احرق امس، جثمان ملك كمبوديا نورودوم سيهانوك بحضور عدد من المسؤولين الاجانب، في مراسم ودعت فيها البلاد شخصية حكمتها طيلة النصف الثاني من القرن العشرين. وصرح الامير سيسوات توميكو مساعد الملك سيهانوك الذي توفي في بكين في 15 تشرين الاول (اكتوبر) الماضي عن 89 سنة: «انه اليوم الاخير الذي يمكننا فيه تكريم ملكنا العظيم قبل ان ينتقل الى الجنة». وأضاف: «انه اليوم الذي يمكن فيه للأمة بأسرها ان تودع جلالته. انه بطل كمبوديا». وكما حصل طيلة عطلة نهاية الاسبوع، تجمع آلاف الكمبوديين منذ ساعات الفجر الاولى امام محرقة الجثث لوداع سيهانوك الذي كان يطلق عليه اسم «المونسنيور بابا». وواكب سيهانوك الذي اعتلى العرش في 1941، التحولات في بلاده منذ الاستقلال حتى الحرب الاهلية مروراً ب «العصر الذهبي» في خمسينات وستينات القرن الماضي وحقبة الرعب خلال حكم «الخمير الحمر». لكن سيهانوك لم يتردد يوماً في قمع خصومه او في القيام بحسابات سياسية عندما تحالف مع نظام بول بوت (1975-1979) المسؤول عن مقتل مليوني شخص. لكن معجبيه ارادوا الاحتفاظ فقط بالجانب الايجابي من انجازاته. وإضافة الى افراد الاسرة الملكية ورئيس وزراء كمبوديا هون سين، شارك في الجنازة رؤساء حكومات دول آسيوية وامير اليابان اكيشينو ورئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرولت. وكان ايرولت اعلن لدى وصوله الى بنوم بنه ان حضور دولة الاستعمار السابقة «رمز لارادة سياسية قوية للحفاظ على علاقات ثقة متينة» مع كمبوديا. وأضاف ان الملك سيهانوك كان «يتكلم الفرنسية بطلاقة»، مشيداً ب «العلاقات القوية والودية جداً» التي ربطته بفرنسا. ومنذ تنازله عن العرش في 2004 لنجله نورودوم سيهاموني، لم يعد سيهانوك حاضراً بقوة في الحياة السياسية. وسيتم نثر قسم من الرماد في ملتقى انهر الميكونغ وتونلي ساب وتونلي باساك، ويوضع الباقي في جرة تحفظ داخل القصر الملكي.