تكثفت الاجتماعات اللبنانية - الدولية بهدف احتواء مشكلة تزايد أعداد النازحين السوريين الى لبنان وضعف الإمكانات التمويلية لإيواء هؤلاء وتأمين مستلزمات إقامتهم، لا سيما الإنسانية والمعيشية والصحية. وعقد اجتماع جديد أمس برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وحضور مسؤولي الهيئات الدولية وسفراء 24 دولة أجنبية وعربية، تبين خلاله أن النداءات لتمويل الخطة اللبنانية لم تلق تجاوباً إلا بنسبة 15 في المئة من الأموال اللازمة. وإذ دخلت الى لبنان أمس 300 عائلة فلسطينية هرب أفرادها من القصف الذي طاول مخيم اليرموك في دمشق، قالت مفوضة «أونروا» في لبنان نينت كيلي إن في لبنان أكبر عدد من النازحين مقارنة بدول المنطقة الأخرى، وأشارت الى تسجيل دخول نحو 30 ألف نازح شهرياً، وطالبت بوضع موازنة أكبر للبنان. وكان هذه المسألة موضع بحث خلال لقاء عقده النائب وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في باريس مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مبنى الخارجية الفرنسية. وقال جنبلاط ل «الحياة»، بعد الاجتماع، ان فابيوس مدرك جدا للعبء على لبنان نتيجة هذا التدفق للاجئين من سورية الى لبنان، متوقعا ان يصل العدد الى نحو 150 الفا. ونقل جنبلاط عن فابيوس عزم فرنسا على دعم الدولة اللبنانية والمؤسسات فيها، مشيرا الى انهما توافقا على ضرورة الحوار بين الاطراف السياسية في لبنان من اجل تحييده عن الصراع في سورية. وكان جنبلاط التقى مسؤول ملف الشرق الاوسط في القصر الرئاسي ايمانييل بون الذي اكد له ان الرئيس فرانسوا هولاند سيستقبل جنبلاط في الاسبوع الاول من كانون الثاني (يناير) المقبل. وفي رسالة موجهة الى حلفاء النظام السوري في لبنان، و تمثل دعما ضمنياً لعمل المؤسسات الدستورية والقضائية اللبنانية، أدرجت وزارة الخارجية الأميركية الوزير السابق ميشال سماحة على لائحة «الإرهاب الدولي» وربطته برئيس جهاز الأمن القومي السوري علي مملوك وبالعمل معه على تدبير اعتداءات «نيابة عن النظام السوري» في لبنان. وذكر القرار أن سماحة وضع على لائحة الإرهاب وضمن القرارين التنفيذيين 13224 و13441» على خلفية أفعاله الهادفة الى تقويض العملية الديموقراطية والمؤسسات في لبنان والمساهمة بتعزيز النفوذ السوري وتدخله في لبنان وتحجيم السيادة اللبنانية». ولفت القرار الى أن سماحة «الذي هو قيد الاعتقال تم اتهامه بالتخطيط لاغتيال شخصيات سياسية وروحية في لبنان عبر تفجيرات هدفت لإذكاء الاقتتال المذهبي في لبنان نيابة عن النظام السوري». وأضاف القرار أنه «طبقاً للمعلومات المتوافرة، فإن الرئيس السابق للدائرة العامة للاستخبارات السورية ومدير مكتب الأمن القومي السوري علي مملوك كان له دور في المخطط مع سماحة لتدبير تفجيرات ضد شخصيات روحية وسياسية لبنانية في الشمال وزود مملوك سماحة بالمال والمتفجرات لهذا الهدف». وبوضع سماحة على اللائحة، يتم تجميد كل أصوله في الولاياتالمتحدة ومنع أي تعاملات معه عبرها أو مع مواطنين أميركيين. على صعيد آخر، انتخب المجمع المقدس لطائفة الروم الأرثوذكس بطريركاً جديداً لأنطاكيا وسائر المشرق الاسقف يوحنا يازجي خلفاً للراحل إغناطيوس هزيم أمس. ويتصف البطريرك الجديد بأنه من التيار المحافظ في الكنيسة الذي يتجنب المواقف السياسية، مع انفتاحه المعروف في العلاقة مع سائر الطوائف المسيحية والإسلامية واشتهر بميله الى الروحانية وإلى العمل الاجتماعي واهتمامه بالفقراء، مع التزامه القضايا العربية، لا سيما قضية فلسطين. وتوقعت مصادر أرثوذكسية أن يولي البطريرك الجديد اهتماماً بالمهجرين في سورية ومنها خصوصاً أنه ليس مع أي فريق في الأزمة السورية. وأكد يازجي أن المسيحيين باقون والأرض أرضهم (في سورية) و «نعيش دوماً على الرجاء وهو لا يخيب». على صعيد آخر، وقع انفجار فجر أمس في خراج بلدة طير حرفا (جنوب لبنان) تعددت الروايات في شأنه، هو الثاني خلال أشهر، وقال مختار البلدة إنه ناجم عن انفجار صاروخ من مخلفات الذخيرة الإسرائيلية في حرب 2006. وحضرت قوة من الجيش اللبناني وقوات الأممالمتحدة الى مكان الانفجار الذي يبعد زهاء 300 متر عن منزل في آخر البلدة. وأعلن الجيش و «يونيفيل» أنهما باشرا التحقيق في أسبابه.