جدد نائب وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز أمس من بيروت، تأكيد «التزام الولاياتالمتحدة القوي والمستمر بلبنان مستقر وسيد ومستقل»، مشدداً «على أهمية حماية جميع النازحين السوريين إلى لبنان، بما في ذلك المعارضون والمنشقون الذين نبذوا العنف». ورحب بيرنز ب «الجهود التي بذلتها الحكومة اللبنانية والقادة السياسيون، فضلاً عن الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي من أجل العمل معاً للحفاظ على الهدوء في لبنان». وكان بيرنز جال خلال زيارته القصيرة لبنان رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي، ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة، وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وناقش معهم، بحسب بيان لإعلام السفارة الأميركية في لبنان، «الوضع السياسي والأمني في لبنان، والتطورات في سورية وقضايا إقليمية أخرى». ودام اللقاء مع بري أكثر من ساعة، في حضور السفيرة الأميركية لدى لبنان مورا كونيللي والمستشار الإعلامي لبري علي حمدان. وجرى بحث في التطورات في لبنان والمنطقة. بري: لتسريع الحل السياسي وأكد بري للمسؤول الأميركي، بحسب مكتبه الإعلامي، «سياسة النأي بالنفس التي ينتهجها لبنان للحفاظ على الاستقرار والأمن»، لافتاً إلى «الهدوء الذي يعيشه الجنوب، وتناول الحديث أيضاً الوضع في سورية، فشدد بري على أنه كلما أسرعنا في الحل السياسي بتوافق محلي وإقليمي ودولي وفق خطة المبعوث الأممي كوفي أنان، كان ذلك أفضل لسورية ولبنان والمنطقة»، مشدداً على «نهج الحوار للوصول إلى حل الأزمة القائمة». وذكرت قيادة الجيش أن اللقاء بين بيرنز والعماد قهوجي تخلله «البحث في سبل تطوير العلاقات بين جيشي البلدين، وأعرب الجانب الأميركي عن تقديره للدور الوطني الذي يضطلع به الجيش اللبناني والتزام بلاده تعزيز قدراته العسكرية». وفي اختتام الزيارة، عقد بيرنز في مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي في بيروت، مؤتمراً صحافياً تلا خلاله بياناً مقتضباً، رحب فيه «بتمويل لبنان لحصته من المحكمة الدولية لعام 2012 كخطوة تمثل دلالة هامة على احترام لبنان لالتزاماته الدولية». وقال: «عمل المحكمة فرصة للبنان لتجاوز تاريخه الطويل في الإفلات من العقاب على العنف السياسي». ولاحظ بيرنز «سياسة النأي بالنفس اللبنانية»، وأعاد «تأكيد اهتمام الولاياتالمتحدة ببقاء لبنان منيعاً عن أعمال العنف في سورية». كما رحب المسؤول الأميركي «بكرم الشعب اللبناني والجهود التي تبذلها الحكومة لتقديم المساعدات الإنسانية إلى النازحين السوريين في لبنان»، وشجع الحكومة «على مواصلة العمل مع المجتمع الدولي لمساعدة المحتاجين». وشدد «على أهمية حماية جميع النازحين السوريين، بما في ذلك المعارضون والمنشقون الذين نبذوا العنف، تماشياً مع التزامات لبنان الدولية الإنسانية». ونفى بيرنز رداً على سؤال أن يكون السيناتور الأميركي جون ماكين دعا إلى «منطقة عازلة في لبنان»، لافتاً إلى أن «الولاياتالمتحدة قلقة تجاه الوضع في سورية»، وأشار إلى أن «الانتهاكات الأخيرة تؤكد ضرورة تحرك مجلس الأمن كما طلب منه مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سورية كوفي أنان لضمان تطبيق النظام السوري التزاماته». ولفت إلى أن «وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون شددت على أن من المهم أن تتصرف الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي تجاه ما يحصل في سورية لأنه إذا استمر سفك الدماء زاد الخطر وزادت تداعيات الأزمة على المنطقة برمتها ولا بد أن يصدر مجلس الأمن سريعاً قراراً لمنع زيادة التداعيات».