نشرت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي أي تقريرها السنوي في شأن مخاطر انتشار أسلحة الدمار الشامل، قالت فيه إن شبكة التهريب النووية التي كان يقودها العالم الباكستاني عبد القدير خان، زوّدت برنامج الجمهورية الإسلامية الذرّي "مساعدة مهمة"، بما في ذلك تصاميم مكونات أسلحة "متقدمة وفعالة". كما أكدت الوكالة امتلاك تنظيم "القاعدة" امكانات تسمح له بصنع قنبلة قذرة مشعة لاستخدامها ضد الولاياتالمتحدة ودول غربية أخرى، إضافة الى تمتعه بالقدرة على إنتاج أسلحة كيماوية. يذكر أن هذا التقرير الذي يتناول فترة تمتد من حزيران يوليو إلى كانون الأول ديسمبر 2003، يجري إعداده للكونغرس سنوياً، وفقاً للقانون الأميركي، ويعدد الدول الساعية الى الحصول على تكنولوجيا نووية بطرق غير مشروعة. ويأتي عرضه اليوم ليتزامن مع اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في شأن الملف الايراني. إيران وتصاميم رؤوس نووية وفي النسخة المعممة من التقرير والتي نشرت في موقع "سي آي أي" الإلكتروني www.cia.gov مساء الثلثاء، لم تجر الإشارة بوضوح إلى ما إذا كانت شبكة خان باعت إيران التصاميم الكاملة لبناء رؤوس نووية، كما حصل مع ليبيا وكوريا الشمالية بحسب تقارير ماضية. غير أن التقرير الأخير ذكر أن وكالات الاستخبارات الأميركية تعتقد بأن تصاميم صناعة القنابل التي زودت بها شبكة التهريب النووية إيران في التسعينات، أكثر خطورة مما كانت الإدارة الأميركية تعتقد. وجاء في التقرير إن شبكة خان أمدت إيران بتصاميم لأجهزة طرد مركزية باكستانية قديمة ولنماذج ومكونات أكثر تطوراً وكفاءة، لافتاً إلى أن طهران تحاول تحسين أنظمة الإطلاق الصواريخ وتسعى الى الحصول على مواد من الخارج وتدريب ومعدات من روسيا والصين وكوريا الشمالية وأوروبا. وأكد التقرير مواصلة الجمهورية الإسلامية العمل على "برنامج سري لإنتاج أسلحة نووية"، الا أنه لم يشر الى الاتهامات التي أطلقها وزير الخارجية كولن باول في شأن سعي إيران إلى إنتاج صواريخ قادرة على حمل شحنات نووية. وكانت الولاياتالمتحدة تحدثت في كل تقاريرها السابقة، عن دور شبكة خان في مشاريع لتخصيب اليورانيوم، غير ان الكلام اقتصر على الشكوك في ما إذا كان أبو التكنولوجيا النووية الباكستانية زود إيران تصاميم لرؤوس نووية. لكن التقرير تحدث للمرة الاولى عن تصاميم حصلت عليها إيران تتضمن هذا النوع من المكونات. القاعدة و"القنبلة القذرة" وشددت الوكالة في تقريرها على الخطر الذي تمثله المنظمات الإرهابية بامتلاكها قدرات كيماوية وبيولوجية وإشعاعية ونووية لتطوير اسلحة يمكن أن تستخدم ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها، مؤكدة ان احتمال وقوع هجوم "ما زال كبيراً". وقالت إن "القاعدة أو جماعات إرهابية أخرى قد تحاول هي أيضاً شن اعتداءات على البنية التحتية للصناعة النووية أو الكيماوية للولايات المتحدة لبث الرعب وإحداث تمزق اقتصادي". وكان جورج تينيت المدير السابق للاستخبارات المركزية وصف خان في كلمة ألقاها أمام مسؤولين رسميين في اجتماع سري، بأنه "بخطورة أسامة بن لادن على أقل تقدير"، بسبب دوره في تزويد دول أخرى برامج نووية. وحصلت صحيفة "نيويورك تايمز" على نسخة من تسجيل صوتي لتينيت. وحذر التقرير من أن "القاعدة" تملك كل الإمكانات التي تسمح له بصنع قنبلة قذرة مشعة لاستخدامها ضد الولاياتالمتحدة ودول غربية أخرى كما يملك القدرة على إنتاج أسلحة كيماوية. وقال إن "أحد مصادر قلقنا هو استعداد القاعدة لشن اعتداءات غير تقليدية علينا"، موضحاً أن تحليل الوثائق التي عثر عليها في أفغانستان خلال صيف 2002، يشير الى امتلاك المجموعة لوسائل بدائية لإنتاج غازات الخردل والسارين و"في اكس". كما لفتت الوكالة إلى أن عدداً من الجماعات ذات الصلة بتنظيم "القاعدة" خططت لاعتداءات في أوروبا بكيماويات سهلة الإنتاج وسموم تناسب الاغتيال والعمليات الصغيرة.