يواصل نادي "بلو نوت" العريق في بيروت استقطاب كبار موسيقيي الجاز من الولاياتالمتحدة وأوروبا. وبعد زيارة عازف السكسوفون جاي رودريغز التي اعتبرت حدثاً الشهر الماضي، سيقف في دائرة الضوء ابتداء من 8 تشرين الثاني نوفمبر الجاري فنان خاص هو مايكل هيل، احد ابرز موسيقى البلوز حالياً. موسيقى مايكل تناشد القلب والعقل معاً، ذلك ان الحانه وكلمات أغانيه تأتي صادقة ومباشرة وهي لا تخلو من النقد القاسي لسلبيات المجتمع الاميركي مثل العنصرية والظلم. يأتي هيل من نيويورك بدعوة من "بلو نوت" وبالتنسيق مع "ميوزيك كواست" ليعزف موسيقى البلوز على غيتاره الكهربائي، ويغنّي بصوته الأجش، "حاملاً ال"بلوز" الى القرن الحادي والعشرين" كما وصفته مجلة "بلوز ريفيو" العام 2000. ولد هيل في مدينة نيويورك العام 1952 حيث تعرف الى مختلف الأنماط الموسيقية من فانك وروك وريغي، وقد تركت جميعها تأثيراً واضحاً في ادائه. يؤلف هيل معظم الأغاني التي يؤديها فيدمج بطريقته الجذابة البلوز بالفيوجن والفانك. ويعتبر هيل ان تأليفه الموسيقي وكتابة الكلمات التي تحملها الموسيقى مسألة لا تقل أهمية عن عزفه لآلة الغيتار، الآلة التي رافقته منذ العام 1970. بدأت مرحلة الاحتراف لدى هيلز بعد ان شاهد جيمي هندريكس عازفاً في نيويورك، خمس مرات متتالية. وكان اللقاء مع "الأسطورة" الحافز الاساس لاحتراف هيل موسيقى البلوز والعزف على الغيتار. وبعد هندريكس تعرف هيل الى موسيقى الكبار امثال بي بي كينغ وألبرت كولينز بلوز وبوب مارلي ريغي، وكورتيس مايفيلد فانك... ويبدو تأثير مارلي في هيل واضحاً من خلال اهتمام هيل بكتابة كلمات اغانيه التي تلامس حياة الناس ومشكلاتهم. عمل هيل منذ اوائل السبعينات مع ليتل ريتشارد وكارلا توماس كما سجل الكثير من الاسطوانات مع بي بي كينغ الى ان سجل اولى اسطواناته عام 1994، وقد لاقت اقبالاً كبيراً. ومن المنتظر ان يؤدي هيل في حفلاته البيروتية اغاني عدة من اسطوانته الجديدة، اضافة الى أجمل اغاني البلوز المعروفة لمادي واترز، بي بي كينغ وغيرهما... وسيرافقه في حفلاته في "بلو نوت" وليد طويل درامز، وعبود السعدي بايس. وتتلقى فرقة مايكل هيل النيويوركية "بلوز بوب" التي جالت العالم، مرات عدة في السنة، من كندا الى استراليا، أميركا اللاتينية، اوروبا واليابان. وقد وصفت احدى المجلات الأوروبية هيل ب"موسيقي البلوز المحافظ تارة والمعاصر تارة اخرى". وتابعت ان هيل "يدفع موسيقى البلوز باتجاهاتها المعاصرة بواقعية قاسية، فغيتاره يبكي ويصرخ ويهمس ويهمدر متخطياً الحدود المعروفة وهذا ما سيختبره كل من يستمع الى موسيقاه".