وصف الرئيس الايراني محمد خاتمي الاتفاق مع الاتحاد الاوروبي بالنصر الكبير لايران في مسار عودة ملفها النووي الى حاله العادية ووجه تحذيراً واضحاً لدول الاتحاد الاوروبي بأن بلاده ستعاود عمليات تخصيب اليورانيوم والتخلي عن التعهدات التي قدمتها في اتفاق باريس في حال لم يلتزم الجانب الاوروبي بالضمانات التي قدمها على طاولة المفاوضات الاخيرة. وفي خطوة لاسكات اصوات المعارضة الداخلية ونقل ساحة المعركة مع المعارضة من ساحة المجلس الاعلى للامن القومي الذي يتولى رئاسته، أكد خاتمي ان القرار الذي اتخذته ايران بالموافقة على اتفاق باريس كان باجماع قادة النظام، اي انه كان"قراراً سيادياً"، واصفاً الاتفاق بأنه "من اهم الانجازات التي حققتها حكومته وتتناسب والجهود التي بذلتها لتكون ايران من الدول المالكة للتكنولوجيا النووية وهذا فخر لايران". وأكد خاتمي ان الحكومة قررت، نظراً الى حق ايران وبرنامجها، ان تقوم بانتاج الطاقة الكهربائية من مصادر نووية". وأعلن خاتمي "ان ايران تصر على الحصول على حقوقها وهي على استعداد للدفاع عنها ويجب الاّ نتخلى عن حقنا في انتاج اليوارنيوم للوقود النووي وتخصيبه، وطالما ان ايران ما زالت عضواً في الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيجب الاعتراف رسمياً بهذا الحق الايراني". وأضاف خاتمي ان ايران مع اصرارها على التكنولوجيا السلمية لا تريد الذهاب الى مجلس الامن الدولي الذي بامكانه حرمان ايران من هذا الحق، عندها علينا القبول بنتائج ذلك التي ستكون لمصلحة اوروبا واميركا، الا ان المصالح الوطنية تفرض علينا الحصول على حقنا من دون اثمان. من جهته، اعلن احد المفاوضين الاساسيين في الملف حسين موسويان ان بلاده "ستعطي الخبراء النوويين في الجانبين مهلة ثلاثة اشهر، فاذا توصلت مجموعات العمل الى اتفاق فلن يكون هناك من داع للابقاء على التعليق". في المقابل، قالت مجموعة ايرانية معارضة في المنفى ان ايران حصلت على يورانيوم يمكن استخدامه في تصنيع اسلحة نووية وعلى تصميم قنبلة نووية من العالم الباكستاني عبد القدير خان الذي اعترف بأنه باع أسراراً نووية للخارج. كما قالت المجموعة "ان ايران تقوم سراً بتخصيب اليورانيوم في موقع عسكري لا يعرفه مفتشو الاسلحة التابعون للامم المتحدة في موقع في شمال شرقي طهران". وقال فريد سليمان المتحدث باسم المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ان موقع تخصيب اليورانيوم يسمى مركز تطوير تكنولوجيا الدفاع المتقدمة وتديره وزارة الدفاع ويقع في لافيزان قرب موقع تشتبه الولاياتالمتحدة في أن ايران كانت تجري فيه نشاطاً نووياً سرياً قبل تدمير جميع المباني وازالة الانقاض. وقال ان خان قدّم لايران تصميم رأس نووي طورته الصين بين عامي 1994 و1996. وأدار خان سوقاً سوداء نووية عالمية امدت ايران وليبيا بتكنولوجيا تخصيب اليورانيوم حتى توقف نشاطها في وقت سابق من هذا العام". ويقول ديبلوماسيون في فيينا متابعون لاعمال الوكالة الدولية ان المجلس القومي الايراني للمقاومة كان افضل مصدر للمعلومات الخاصة ببرنامج ايران النووي غير المعلن. والمجلس هو الجناح العسكري ل"مجاهدين خلق". وفي ردود الفعل على الاتفاق النووي، قالت الرئاسة الهولندية انه "خطوة الى الامام"، لكنها حذرت من اي تأخير في تطبيقه. وكانت الخارجية الاميركية قالت انه "امر مفيد لكن ينبغي التحقق منه".