يسعى المرشحان الجمهوري والديموقراطي للانتخابات الرئاسية الاميركية جورج بوش وجون كيري الى الحصول على اصوات اليهود الذين يعتبرون تقليدياً مؤيدين للديموقراطيين املاً في ان يتم دفع بعض الولايات الاساسية في اتجاه هذا المعسكر او ذاك. ولا يشكل اليهود اكثر من اثنين في المئة من الناخبين لكنهم يشاركون بكثافة في الانتخابات حيث يصوت ما بين 80 و85 في المئة منهم بانتظام، وهو اعلى بكثير من اي مجموعة اخرى ومن المعدل الوطني العام. ولذلك يمكن لأي تغيير طفيف في اصوات اليهود ان يؤثر في الاقتراع ويشكل عاملاً اساسياً في بعض الولايات مثل فلوريدا واوهايو وبنسلفانيا حيث تعيش مجموعات كبيرة منهم. والمعركة من اجل كسب اصوات هؤلاء الناخبين في اوجها. اذ يؤكد ديفيد هاريس مدير "اللجنة الاميركية اليهودية" اميركان جويش كوميتي احدى المنظمات اليهودية الكبيرة في الولاياتالمتحدة ان "سيل الرسائل التي تلتمس اصوات اليهود التي وجهها الحزبان مدهش ولا يتوقف". ويأمل بوش في ان يسمح له دعمه الثابت لاسرائيل بالحصول على رضا اليهود. لكن هاريس قال ان بوش يواجه صعوبة في الحصول على اكثر من عشرين في المئة من اصوات اليهود التي كانت من نصيبه في الاقتراع الرئاسي الذي أجري عام 2000. ويشكل النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين اولوية كبرى للاميركيين اليهود. لكن هؤلاء يأخذون في الاعتبار ايضاً عند التصويت عدداً كبيراً من المشاكل الاخرى ويبدون ميالين الى مواقف اليسار حيال عدد كبير من المواضيع الراهنة مثل الاجهاض وحقوق مثليي الجنس والبيئة. وبعدما تبين ان اياً من المرشحين لن يضعف العلاقات الاميركية - الاسرائيلية، طغت المعايير الاجتماعية والاقتصادية الاخرى وباتت الكفة تميل لمصلحة كيري. وقد تعلم الديموقراطيون الدرس الذي لقن في 1980 للرئيس الديموقراطي المنتهية ولايته جيمي كارتر الذي اعتبر مؤيداً للفلسطينيين اكثر منه لاسرائيل وصوت 40 في المئة من الناخبين اليهود لمصلحة خصمه الجمهوري رونالد ريغان. وفي اطار سعيه ليثبت انه مؤيد لاسرائيل بالدرجة نفسها التي عبر عنها بوش، اكد كيري امام لجنة مكافحة التمييز انه لن يدفع ابداً اسرائيل باتجاه تنازلات تعرض امنها للخطر. وأكد ان "امن اسرائيل امر اساسي". اما الجمهوريون فيرون ان المواقف التي اتخذها بوش حيال اسرائيل وتصميمه على مكافحة الارهاب ستجتذب تأييد عدد كافٍ من الناخبين اليهود. وقال هاريس ان "اليهود يصوتون سواء كان الجو ماطراً ام مشمساً وهم يتركزون في الولايات التي تضم اكبر عدد من الناخبين لذلك يرتدي تصويتهم اهمية اكبر من اهميته الحسابية". وكشف استطلاع اجرته "اللجنة الاميركية اليهودية" الشهر الماضي ان كيري يتمتع بتأييد 69 في المئة من الناخبين اليهود في مقابل 24 في المئة لبوش الذي كان يتمتع بدعم 31 في المئة منهم في كانون الاول ديسمبر. وغداة اعتداءات 11 ايلول سبتمبر، قدم افراد الجالية اليهودية خصوصاً ممن لديهم عائلات في اسرائيل دعمهم الحازم لبوش في مكافحة الارهاب. وأوضح هاريس ان "هذا كان يمكن ان يرجح الكفة لمصلحة بوش. لكن الحرب في العراق ادت الى خلط الاوراق. اذ يتساءل عدد كبير من اليهود، كغيرهم من الاميركيين، ما اذا كان الامر يستحق هذا العناء". وقال الاستطلاع الذي اجرته "اللجنة الاميركية اليهودية" ان ستة في المئة من اليهود الاميركيين ليسوا راضين عن ادارة بوش للحرب في العراق و52 في المئة غير راضين عن ادارته للحرب على الارهاب.