قال مسؤول أميركي أمس إن بعض الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي لن تسمح لضباطها الموجودين في مركزي قيادة للحلف بالمشاركة في أول مهمة للحلف في العراق، مؤكداً أن واشنطن نفد صبرها من رفض ست دول، في مقدمها المانيا، ارسال ضباطها إلى بغداد. ويشكل ذلك خروجاً غير مسبوق على أعراف"الاطلسي". وكانت حكومة الرئيس جورج بوش أشادت بالخطة الجديدة للحلف لتدريب نحو 1000 ضابط عراقي سنوياً، باعتبارها علامة مهمة على التوافق المتزايد بين جانبي الاطلسي بعد انقسامات شديدة في الفترة السابقة على الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة على العراق. ولكن رفض فرنساوالمانيا واسبانيا وبلجيكا واليونان ولوكسمبورغ السماح لضباطها الملحقين بمركزي قيادة الحلف في مونس في بلجيكا ونورفولك في ولاية فرجينيا بأن يكونوا جزءاً من هذا العمل، يؤكد أن خلافات خطيرة لا تزال قائمة. وأضاف المسؤول، طالباً عدم نشر اسمه:"بعض الدول قالت إنها لن تسمح لضباطها الموجودين في هذه المراكز القيادية الخاضعين لهيكل الحلف بأن يخدموا في العراق. وأدهش الأمر عدداً منا". وأكد:"انها المرة الاولى التي يحدث فيها شيء من هذا القبيل". وزاد:"عندما ترسل كولونيلاً إلى نورفولك لمدة ثلاث سنوات من أي بلد، فإن هذا الكولونيل يصبح خاضعاً للقائد الأعلى للحلف في نورفولك... والمرء يعتقد بأنه سيكون باستطاعة هذا القائد نشر هؤلاء الضباط كما يشاء". وقال المسؤول إن الولاياتالمتحدة قلقة مما حدث، وان"هناك خلافاً مستمراً"داخل الحلف. وتابع انه رغم ذلك، فإنه حتى الدول الرافضة توافق على المهمة بالاجماع وملتزمة بالمشاركة في تحمل التكاليف. وقال آدم ايرلي نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية تعليقاً على رفض هذه الدول المشاركة في المهمة:"إن الأمر لا يقلل من أهمية تحقيق الاجماع، والتعاون الذي شهدناه للتعامل فعلياً مع مسألة الامداد والتموين". وكان الحلف، المكون من 26 عضواً، وافق على برنامج تدريب الضباط العراقيين في قمة عقدت في اسطنبول في حزيران يونيو بعد التغلب على شكوك فرنسا ودول اخرى. وقال مسؤولون أميركيون إن موافقة الحلف الاربعاء على خطط عمليات مفصلة لمهمة الحلف سيسمح بنشر 400 ضابط تقريباً في بغداد لتدريب قادة القوات العراقية المسلحة الجديدة. وتتضمن الخطط أيضاً ما يتراوح بين 1000 و1200 من أفراد الدعم لحماية المدربين وتوفير التموين والامداد والاتصالات. وتوقع المسؤول الأميركي أن تشارك بريطانياوالولاياتالمتحدة والدنمارك والنروج وايطاليا والدول المطلة على بحر البلطيق ورومانيا وبلغاريا في تدريب الضباط.