تنوي الحكومة المصرية تشغيل خط سياحي بحري منتظم بين العقبة وطابا، لربط الحركة السياحية بين مصر والاردن وتنشيط التنقل بين المدينتين. وتستغرق الرحلة بالقارب السريع مدة لا تتجاوز 15 دقيقة. ويتوقع القائمون على الفكرة أن يؤدي الخط الجديد إلى تحقيق عائد كبير على صعيد تنشيط الحركة السياحية المتجهة الى طابا، واستفادة العقبة كذلك من الزخم السياحي والترويج لبرامج مشتركة. وسيضيف هذا المشروع الاقليمي المهم لرصيد الروابط الاستراتيجية المتزايدة بين البلدين، ومشاريعهما العملاقة وعلى رأسها مشاريع الربط الكهربائي ومد الأردن بالغاز الطبيعي المصري. وبلغت كلفة تأسيس ميناء طابا المزمع تشغيله، لخدمة سياحة اليوم الواحد، نحو 17 مليون جنيه. وهو يقوم فوق مساحة 200 ألف متر مربع ويتسع لنحو 60 مركباً. وتولت تنفيذه شركة "أوراسكوم للسياحة". وفي حال نجاح هذا المشروع الثنائي بين مصر والأردن من المتوقع تضاعف حركة السياحة بين البلدين أكثر من عشرة اضعاف الحركة الحالية، بالاضافة الى تعزيز رحلات اليوم الواحد من خلال الميناء الجديد بعد ربطه مع ميناء العقبة. وتشهد طابا حالياً ازدهاراً ملحوظاً إذ قاربت نسبة الاشغال الفندقي خلال الشهور الثلاثة الماضية 65 في المئة نتيجة لإقرار برنامج تحفيز رحلات الطيران العارض الى مطار طابا الذي تتبناه الحكومة المصرية. واتخذت أخيراً وزارة السياحة المصرية، بالتعاون مع شركة "مصر للطيران" قرار تسيير ثلاث رحلات اسبوعياً بين القاهرة وطابا يمكن زيادتها الى خمس رحلات، وفقاً لظروف التشغيل وزيادة الطلب على السفر إلى شبه جزيرة سيناء. واللافت للنظر سعي وزارة السياحة إلى إقناع وزارة المال بتحويل نحو اربعة ملايين يورو الى شركة "مصر للطيران" إسهاماً منها في جهود تشجيع الرحلات الجوية الى سيناء، بعدما كانت الشركة الوطنية مصر للطيران رأت وقف تشغيل رحلات هذا الخط لكثرة كلفته. وقال رئيس شركة "اوراسكوم للسياحة" المهندس سميح ساويرس ل"الحياة" ان سياحة اليوم الواحد في طابا كانت شبه مقصورة على الطيران من مطار شرم الشيخ نظراً إلى صعوبة الإجراءات وطول الرحلة البرية من شرم الشيخ الى طابا ومن نويبع الى العقبة ايضاً. وأضاف: "لهذا السبب سارعنا إلى تأسيس خط ملاحي بحري لخدمة مدينة طابا بقصد تنشيط الحركة السياحية". ولفت ساويرس الى ان المشروع المصري - الأردني سيخدم السياح الأردنيين والفلسطينيين والقادمين من المملكة السعودية. وعن عدم استخدام مطار طابا من قبل في رحلات اليوم الواحد قال ساويرس إن منطقة طابا المصرية لا تزال تدفع ثمن قربها من إسرائيل منذ اندلاع الانتفاضة، الامر الذي أدى الى عزوف السياح عن زيارة هذه المنطقة اضافة الى عدم وجود الأعداد الكافية من الركاب لتشغيل المطار، ما قصر التشغيل على تسيير رحلة كل اسبوع فقط الى جانب قلة عدد الفنادق العاملة في طابا التي يناهز عدد الغرف الفندقية فيها ألفي غرفة، في حين يزيد عددها في شرم الشيخ على 20 ألف غرفة. وذكر ان عدد السياح الذين وفدوا الى مصر عبر بوابة طابا قبل الانتفاضة كان يناهز نصف مليون سائح سنوياً، وكانت من ضمنهم مجموعات السياح الدوليين الراغبين في الاستفادة من العروض الترويجية المشتركة بين الاردنيين والفلسطينيين والإسرائيليين لزيارة البترا - ايلات - طابا في جولة ثلاثية واحدة، كما كان اسرائيليون كثيرون يفدون لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، وإسرائيليون عرب لا يزالون يفدون الى الآن، ولكن بأعداد تقل عن مثيلاتها قبل الانتفاضة. وتقسم منطقة طابا ساحل خليج العقبة الى ثمانية مراكز، يتولى المستثمرون في كل مركز تأسيس شركة تتولى تأمين خدمات المياه والهاتف والمواصلات والصرف الصحي والطاقة وغيرها، في خطوة هدفها خفض الكلفة الإجمالية للمشاريع الاساسية. ويبلغ عدد المنشآت قيد البناء 86 منشأة تقارب سعتها الفندقية نحو 27 الف غرفة في حين تقدر كلفة المشاريع المزمع تنفيذها بنحو 5،2 بليون دولار.