أعلن رئيس الجمعية الوطنية البرلمان الكمبودية الامير نورودوم راناريد امس، ان ملك كمبوديا نورودوم سيهانوك الموجود حالياً في بكين تخلى عن العرش. وقال نورودوم للصحافيين ان أباه ارجأ لبضعة اشهر، عودته المزمعة من الصين حيث يخضع لعلاج طبي. واعتبر ان "هذا وضع خطير لكمبوديا". وأضاف راناريد ان زعماء كمبوديا سيحاولون اقناع سيهانوك بالتراجع عن قراره، خصوصاً ان الدستور الكمبودي لا يسمح بالتنازل عن العرش. وكان نورودوم سيهانوك ابدى مراراً انزعاجه من الصراع السياسي في البلاد، خصوصاً عندما استغرقت الاحزاب عاماً كاملاً لتشكيل حكومة في تموز يوليو الماضي. وكان سيهانوك نجل الملك نورودوم سوراماريث والملكة كوساماك نياريريات ولد في 1922. وتوجته السلطات الاستعمارية الفرنسية، ملكاً للمرة الاولى في 1941 حين كان يبلغ 19 عاماً. وقاد كمبوديا الى الاستقلال في 1953 من دون هدر دماء. وبعد سنتين تخلى عن العرش لوالده ليتولى رئاسة الحكومة على رأس حركة سياسية اسسها. وعند وفاة والده في 1960 اصبح رئيس دولة واحتفظ بلقب امير وابقى على العرش شاغراً. وفي آذار مارس 1970 وفي اوج حرب فيتنام، طرد من السلطة في انقلاب قاده موالون للولايات المتحدة بقيادة الجنرال لون نول. ولجأ الى الصين خمس سنوات قبل ان يعود الى بنوم بنه كرئيس اسمي لكمبوديا. وبعد سنة اجبره نظام بول بوت على الاستقالة وامضى سنتين في الاقامة الجبرية في قصره الملكي. وانتهى احتجازه قبيل سقوط نظام الخمير الحمر ودخول القوات الفيتنامية الى بنوم بنه. وبعد ذلك تولى قيادة المقاومة التي خاضتها احزاب عدة ضد النظام الموالي لفيتنام في بنوم بنه حتى اتفاقات باريس للسلام عام 1991 التي كرسته ملكاً دستورياً "لا يحكم" عام 1993. ويعاني سيهانوك من مشاكل صحية من بينها سرطان في الامعاء وداء السكري. وينتقل للاقامة فترات طويلة في بكين حيث يتلقى علاجاً طبياً.