. وتبلغ نسبة الإشغال في الفنادق والقرى السياحية من 80 الى 100 في المئة. واعترف أن مثل هذه الحوادث يؤثر في حركة السياحة خصوصاً في المنطقة التي وقعت فيها، لكن الجهود الأمنية في الكشف عن الجناة وعدم شطب الحجوزات إلا بنسب ضيقة والتحرك السريع لاحتواء الآثار السلبية التي يمكن ان تنجم عن وقوعها أدت الى عدم تأثر السياحة وعدم وصول المشكلة الى حد الأزمة. وأكد الخادم أن مسألة الأمن تقع في أولويات اهتمام الحكومة المصرية حيث تمت مراجعة الاجراءات الأمنية التي كانت متبعة في الأماكن السياحية بهدف تحقيق أكبر قدر من الأمن والأمان وتلافي أية ثغرات موجودة. وأشار رئيس الهيئة المصرية لتنشيط السياحة إلى ان السياحة الوافدة لمصر حققت خلال الشهور التسعة الماضية زيادة كبيرة إذ وصل عدد السياح الى 7.2 مليون، ما يدل على أن أعداد السياح ستفوق العام المنصرم بنسبة كبيرة. من جهة ثانية، وفي محاولة لتلافي التراجع الملحوظ في عدد السياح في طابا نويبع، تقدم مستثمرو المنطقة برئاسة ماجد الجمل بمذكرة عاجلة الى وزير السياحة المصري لإخراج المنطقة من الأزمة التي ألمت بها وتجاوز مخاطر توقف الحركة السياحية الدولية اليها. وأكدت المذكرة أن الأحداث الأخيرة ستدفع المنشآت الفندقية والخدمية للتوقف عن سداد أقساط وفوائد القروض بعد انخفاض الحركة السياحية فيها، وكذلك عدم الوفاء بالالتزامات المالية الأخرى وفي مقدمها رسوم المحليات الى جانب الكهرباء والمياه والهاتف. وتوقعت قيام عدد من المنشآت الفندقية بتسريح بعض العمالة لعدم قدرتها على سداد الأجور بعد انخفاض مواردها. وقال رئيس جمعية الريفييرا في طابا نبيل عبد اللطيف ل "الحياة" ان منطقة الريفييرا تمتد من طابا الى نويبع بطول 65 كيلومتراً وتضم نحو 39 فندقاً و40 مخيماً سياحياً وتبلغ كلفة استثماراتها نحو 3 بلايين دولار بما فيها البنية الأساسية، وطالب الحكومة بإعادة تنفيذ برنامج تحفيز الطيران العارض الى المنطقة لضمان استمرار حركة النقل الجوي للسياح. وبالفعل سارعت وزارة السياحة المصرية في دعم ذلك البرنامج بنحو أربعة ملايين يورو وبما يعادلها بالجنية المصري، وذلك لتحفيز الطائرات العارضة، ويعني ذلك أنه في حال تراجع نسبة الاشغال في هذه الطائرات فإن البرنامج يضمن للشركة عدم تحقيق خسائر. وأكد الخادم أن شوطاً كبيراً قطع في المشاورات مع وزارة الطيران المدني من أجل معاودة "مصر للطيران" العمل على خط القاهرة طابا بعد الاقتناع بجدوى تشغيل الخط الذي سيزيد أعداد السياحة الداخلية، إضافة الى اتجاه وزارة السياحة المصرية لتسيير طائرات صغيرة الى منطقة مرسى علم التي ينتظرها مستقبل كبير بعد المعدلات التي حققتها في العام الجاري.