فيما توجه معظم قادة المنظمات الفلسطينية اليسارية والاسلامية الى القاهرة للمشاركة في مراسم تشييع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وعقد اجتماعات سياسية ل"التمسك بالوحدة الوطنية"، قالت مصادر فلسطينية ل"الحياة"ان رئيس اللجنة التنفيذية ل"منظمة التحرير الفلسطينية"محمود عباس ابو مازن سيلتقي الرئيس بشار الاسد اليوم الجمعة خلال مراسم التشييع. وكان"ابو مازن"اتصل امس بالرئيس السابق ل"المجلس الوطني الفلسطيني"خالد الفاهوم لإبلاغ الحكومة السورية"الرغبة الشديدة"في زيارة دمشق. وعلمت"الحياة"ان"ابو مازن"وفاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير سيلتقيان الاسد اليوم، علماً ان لقاء سريعاً حصل خلال تشييع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الاسبوع الماضي. وأوضحت المصادر الفلسطينية ان دمشق ستوجه بعد عيد الفطر دعوة الى"ابو مازن"لزيارتها بعدما أدت استقالة حكومته الى إلغاء زيارة كانت مقررة في وقت سابق. وأوضحت مصادر سورية ان دمشق ستفتح مجالس عزاء وستعلن الحداد على الرئيس عرفات باعتباره"زعيماً فلسطينياً كبيراً". وقال وزير الاعلام السوري مهدي دخل الله ل"الحياة"ان"الشعب الفلسطيني شعب حي له تجربة غنية في التعامل مع الازمات، ولا شك انه سيعبر هذه الأزمة ويتابع نضاله من أجل تحرير أراضيه المحتلة واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس"قبل ان يقول ان"الرئيس عرفات كان قائداً فلسطينياً مرموقاً، ولا شك انه ترك بصماته على الساحة الفلسطينية وعلى التاريخ العربي المعاصر". وبعدما قال وزير الاعلام السوري:"ان ظاهرة عرفات يجب ان تؤخذ في محيطها الطبيعي وفي اطار نضال الشعب الفلسطيني من أجل الحرية، هذا الشعب الذي يقاوم أشرس أنواع العدوان والاحتلال"، أوضح ان"المشكلة ليست في القرار الفلسطيني، لكن المشكلة هي أي قرار وطني مستقل يجب ان ينسجم مع القضية القومية". وعندما سألت"الحياة"الوزير دخل الله عن"القرار الفلسطيني المستقل"الذي تبناه عرفات، قال:"كانت لرئيس السلطة وجهات نظر واسلوب في التعامل مع القضية المركزية تختلف احياناً مع وجهات نظر المنظمات الفلسطينية. كان موقف سورية الدائم يؤكد على اهمية الاجماع الفلسطيني لان الإجماع لا يخطئ ابداً. دمشق كانت تفتح أبوابها دائما لجميع المسؤولين الفلسطينيين من دون استثناء. بالتأكيد عندما تبين لعرفات والسلطة عموماً ان طريق"اوسلو"لم تكن الطريق الافضل عملوا على إعادة الدفء الى علاقاتهم مع دمشق التي كانت دائماً أبوابها مفتوحة". الى ذلك، علمت"الحياة"ان القاهرة وجهت امس"دعوات رسمية"الى قادة المنظمات الفلسطينية وان"ابو مازن"اتصل امس بعدد من القادة بينهم الامين العام ل"الجبهة الديموقراطية"نايف حواتمة في ضوء قرار اللجنة التنفيذية ليل اول امس بدعوة جميع القادة. وفي مقابل اعتذار الفاهوم ومؤسس"الجبهة الشعبية"جورج حبش عن عدم السفر ل"أسباب صحية"و"الصاعقة"ل"أسباب طارئة"، تأكدت ل"الحياة"مشاركة حواتمة ورئيس المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الاسلامية"حماس خالد مشعل وزعيم"الجهاد الاسلامي"رمضان عبدالله شلح ومسؤول قيادة الخارج في"الشعبية"ماهر الطاهر والامين العام ل"الشعبية - القيادة العامة"احمد جبريل. واوضحت المصادر ان هؤلاء المسؤولين سيعقدون"اجتماعات سياسية مع المسؤولين الفلسطينيين القادمين من الداخل ومع المسؤولين المصريين بينهم رئيس جهاز الاستخبارات الوزير عمر سليمان للتأكيد على الوحدة الوطنية في المرحلة المقبلة".