حرمت الحواجز العسكرية والحصار المطبق الذي تفرضه قوات الاحتلال الاسرائيلي على الاراضي الفلسطينية الآلاف من الفلسطينيين الاميركيين من الوصول الى القنصلية العامة في القدس والادلاء باصواتهم لاختيار الرئيس الاميركي للسنوات الاربع المقبلة. وفي الوقت الذي فرضت فيه وسائل الاعلام الاسرائيلية والاميركية مناقشة ميول اليهود الاميركيين على الاجندة الاعلامية وعمدت الى تصويرهم على ان اصواتهم هي التي سترجح كفة الميزان في الولايات "المتأرجحة"، رأى الفلسطينيون الاميركيون ان اسرائيل عمدت الى سلبهم حقهم الديموقراطي في المشاركة في التصويت كأميركيين هذه المرة. ويعيش في مدينة رام الله والقرى المحيطة بها، خصوصا قرى دير دبوان وترمسعيا والمزرعة الشرقية، اكثر من 50 الف فلسطيني- اميركي تمكن بضع مئات منهم من التسلل الى مدينة القدس المغلقة امام الفلسطينيين للتسجيل للانتخابات. غير ان حتى هؤلاء لم يتمكنوا من الوصول للمشاركة في عملية الاقتراع. وينقسم الفلسطينيون في شأن المشاركة في الانتخابات وذلك بسبب السياسة الاميركية المنحازة لاسرائيل بغض النظر عن الادارة التي تحكم البيت الابيض سواء كانت ديموقراطية او جمهورية. ولكن في هذه الجولة من الانتخابات، قرر عدد كبير منهم الاقتراع والتصويت لصالح المرشح الديموقراطي السناتور جون كيري رغم تصريحاته العدائية ضد الفلسطينيين وذلك للتخلص من الرئيس الاميركي الحالي الذي منح اسرائيل ما يطلق عليه الفلسطينيون "وعد بلفور الاميركي" والذي شمل دعماً اميركياً لضم اسرائيل مساحات شاسعة من اراضي الضفة الغربية والكتل الاستيطانية اليهودية الضخمة المقامة عليها وانكار حق العودة للاجئين الفلسطينيين كما تنص القرارات الدولية. ولا يعول الفلسطينيون، اذا ثبت فوز الرئيس الحالي جورج بوش، على ان توفر الفترة الرئاسية الثانية لبوش "انعتاقا" من سوط اللوبي الاسرائيلي المسلط دوما على الرئيس الاميركي في فترة رئاسته الاولى حيث يكون همه الاول البقاء في البيت الابيض لاربع سنوات اخرى. وقالت سيدة فلسطينية امضت اكثر من 30 عاما في الولاياتالمتحدة: "المشكلة هذه المرة ان بوش اصبح شارونيا اكثر من شارون وهو يدعم اسرائيل من منطلق عقائدي متعصب". وقال احد المواطنين ل "الحياة": "عندما نقول ان اسرائيل تحكم اميركا يسخر منا العالم، ولكن كيف تفسرين ما تقوم به اسرائيل ضدنا رغم اننا نحمل الجنسية الاميركية من دون ان تحرك الخارجية الاميركية ساكنا لوقف هذه الاجراءات القمعية التي يمارسها الاحتلال، ومن دون ان تقيم وزنا لجواز السفر الذي نحمله؟... اجزم اننا لو حملنا جواز سفر من المريخ لمنعتنا ايضا من التحرك والتنقل كباقي البشر الاحرار لكوننا فلسطينيين". واضاف: "ايعقل ان يدخل الاسرائيليون الولاياتالمتحدة بحرية كاملة بينما نحن الفلسطينيين الاميركيين نحرم من التوجه الى اميركا من خلال المطار ناهيك عن التحرك بحرية بين مدينة واخرى، ولا نستطيع دخول القدس مع اننا نستطيع الوصول الي اي منطقة في العالم؟".