حملت الصحف العبرية بشدة على أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية على ما وصفته بفشلها في توقع تدهور صحة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وعجزها حتى الآن عن جمع معلومات عن طبيعة المرض الذي يعانيه، وهي التي طالما تباهت بأنها منذ العام 1968 تتعقب تحركاته على مدار الساعة. ونقلت صحيفة"يديعوت أحرونوت"عن وزير إسرائيلي استهزاءه بالتقرير الذي قدمه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الميجر جنرال أهارون زئيفي فركش للحكومة أول من أمس، جاء فيه أن"فرص شفاء عرفات تتراوح بين الشفاء الكامل والموت". وقال الوزير إنه من أجل التوصل إلى"تقديرات استخبارية"كهذه، لا حاجة لشعبة كاملة تُصرَف أموال طائلة على عملها. وقال محللون عسكريون إن تفاؤل فركش من احتمال وقف الانتفاضة"مع انتهاء حقبة عرفات"كان سابقاً لأوانه، وأن عملية التفجير في تل أبيب أمس تؤكد ذلك"وتثبت أن حال عدم اليقين من التطورات المتوقعة في المناطق الفلسطينية وإسرائيل بعد عهد عرفات تخيم على أجهزة الاستخبارات في إسرائيل". وكان رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية كوبر فارسر أقرّ أمام أعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية أمس بعدم توافر معلومات وافية عن الوضع الصحي للرئيس عرفات، مضيفاً ان من السابق لأوانه التكهن بما سيحصل في المناطق الفلسطينية بعد رحيل عرفات، من دون أن يستبعد إعلان الفلسطينيين هدنة غداة وفاة عرفات! وقال إن إسرائيل تتوقع أن يتجه ورثة عرفات إلى ادخال إصلاحات في السلطة وتعزيزها وإقامة قوة عسكرية واحدة. على صلة، كتبت"معاريف"أن فركش يرى أن تنظيم"فتح"وليس"حركة المقاومة الإسلامية"حماس هو العقبة في طريق التوصل إلى هدنة. واستبعد رئيس الهيئة السياسية في وزارة الدفاع الميجر جنرال عاموس غلعاد حصول أي تغيير في السياسة الفلسطينية، وقال في حديث لإذاعة الجيش إنه"ما دام عرفات حياً يتنفس، فلن يطرأ أي تغيير لأن روحه المخيفة ستحوم فوق المنطقة وفوق رأس أي زعيم يجرؤ على فعل شيء".