لا تزال أوكرانيا بلداً مقسوماً مع اقتراب الانتخابات التشريعية المقررة اليوم، فالشرق يصوّت للحزب الحاكم الموالي لروسيا على رغم خيبة الأمل والغرب يدعم بقوة المعارضة القومية الموالية للغرب. وفي دونتسك معقل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، الواقعة على بعد 50 كيلومتراً من الحدود الروسية، ينتقد سكان رئيس الدولة وحزبه، حزب المناطق، لكنهم يستمرون مع ذلك في التصويت له. وتعتبر سيدة متقاعدة أن لا خيار بديل، «إنه أفضل من البرتقاليين»، في إشارة إلى المعارضة الليبيرالية الموالية للغرب التي كانت وراء الثورة البرتقالية التي منعت يانوكوفيتش من أن يصبح رئيساً في العام 2004، بعد إبطال «فوزه» بسبب عمليات تزوير كثيفة. وعبّرت هذه المتقاعدة عن قلقها قائلة «إن عادوا (إلى الحكم) سيكون الوضع أسوأ». فالرئيس السابق فيكتور يوتشينكو الذي حكم بين 2005 و2010 ورئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو المسجونة، أغضبا الشرق والجنوب الناطقين بالروسية والنصيرين لموسكو من خلال الترويج للغة الأوكرانية، والدعوة إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي. وأشار استطلاع أجري أخيراً إلى أن حزب المناطق يحظى ب23 في المئة من نوايا التصويت، وبإمكانه أن يعوّل على 36 أو 41 في المئة في المناطق الشرقية والجنوبية، معاقله التقليدية. أما الشيوعيون، الحلفاء الحاليون لحزب الرئيس، فيمكن أن يحصلوا على 15 إلى 19 في المئة من الأصوات في هذه المناطق حيث يتمتعون فيها بالشعبية، في مقابل 10 في المئة في أرجاء هذه الجمهورية السوفياتية السابقة. وفي ليفيف (60 كلم من الحدود البولندية) كبرى مدن الغرب المعقل القومي الناشط جداً سياسياً، فإن الاتجاه معكوس إذ إن عشرات الإعلانات المعلقة على أعمدة الكهرباء تدعو الأوكرانيين إلى «عدم إعطاء أي صوت» للحزب الحاكم. ولا يظهر أي شعار مؤيد لحزب المناطق أو الشيوعيين في هذه المنطقة. وكمؤشر إلى الانقسامات العميقة، تفادى مرشحو الحزب الحاكم الإشارة إلى انتمائهم السياسي أثناء الحملة الانتخابية. ويحظى التحالف الرئيس للمعارضة، الذي يضم خصوصاً حزب تيموشينكو، بدعم كبير (25 في المئة في مقابل 15 في المئة في كامل البلاد)، وكذلك حزب الملاكم الشهير فيتالي كليتشيكو (24 في المئة في مقابل 16 في المئة، وحزب سفوبودا القومي 12 في المئة في مقابل 5 في المئة).