شهدت العاصمة الاوكرانية كييف التي رفضت بلديتها الاعتراف بفوز رئيس الوزراء الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش في الانتخابات الرئاسية، تظاهرات شارك فيها الآلاف من الموالين لمرشح المعارضة الخاسر الليبرالي المؤيد للغرب فيكتور يوتشينكو. واحتل المتظاهرون جادة الحرية الواقعة قرب دار الاوبرا في مرحلة اولى، رافعين الاعلام الاوكرانية واخرى حملت اللون البرتقالي الذي اختاره يوتشينكو رمزاً لحملته الانتخابية، وهتفوا"يوتشينكو رئيساً". ولبى المتظاهرون في اعقاب تزايد عدد الوفود المؤيدة له والقادمة من كل اقاليم البلاد، الدعوة التي اطلقها يوتشينكو في موقع تجمعهم، الى التوجه الى مقر البرلمان الذي عقد جلسة استثنائية، للبحث في مطلب المعارضة التحقق من التزوير. ويذكر ان عضو البرلمان الاوروبي الهولندي تيغس بيرمان اكد حصول التزوير،"استناداً الى تقارير مراقبين دوليين اشاروا الى تصويت اشخاص نحو 40 مرة عبر استخدام عدد غير محدد من بطاقات الاقتراع في مراكز عدة". وتحدى المتظاهرون البرد القارس واجراءات منع السلطات اياهم من الوصول إلى العاصمة عبر تجميد بيع تذاكر القطارات، واستخدموا الشاحنات الضخمة لسد الطرق امام الحافلات. وخاطبهم يوتشينكو قائلاً:"سيقودنا تحركنا الى تحقيق الانتصار السياسي، لذا من الضروري رص صفوفنا والانتقال الى مقر البرلمان". من جهتها، طالبت السياسية المعارضة البارزة يوليا تيموشينكو اعضاء البرلمان أن يحملوا اللجنة الانتخابية على الرد على الشكوك المتعلقة بنتائج الانتخابات وتعيين مسؤولين جدد للتحقيق في المخالفات الخاصة بعملية التصويت. وفي وقت تخطت معارضة بلديات مدن لفوف وايفانو - فرانكيفسك وفينيتسيا حدود الاعتراف بالنتائج الى اعلان فوز يوتشينكو بالرئاسة، تظاهر نحو مئة الف شخص وسط مدينة لفوف معقل القوميين غرب البلاد، للمطالبة بالاعتراف بيوتشينكو"رئيساً لاوكرانيا". الا ان ذلك، لم يمنع تظاهر سكان مدينة دونيتسك ولوهانسك دعماً ليانوكوفيتش المتحدر من هذه المنطقة الناطقة بالروسية. في المقابل، وجه يانوكوفيتش خطاباً للامة اعلن فيه ان السلطات ستقمع بسرعة اي مخالفة للقانون. وقال:"فزنا وانتهى الامر. مرت الانتخابات ويجب على البلد والشعب ان يبقيا موحدين". وطالب يانوكوفيتش برلمانات وامم العالم بالاعتراف به رئيساً جديداً للبلاد. وفي وقت استبق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اكتمال عملية فرز الاصوات، وهنأ يانوكوفيتش بالفوز في اتصال هاتفي، ابدت واشنطن قلقها الكبير من مرحلة ما بعد الانتخابات التي تضمنت بحسب قولها"تجاوزات خطرة"، ولم تستبعد فرض عقوبات على اوكرانيا.