مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية جورج تينيت، في اول ظهور علني له امس امام الكونغرس منذ هجمات 11 ايلول، ان شبكة "القاعدة" لا تزال "قوة فاعلة تسعى الى امتلاك اسلحة نووية وبيولوجية"، وانها كانت تخطط لشن هجمات اخرى على الولاياتالمتحدة. واكد ان العراق اجرى اتصالاً بتنظيم "القاعدة"، ولم يستبعد امكان قيام "تعاون تكتيكي" بين الطرفين. وكرر ادعاءات واشنطن بأن عناصر من "القاعدة" فروا عبر الحدود الى ايران. وعلمت "الحياة" من مصادر أفغانية مطلعة ان أكثر عمليات التسلل الى الأراضي الايرانية للهاربين من افغانستان تتم عبر الأراضي الباكستانية. وأضافت هذه المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها "ان الحدود الايرانية - الباكستانية شهدت عمليات فرار لأفغان وغير افغان الى ايران، وذلك بدعم من قوى محلية باكستانية ومن الاستخبارات الباكستانية". ولم توضح هذه المصادر هوية هؤلاء الفارين أو جنسياتهم وما إذا كانوا ينتمون الى حركة "طالبان" أو تنظيم "القاعدة" كما لم توضح ما إذا كانت السلطات الايرانية استطاعت اعتقال الفارين. لكن المصادر المذكورة ذكَّرت بالعلاقات الوثيقة التي كانت تربط الاستخبارات الباكستانية مع حركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة"، مشيرة الى أن باكستان لا تريد أن تقع تحت أي ضغوط أميركية بشأن فرار عناصر مسلحة من الطالبان والقاعدة الى أراضيها. وكانت طهران دعت الإدارة الأميركية الى التعاون معها للقبض على أي عناصر من "طالبان" أو "القاعدة" قد تتسلل الى ايران، بدل ممارسة الضغط على ايران. انان: ايران لا تتسامح مع طالبان والقاعدة في غضون ذلك، ابلغ الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الى مجلس الامن، في احاطة عن نتائج زياراته الى اليابانوباكستانوافغانستانوايران وقطر، ان ايران "ملتزمة تقوية السلطة الانتقالية في افغانستان وتعترف بالمصلحة الوطنية في افغانستان مستقرة"، وان السلطات الايرانية قالت ايضاً "انها لن تجيز ولن تتسامح مع اي وجود لطالبان او لافراد من القاعدة على اراضيها". وجاءت مواقف انان في وقت تزداد الضغوط الاميركية على ايران واتهامها بإيواء عناصر من "القاعدة" وب"محاولة زعزعة استقرار الحكومة الانتقالية في افغانستان" كما قال وزير الخارجية كولن باول. وابلغ انان الى المجلس ان رئيس باكستان برويز مشرف "وعد باتخاذ اجراءات ضد اي من افراد طالبان والقاعدة يوجد في باكستان، وبضمان عدم استخدام الاراضي الباكستانية من جانب افغان يريدون تقويض الادارة المركزية في كابول". واوضح مشرف لأنان ايضاً ان افغانستان مستقرة هي من المصلحة الوطنية لباكستان وللمنطقة ككل". وابلغ تينيت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ان "القاعدة لم تدمَّر بعد". وأن قادتها الذين لا يزالون طليقين يسعون الى "إعادة تنظيم صفوفها واستئناف عملياتها الارهابية"، محذراً من ان "علينا ان نكون مستعدين لحرب طويلة، ويجب الاّ نتردد". واوضح ان عمليات ضد اهداف اميركية يمكن ان تقوم بها خلايا ل "القاعدة" موجودة بالفعل في مدن رئيسية في اوروبا والشرق الاوسط، وان شبكة "القاعدة" قد تستغل صلاتها بجماعات اخرى في بلدان مثل الصومال واليمن واندونيسيا والفيليبين. واعتبر ان اماكن مثل الصومال، حيث لا توجد حكومة وطنية، هي بيئة تقدم فيها جماعات متعاطفة مع "القاعدة" للارهابيين "قاعدة عملياتية وملاذاً محتملاً". وقال ان لدى "القاعدة" ايضاً خططاً لضرب اهداف اميركية واخرى تابعة للحلفاء في اوروبا والشرق الاوسط وافريقيا وجنوب شرق آسيا. واضاف ان "المنشآت الديبلوماسية والعسكرية الاميركية مهددة بشكل كبير، خصوصاً في اسرائيل والسعودية وتركيا، ولكن ايضاً في بقية العالم". واشار الى ان الارهابيين كانوا درسوا شن هجمات داخل الولاياتالمتحدة ضد منشآت حكومية او خاصة كبيرة، وضد معالم شهيرة وبنى تحتية مثل المطارات والجسور والموانيء والسدود. واشار الى ان "مناسبات بارزة مثل الالعاب الاولمبية او مباراة البطولة لكرة القدم الاميركية، كتلك التي جرت مطلع الاسبوع الجاري، تلائم ايضاً مصالح الارهابيين بتوجيه ضربة اخرى داخل الولاياتالمتحدة تستقطب اهتمام وسائل الاعلام في ارجاء العالم". واوضح تينيت ان اعتداءات 11 ايلول تبيّن ان "القاعدة" وتنظيمات ارهابية اخرى ستواصل استخدام اسلحة تلقيدية. لكنه قال ان الحركة كانت تسعى الى امتلاك بعض المواد الكيماوية والسامة "الأشد خطورة"، فيما اظهرت الوثائق التي عُثر عليها في افغانستان ان بن لادن كان يواصل "برنامج ابحاث متطور في الاسلحة البيولوجية". وقال ان بن لادن كان يريد ايضاً، كما يبدو، الحصول على سلاح نووي وان "القاعدة" سعت الى امتلاك "جهاز لنشر مواد مشعة"، او ما يسمى قنبلة قذرة. تينيت: اتصال بين العراق و"القاعدة" واكد مدير "سي آي أي" ان العراق اجرى اتصالاً بتنظيم "القاعدة"، وهو ما نفته القيادة العراقية في الماضي. واعتبر انه في الوقت الذي يمكن ان يكون التعارض الايديولوجي حدّ من الاتصالات بين بن لادن والعراق، فإن "التعاون التكتيكي بينهما ممكن، على رغم ان صدّام حسين يدرك جيداً ان مثل هذا النشاط سيؤدي الى نتائج خطيرة". وكانت "نيويورك تايمز" نسبت امس الى تقرير ل "سي آي اي" قوله ان العراق لم يتورط في اي عمل ارهابي ضد الولاياتالمتحدة منذ 1993 حين اكتشف اعتداء مدبر ضد الرئيس السابق جورج بوش الاب خلال زيارته الى الكويت في ذلك العام. وقالت ان "سي آي أي" متيقنة من ان الرئيس العراقي صدام حسين لم يقدم أي سلاح كيمائي او بيولوجي لتنظيم "القاعدة" او الى أي منظمة ارهابية اخرى.