طلبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من الفلسطينيين والإسرائيليين «القيام بخطوات ملموسة تجاه حل الدولتين»، وصرحت قبيل اجتماعها مع رئيس الديبلوماسية المغربية الطيب الفاسي الفهري في مراكش التي تستضيف أعمال «منتدى المستقبل»، بأن الرئيس باراك أوباما اكد مرات عدة ان الولاياتالمتحدة لا تقبل شرعية مواصلة بناء المستوطنات. وكشفت انها ضمنت تقريراً الى أوباما الشهر الماضي «ضرورة ان تضع الحكومة الإسرائيلية حداً لسياستها الاستيطانية»، معتبرة ان ذلك «يشكل خطوات ايجابية من جانبها». وأوضحت انها اشادت في التقرير ذاته ب «تصميم الرئيس محمود عباس والسلطة الفلسطينية والشجاعة التي ابداها في تنفيذ الإجراءات الأمنية في الضفة الغربية». وأضافت انها خلال زيارتها للشرق الأوسط قالت لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ان المبادرات الإيجابية التي قام بها الفلسطينيون «يجب ان تقابل بمبادرات ايجابية من جانب الإسرائيليين». ورجحت المصادر ان تجرى على هامش «منتدى المستقبل» مشاورات بين كلينتون وكبار المسؤولين العرب المشاركين في هذه التظاهرة، فيما يسود اعتقاد ان البيان الصادر عن المنتدى يميل الى تبني الموقف الأوروبي لناحية دعم الرئيس عباس والسلطة الفلسطينية، والدعوة الى معاودة استئناف المفاوضات في ظل شروط مواتية، وإن كانت اوساط ترى ان المبادرة «يجب ان تصدر عن اسرائيل»، وأن الإدارة الأميركية يجب الا تستمر في ممارسة الضغوط على الفلسطينيين من دون حض الجانب الإسرائيلي على التزام شروط مشجعة. الى ذلك، دعا وكيل وزارة الخارجية المغربية يوسف العمراني الى «احترام الوضع القانوني للقدس الشريف وحفظ هويتها الحضارية والدينية والثقافية». من جهته، اعتبر مسؤول وزارة الخارجية الإيطالية الديبلوماسي ليفيو لويجي مارس الذي ترأسه بلاده دورة «منتدى المستقبل» الى جانب المغرب، الى وضع رؤية جديدة للشراكة المتضامنة بين دول الشرق الأوسط الموسع وشمال افريقيا ونظرائهم في مجموعة الثمانية. لكن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قال ان منتدى المستقبل «لا يناقش اساساً موضوع الشرق الأوسط»، مؤكداً انه «فرصة لإجراء المشاورات في شأن القضية»، واصفاً رهانات الإصلاحات السياسية في العالم العربي بأنها من «اختصاص الأطراف المعنية، ونحن دول المنطقة المسؤولون اساساً عن ذلك». غير انه استدرك بالقول: «لا بأس من ان نطلب المساعدة من دول حققت تقدماً في هذا المجال» لأن ذلك «سيجعلنا نتابع ونأخذ ما قد يتماشى ومصالحنا».