وقع مساء أمس إطلاق نار في خيمة عزاء مقامة بمدينة غزة، بحضور رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن)، مما أسفر عن قتيلين أحدهما عنصر في (القوة 17) الرئاسية والآخر من جهاز الأمن الوقائي، وخرج المسؤول الفلسطيني على عجل ليعلن انه لم يكن مستهدفا وأن الحادث وقع عشوائيا.وقال مراسل فرانس برس إن الحادث وقع في حين كان يتواجد في الموقع نحو ألف شخص منهم الكثير من المسلحين، الامر الذي اشاع الذعر بين الموجودين.وأفاد مصدر طبي أن القتيلين هما كمال ابو قينص (من القوة 17)، ورائد درويش (من جهاز الأمن الوقائي). وأدى اطلاق النار ايضا الى اصابة 4 أشخاص بجروح.وقال شهود إن اطلاق النار حصل فور وصول عباس الى المنتدى الذي كان مقر ياسر عرفات في غزة. واستمر عدة دقائق، وبعد لحظات من التردد، اخرج عباس الذي حافظ على هدوئه من الخيمة محاطا بحراسه الشخصيين ومسؤولين فلسطينيين.وصرح عباس للتلفزيون الفلسطيني بالقول ان القضية ليس لها بعد سياسي او شخصي انما هي نتيجة تزاحم الناس وتزاحم المسلحين الذي ادى الى احتكاك ما ادى الى اطلاق نار في الهواء. واضاف لقد طلبنا من الناس مغادرة المكان. وكان وزير الامن الداخلي الفلسطيني السابق محمد دحلان، الرجل القوي في قطاع غزة موجودا في الخيمة ايضا لدى حصول اطلاق النار. ونفى دحلان الأنباء عن محاولة اغتيال تعرض لها عباس. وعزا مسؤولون فلسطينيون هذه الحادثة إلى حالة فوضى السلاح المنتشرة في مناطق السلطة الفلسطينية، وقالوا إن تحقيقا سيجرى لدراسة ملابسات الحادث. وقال رئيس المخابرات العامة الفلسطينية توفيق الطيراوي إنه لم تكن محاولة لاغتيال أبو مازن. وقال شرطي لمراسل فرانس برس: حصل تلاسن بين مسلحين من الامن الوقائي وعناصر من حركة فتح ما لبث ان تطور، ثم حصل اطلاق نار. وكان شرطيون يصرخون خلال اطلاق العيارات الرشاشة: انهم عملاء. ونددت حركات المقاومة الاسلامية (حماس) والجهاد الاسلامي وفتح بحادث اطلاق النار. وقال خضر حبيب (من الجهاد) ان الحركة تأسف لهذه الحوادث التي لا تخدم القضية الوطنية الفلسطينية. وقال سامي ابو زهري (حماس) إن حركته تندد بهذه الحوادث وترى انها لا تخدم المصالح العليا لشعبنا ولا الوحدة الوطنية الفلسطينية. وقالت حركة فتح في بيان إن ما حدث هو من فئة مأجورة تتلقى اوامرها من جهات خارجية مشبوهة لا علاقة لها بشعبنا لا من قريب ولا من بعيد. وحذرت الكتائب من خطورة الانجرار وراء حفنة مأجورة. وأعلن نبيل ابو ردينة المستشار الرئاسي انه تم احتواء الحادث الذي وقع نتيجة لبعض اعمال الفوضى. وقال انه لم يكن مقصودا. وأضاف ان ابي مازن يحظى بثقة فتح واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير. وذكرت مصادر في منظمة التحرير الفلسطينية ان محمود عباس كان قد وصل في وقت سابق أمس الى غزة لعقد اجتماعات مع مسؤولين في منظمة التحرير الفلسطينية وفي الاجهزة الامنية. وكان ابو مازن انتخب الخميس رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية خلفا لعرفات. ويوم أمس قال مسؤول فلسطيني طلب عدم ذكر اسمه لمراسل فرانس برس إن حركة فتح اختارت عباس ليكون مرشحها الى انتخابات الرئاسة التي أعلن روحي الفتوح الرئيس المؤقت للسلطة الوطنية الفلسطينية انها ستجرى في التاسع من كانون الثاني يناير القادم. لكن عباس زكي احد الاعضاء ال 17 في اللجنة المركزية لحركة فتح التي انشأها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عام 1959، نفى أن الحركة اختارت عباس مرشحها لانتخابات الرئاسة وقال: لم نبحث هذا الموضوع. وبعد الحادث، شدد أبو مازن على ضرورة ضبط الوضع الامني، واصفا ما حدث من اطلاق نار في بيت عزاء الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في غزة بانه نتيجة الفوضى وليست له دوافع سياسية او شخصية. وقال للصحافيين في مكتبه في مقر اللجنة التنفيذية بمدينة غزة: ان النار اطلقت في الهواء في بيت العزاء اثناء تدافع وتزاحم عدد كبير من المسلحين الموجودين في المكان، بهذه الفوضى تحصل اصابات، وانا متأكد ان اي شخص لم يتعمد ان يطلق النار على شخص، واجزم انه لا يوجد اي تعمد للاعتداء على اي شخص لاصابة اي شخص لا من فتح ولا غير فتح. وكثفت قوات الامن الفلسطيني تواجدها في محيط وعند مداخل مقر ابو مازن، فيما منعت السيارات من المرور في الطريق المحاذي للمقر. كما شوهدت عربات عسكرية عند مدخل المقر. واضاف محمود عباس: يجب ان يعالج الوضع الامني الان. هناك بعض الاوضاع الامنية المنفلتة وغير المنضبطة، ولا بد ان تضبط اجهزة الامن الفلسطينية هذه الاوضاع بالتأكيد. وخلال مسيرة في غزة، عرضت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح بعد ظهر أمس صاروخا أطلق عليه اسم ياسر عرفات. ويصل مدى الصاروخ إلى 15 كيلومترا. وقال مصدر في الكتائب: ان هناك طرازا مطورا للصاروخ مداه 18 كيلومترًا وأن تطوير الصاروخ استكمل مؤخرا لينافس صاروخ القسام الذي تنتجه وتستخدمه حركة حماس.