صفقة تبادل الأسرى التي يجري حاليًّا الإعداد لها بين إسرائيل وحماس، والتي ستشهد الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في مقابل الإفراج عن مئات من السجناء الفلسطينيين، يمكن لها أن تترك آثارًا بعيدة المدى على الصعيد الإستراتيجي فيما يتعلّق بتوازنات القوى في الداخل الفلسطيني، ومحاولات التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، وفق ما ذكرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية في تحليل نشرته على موقعها الإلكتروني أمس. وإذا صحت التوقعات بصدد نية إسرائيل الإفراج عن مروان البرغوثي، فإن مسؤولي فتح يرون أن هكذا خطوة يمكن أن تعجل باستقالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بما يفسح الطريق أمام البرغوثي لتولي منصب الرئاسة باعتباره الأكثر شعبية ضمن القادة الفلسطينيين، والرجل الوحيد الذي باستطاعته توحيد الفصائل الفلسطينية المتنازعة. وأشارت هآرتس إلى استطلاعات الرأي الفلسطينية التي تظهر مدى شعبية البرغوثي بالرغم من احتمال تزايد شعبية حماس فيما لو نجحت في إطلاق سراح مئات الأسرى مع إسرائيل في مقابل إطلاقها شاليط، مؤكدة أنه لن يكون بوسع أي من قادة حماس هزيمة البرغوثي في أي انتخابات فلسطينية مقبلة. واستطردت الصحيفة بالقول إنه من الأسلم أن نفترض أن العديد من داخل حركة فتح سيكونون سعداء لبقاء البرغوثي في السجون الإسرائيلية، فكثير منهم شارك في الجهود المبذولة لمنع حلفائه من الحصول على مقاعد في الانتخابات الأخيرة. لكن معارضي البرغوثي بالرغم من ذلك، يدركون جيدًا أنه من الضروري لفتح تقديم مرشح قادر على هزيمة حماس في أي انتخابات قادمة خاصة إذا ما نجحت صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل. وأضافت الصحيفة بأن البرغوثي الذي يحتفظ بعلاقات جيدة مع قادة حماس، ويسعى إلى تعزيز الوحدة الوطنية، وهو ما اتضح في اللقاء الذي أجري معه في سجنه الأسبوع الماضي عندما أعرب عن إيمانه بسلاح المقاومة جنبًا إلى جنب مع فكرة التفاوض مع إسرائيل أبدى استعداده للتحدّي المقبل، وأصبح يتأهب لممارسة النشاط السياسي الذي سيمارسه فور الإفراج عنه.