اعتبر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية الميجر جنرال اهارون زئيفي فركش احتمال وقف ايران برامجها النووية "ضئيلاً جداً"، مردداً ما يقوله سائر المسؤولين الاسرائيليين من ان ايران تبذل جهوداً كبيرة لتطوير برامج نووية في المجالين العسكري والمدني وتسعى لإخفائها نظراً لأهميتها الاستراتيجية واعتبارها "هدفاً بعيد المدى". ورأى فركش، في حديث نشرته مجلة تصدرها الهيئة التي يترأسها، ان الجهود التي بذلها المجتمع الدولي لفرض رقابة على المشروع الايراني غير كافية، معتبراً صيف العام 2004 "مرحلة حاسمة" في المشروع النووي، محذراً من أنه إذا نجحت ايران في حلول ذلك الوقت في تطوير التكنولوجيا التي تمكنها من انتاج اسلحة نووية، فانها ستصل الى "نقطة اللاعودة" ولن يكون ممكناً بالطرق الديبلوماسية ثنيها عن مواصلة مشروعها وسيكون بمقدورها بناء قدرات نووية في غضون عامين أو ثلاثة. وقال المسؤول العسكري انه يؤيد تنفيذ صفقة تبادل الأسرى مع "حزب الله" لاعتبارات أخلاقية، شرط أن لا يتم تفسيرها خنوعاً وتمنح المنظمات الارهابية حوافز للقيام بعمليات اختطاف اسرائيليين كورقة مساومة لاطلاق اسرى فلسطينيين. ودعم فركش فكرة اعطاء رئيس الحكومة الفلسطينية احمد قريع أبو علاء الفرصة ليؤدي مهماته، مضيفاً ان "الانعكاسات السلبية" التي قد يأتي بها ابعاد عرفات تفوق جدوى ابعاده. من جهة أخرى، استبعد رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني محسن مير دامادي قيام إسرائيل بضرب المنشآت النووية الإيرانية "للتكلفة الباهظة لمثل هذه الممارسة"، مؤكداً أن المسؤولين السوريين "جادون في الرد على أي اعتداء اسرائيلي جديد على أراضيهم". وقال في مؤتمر صحافي عقده في دمشق أمس: "لا شك أن إسرائيل تريد استهداف كل المنشآت النووية في البلدان الإسلامية، ونحن على أتم الاستعداد للدفاع عن منشآتنا النووية". وكان الوفد البرلماني الإيراني بحث مع المسؤولين السوريين في تعزيز العلاقات البرلمانية بين سورية وإيران، إضافة إلى الأوضاع التي يشهدها العراق والأراضي الفلسطينية والموضوع النووي الإيراني. وأوضح دامادي: "ان هناك جولة جديدة من المغامرات تقوم بها إسرائيل، وتجسد آخرها في الغارة الجوية التي شنتها على سورية، ونحن وسورية لنا وجهات نظر مشتركة وهي ان إسرائيل، بسبب فشلها في قمع الانتفاضة وفشل خريطة الطريق، تريد أن تجر ساحة الصراع إلى مناطق أخرى كي تغطي على أزماتها الداخلية". وقال: "إن المسؤولين السوريين ذكروا لنا أنهم جادون في التعاطي مع أي اعتداء جديد على أراضيهم، وأنهم سيردون عليه".