تجاوزت باكستانوالهند التراشق الديبلوماسي الذي برز فجأة الأسبوع الماضي، في أهم نتيجة خرجت بها محادثات رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز ونظيره الهندي منموهان سينغ في نيودلهي الثلثاء الماضي، بعدما راجت تكهنات باحتمال تعثر مفاوضات السلام بين البلدين. ولم يكن واضحاً أمس، مدى التقدم الذي حققته باكستانوالهند في تلك المفاوضات، خصوصاً بعدما اشتكى المسؤولون الباكستانيون من بطء وتيرة عملية السلام التي بدأت قبل عام ونيف، وأنحوا باللائمة على الهند، بسبب ترددها في مناقشة الحلول الممكنة للنزاع على كشمير. ويرى الهنود أن المسألة معقدة ولا يكمن الاستعجال في حلها. وكان رئيسا وزراء البلدين خرجا من لقاء القمة بتصريحات ركزت على إلتزامهما بدفع مفاوضات السلام والتوصل الى حل للنزاعات بينهما. ووصف شوكت عزيز الزيارة عقب عودته الى إسلام آباد بأنها "ناجحة". الا أن الديبلوماسيين في العاصمة الباكستانية أكدوا أمس، أن أي تقدم لم يحصل في شأن كشمير، وهي المسألة المحورية في مفاوضات السلام من وجهة النظر الباكستانية، فيما يرى الهنود أنها مسألة واحدة من بين مسائل عدة منها فتح السوق الباكستاني أمام البضائع الهندية الأرخص ثمناً، ووضع حد ل"الإرهاب العابر للحدود"، وهو التعبير الذي تستخدمه نيودلهي لوصف الدعم الباكستاني للجماعات الكشميرية المطالبة بالإنضمام الى باكستان. وذكرت مصادر هندية في نيودلهي أمس، أن باكستان وافقت على السماح للمصارف الهندية بالاستثمار في باكستان. الا أن الصحف الباكستانية نقلت عن رئيس الوزراء شوكت عزيز أنه أبلغ المسؤولين الهنود أن فتح السوق الباكستاني أمام مستثمرين هنود مرهون بتحقيق تقدم في المفاوضات في شأن كشمير. وذكرت مصادر باكستانية أن لقاء عزيز-سينغ ربما حقق تقدماً في مسألة مد أنابيب لنقل الغاز الطبيعي من إيران وقطر والذي عارضته الهند لأنه يمر عبر الأراضي الباكستانية. وكانت "الحياة" علمت في وقت سابق أن نيودلهي اشترطت السماح للبضائع الهندية بالمرور براً عبر باكستان الى بقية منطقة آسيا الوسطى، ورفضت إسلام آباد ذلك معتبرة أن التطبيع الشامل لا يمكن أن يتم من دون حل القضية الكشميرية. وجدد الرئيس الباكستاني برويز مشرف الذي ترأس أمس اجتماعاً لمجلس الأمن القومي، موقف بلده بأن التقدم في المفاوضات في شأن كشمير سيحدد امكانات حصول تبادل تجاري أو ثقافي مع الهند. وترى إسلام آباد أنها أدت واجبها خلال الأشهر الماضية وأن الكرة الآن في الملعب الهندي. ويقول مسؤولون باكستانيون أنهم قدموا تنازلات سخية للهند، شملت فتح الاتصالات البرية والجوية والسماح للطائرات المدنية الهندية باستخدام الممرات الجوية الباكستانية للتوجه نحو الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وأوروبا، والتلميح بامكان النظر في حلول للمسألة الكشميرية تتجاوز الموقف الباكستاني التقليدي الداعي الى اجراء استفتاء للرأي لتحديد حق تقرير المصير في كشمير.