فنوم بنه - أ ف ب - خيم مزيد من الغموض امس الأحد على مصير الزعيم المخلوع للخمير الحمر بول بوت الذي يرجح ان يكون فرّ من كمبوديا لتفادي المثول امام محكمة دولية للنظر في مسؤوليته عن مقتل اكثر من مليون كمبودي خلال فترة حكمه. وقال وزير الخارجية التايلاندي سورين بيتسوان ان مصدراً أبلغ اليه ان بول بوت غادر كمبوديا. وأوضح سوريت ان "ما استطيع قوله ان بول بوت لم يعد في كمبوديا ولكني لا أعرف حالياً مكان وجوده". وأضاف انه لا يملك "تأكيداً مستقلاً" لمعلومات نشرتها صحف كامبودية عن قرار بول بوت الى الصين. ونقلت هذه الصحف معلومات عن قائد قوات المعارضة المؤيدة للنظام الملكي. ورأى بعض المحللين ان مثول بول بوت أمام محكمة من هذا النوع "سيحرج" الصين التي كانت حليفته خلال السبعينات. ويتهم بول بوت الذي كان زعيماً للحزب الشيوعي الكمبودي، بأنه مسؤول عن موت أكثر من مليون من مواطنيه خلال تولى الخمير الحمر السلطة في فنوم بنه بين 1975 و1979. وتعزز الأنباء الأخيرة اشاعات غير مؤكدة سرت في بانكوك وفنوم بنه في مطلع كانون الأول ديسمبر الماضي ومفادها ان بول بوت المريض جداً قد يكون غادر الى بكين لتلقي العلاج الطبي. لكن الصين وحكومة فنوم بنه نفتا هذه الانباء. أما الخمير الحمر فلزموا الصمت حتى الآن في ما يتعلق بمصير زعيمهم السابق. وامتنع المسؤولون العسكريون التايلانديون الذين يتابعون عن كثب الشؤون الكمبودية عن أي تصريح علني، لكن بعضهم يشكك في أن يكون بول بوت البالغ الثانية والسبعين تمكن من مغادرة كمبوديا. نظراً الى وضعه الصحي. يعالج في الصين وقال قائد القوات الموالية للنظام الملكي في كمبوديا الجنرال نهيك بون شاي انه يجهل مكان وجود بول بوت. وأ ضاف: "سمعت فقط اشاعة ان بول بوت فر الى الصين لكنها ليست مؤكدة". ويبدو احتمال لجوء بول بوت الى الصين بعيداً عن المنطق اذ باتت بكين تدعم الرجل القوي في النظام الكمبودي هو سن وهو العدو اللدود للخمير الحمر. ويعتقد ان بول بوت أطيح من قيادة الخمير الحمر في آب اغسطس الماضي بعد تصفية حسابات بينه وبين قائد قوات المتمردين تا موك. وتردد ان الخمير الحمر حاكموا زعيمهم السابق ووضعوه في الإقامة الجبرية. وأفاد مصدر مطلع ان تا موك التقى ديبلوماسيين صينيين في بانكوك في منتصف كانون الأول ديسمبر الماضي، لكن مضمون المحادثات بقي طي الكتمان. يذكر ان من تبقى من الخمير الحمر يخوضون تمرداً مسلحاً ضد القوات الحكومية انطلاقاً من أدغال شمال غربي كمبوديا، وهم متحالفون مع القوات الموالية للأمير نورودوم راناريد الذي أطيح من السلطة في تموز يوليو الماضي.