عقد رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن سلسلة اجتماعات امس في غزة مع قادة الاجهزة الامنية وقادة في حركة "فتح" بحثوا خلالها في ما جرى مساء الاحد في غزة امام خيمة العزاء بوفاة الرئيس ياسر عرفات من اطلاق نار ادى الى مقتل اثنين من حراس "ابو مازن" واصابة آخرين بجروح. وصرح الدكتور زكريا الآغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة "فتح" بأن قادة "فتح" والاجهزة الامنية "اتفقوا على وضع خطة مشتركة لتعزيز دور الاجهزة الامنية ومنع تكرار ما حدث". وأضاف الآغا ان لجنة امنية شكلت للتحقيق و"سترفع تقريرها خلال 72 ساعة الى رئيس منظمة التحرير. وافادت مصادر مطلعة ان لجنة التحقيق برئاسة عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عبدالله الافرنجي وهو المفوض العام الفلسطيني لدى المانيا. وتناولت اجتماعات "ابو مازن" مع قادة "فتح" والاجهزة الأمنية الوضع الامني الداخلي والانتخابات الفلسطينية. ولفت الى ان اللجنة المركزية ل"فتح" ستجتمع الخميس المقبل في غزة للبحث في هذه القضايا، ونقل عن "ابو مازن" انه سيعقد اجتماعات ثنائية مع قياديي الفصائل الفلسطينية. وشارك في الاجتماعات التي عقدها عباس مع لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية ممثلون عن الفصائل ال13والدكتور حيدر عبدالشافي. وركزت الاجتماعات على البحث في خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون للانسحاب من قطاع غزة واربع مستوطنات يهودية صغيرة في شمال الضفة الغربية. وكانت اجتماعات أمس الاولى لعباس في غزة مع الفصائل منذ انتخابه رئيساً لمنظمة التحرير الفلسطينية خلفاً للرئيس عرفات. وقبل الاجتماعات أدلى قادة بعض الفصائل بتصريحات شددوا فيها على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية واجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والبلدية ونزع فتيل اي نزاع فلسطيني داخلي، وتشكيل القيادة الوطنية الموحدة والانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة. وقال الدكتور محمد الهندي احد قياديي "حركة الجهاد الاسلامي"، في مؤتمر صحافي بعد الاجتماع، ان ترتيب الوضع الفلسطيني والوضع الداخلي "اهم عندنا من قيام الدولة الفلسطينية". وأضاف ان القضايا التي نوقشت مع "ابو مازن" هي تشكيل القيادة الوطنية الموحدة التي تطالب بها الفصائل والوضع الامني الداخلي، وما حدث عند خيمة العزاء وموضوع الانتخابات الفلسطينية. وقال ان الفصائل تطالب بإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على اسس جديدة او تشكيل قيادة وطنية موحدة، وان هذا الموضوع سيخضع لمزيد من النقاش مع "ابو مازن". واعتبر ما حدث في خيمة العزاء مؤشراً خطراً على الساحة الفلسطينية، ملاحظاً ان هذا الموضوع شغل حيزاً كبيراً من اللقاء بين لجنة المتابعة و"ابو مازن". وقال ان المواطن يريد ان يشعر بالامان، وان انظار العالم تتجه الآن الى الساحة الفلسطينية.