شارك رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي في المؤتمر الدولي الذي انعقد مساء امس في باريس حول ليبيا بدعوة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وحضر إلى جانب ميقاتي وزير الخارجية عدنان منصور والسفير اللبناني في فرنسا بطرس عساكر، ومستشار ميقاتي جو عيسى الخوري. وأجرى ميقاتي سلسلة لقاءات قبل الاجتماع في العاصمة الفرنسية مع مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان ووزير خارجية تركيا احمد داوود أوغلو على أن يلتقي بعض المسؤولين من دول مختلفة خلال الاجتماع. ورأى في تصريح إلى «الحياة» ضرورة «عزل الوضع اللبناني عن الوضع السوري وعدم التدخل بشؤون الآخرين، لكي لا يتدخل احد في شؤوننا». وشرح أن «للبنان خصوصية يعرفها الجميع... لبنان يريد تحييد نفسه في هذا الظرف، والأولوية هي للاهتمام بالأمور الداخلية». وعما سيكون موقف لبنان في مجلس الأمن إذا توصل إلى قرار فرض عقوبات على سورية، قال: «نحن لن نخرج عن الإرادة الدولية، ولا نستطيع أن نكون ضد احد. نعزل انفسنا عن الموضوع السوري ولكن طبعاً لا نخرج عن الرعاية الدولية. لا نستطيع أن نجابه أحداً وليس لدينا القوة لذلك، خصوصاً المجتمع الدولي». وأكد ميقاتي عزم حكومته على تمويل المحكمة الدولية، «لأن مصلحة لبنان في أن يتم تمويل المحكمة، والحكومة تقوم بما تقتضيه مصلحة لبنان. وزاد: «فليكف البعض عن القول إنني رمادي ولا آخذ قراراً، المهم مصلحة لبنان يوم يوجه إلي الطلب بالتمويل ويكون القرار عندي لن آخذ إلا مصلحة لبنان في الاعتبار، وسيرى المجتمع اللبناني والدولي ذلك». وعلى صعيد ملف الكهرباء، اكد ميقاتي انه «موضوع تقني بحت على الصعيدين المالي والتقني، ونريد إيصال الكهرباء بأقل كلفة وبأحسن ظروف وأحسن نوعية مولدات، ويتم درس الموضوع بعمق، وطالما النية طيبة وطالما الهدف إيصال الكهرباء، لو اختلفت الآراء ليست مشكلة، هذا لبنان لم نكن يوماً برأي واحد، نربد جلب الكهرباء للمواطن ضمن ضوابط معينة وشفافية وإمكان تمويل المشروع من جانب لبنان». وعن التمويل قال: «ندرس أنسب الظروف للقيام بالمشروع وللوزير جبران باسيل سبيل وقد درس ملفه جيداً ولدينا آراء أخرى سنبحثها للتوصل إلى رأي واحد». وقال انه يرفض القول انه إما يتم بحث الكهرباء إما لا حكومة، «فإذا وضعت مثل هذه الشروط لا يمكن لأي مجلس وزراء أن ينعقد». وقال إن حكومته تحاول «في هذه الظروف الحفاظ على الاستقرار على رغم معارضة شرسة ووضع المنطقة المتقلب». وبالنسبة للقول إن الحكومة لم تتمكن من إيجاد المتهمين في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري لتوقيفهم، قال: «لقد تم منذ أيام مثلاً توقيف رجل في البقاع لديه 360 مذكرة توقيف فلنكن واقعيين. فعلنا كل ما يلزم ضمن الأصول للبحث عنهم، وأنا مستعد أن أدعو كل دول العالم لتساعدنا في الموضوع، فهل بإكاننا إيجادهم واعتقالهم... دخلنا إلى كل الأماكن الممكنة خلال 30 يوماً والموضوع من مسؤولية المدعي العام والضابطة العادلية التي أدت واجبها كاملاً والقاضي انطونيو كاسيزي قال إن عمل الحكومة كان مقبولاً ولم تنته القضية». وعن أن الإدارة الأميركية وضعت السفير السوري في لبنان على لائحة المقاطعة بسبب اختفاء بعض المعارضين السوريين في لبنان تحت نظر السلطات اللبنانية، قال ميقاتي: «في هذه المرحلة وعلى ضوء خصوصيات لبنان العديد من الأمور تحصل ولا ضرورة للخروج بها إلي العلن ضمن القانون اللبناني». وتوقع ميقاتي إطلاق المناقصات للتنقيب عن النفط والغاز في الأحواض الوقعة داخل المياه اللبنانية والتي لا تشكل أي تداخل مع أي طرف آخر، في مطلع العام المقبل». ميقاتي يجدد في رسالة الى ساركوزي التزام لبنان تطبيق القرار 1701 وكان ميقاتي أكد في رسالة جوابية وجهها امس الى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، التزام القرار 1701 والعمل لمنع تكرار الاعتداءات على القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) وبقاء القوة الفرنسية. وأعرب ميقاتي عن «شكر لبنان فرنسا لدعمها المستمر للبنان وإلتزامها الثابت بالمحافظة على إستقلاله وسيادته». وقال: «لبنان يفخر أن يكون من بين الدول المؤسسة لشرعة الاممالمتحدة، ومن هذا المنطلق نجدد احترامنا الشرعية الدولية ونلتزم تطبيق القرارات الدولية ولا سيما منها القرار 1701»، مؤكداً حرصه خلال زيارته الاخيرة للجنوب، «على التأكيد لقيادة القوات الدولية إلتزام حكومتنا العمل على تنفيذ هذا القرار وتوطيد التعاون بين الجيش اللبناني والقوات الدولية». وإذ جدد «إدانة لبنان الاعتداء الذي إستهدف أخيراً الكتيبة الفرنسية في جنوب لبنان»، قال: «مشاركة فرنسا في القوات الدولية تتجاوز الصداقة التي تربط بلدينا، لتعكس شعوراً بالثقة لدى اللبنانيين مفعماً بالهدوء والاستقرار، بأن فرنسا ستبقى الى جانبهم دائماً وستساهم في تأمين السلام لبلدهم، لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة وغير المستقرة التي تمر بها دول الشرق الأوسط». وأكد أن «لبنان حمل دائماً رسالة السلام، واللبنانيون يشعرون بالحزن العميق عندما يصاب جندي من القوات الدولية»، معلناً عزمه «والحكومة على العمل لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات، ولهذا السبب أكرر رغبتنا القوية في بقاء القوة الفرنسية في عداد القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان». وشكر لفرنسا «دعمها المستمر لتدريب الجيش اللبناني وتجهيزه»، ورأى ضرورة «مواصلة هذا الدعم من أجل قيام الجيش بالمهام المطلوبة منه»، داعياً الى «تقوية العلاقات بين لبنان وفرنسا التي تقوم بدور فاعل وكبير في تأمين الاستقرار في الشرق الأوسط والعالم».