اعلن رئيس الجمعية الوطنية الكمبودية الامير نورودوم راناريد امس الخميس ان ملك كمبوديا نورودوم سيهانوك الموجود حاليا في بكين تخلى عن العرش. وقال راناريد احد ابناء سيهانوك الذي يبلغ من العمر 81 عاما ان "الملك تخلى عن العرش حسب رسالة تلقيناها وقرأناها امام الجمعية الوطنية". واضاف ان "الملك قال ان (رئيس مجلس الشيوخ) شي سيم هو رئيس الدولة بالنيابة واعلن انسحابه اعتبارا من الآن ". وكان يفترض ان يعود سيهانوك امس الخميس الى كمبوديا بعد غياب استمر ثمانية اشهر. وتساءل خبراء عن مدى تطابق تخلي سيهانوك عن العرش مع الدستور. وكان سيهانوك اعتلى عرش كمبوديا في 1993 بعد سنتين من توقيع اتفاقات السلام في باريس في اكتوبر 1993. وشكك رئيس الوزراء هون سين الشهر الماضي بحق سيهانوك الدستوري في التخلي عن العرش محذرا من ان مبادرة من هذا النوع "ستغرق البلاد في الفوضى". من جهته انتقد الامير راناريد زعيم المعارضة سام رينسي الذي وجه رسالة الاربعاء الى سيهانوك يحذره فيها من "تظاهرات عنيفة قد تكون شفهية فقط" بمناسبة عودته الى البلاد. ورأى راناريد ان الرسالة "لم تمنع سيهانوك من المجىء فقط بل دفعته الى التخلي عن العرش". وعبر عن امله في ان "يوافق سيهانوك اليوم اوغد على ان يصبح ملكا من جديد، موضحا ان مجلس العرش سيجتمع قريبا ليطلب منه ذلك. واضاف ان "نشاطات رينسي تهدف الى اثارة اضطرابات سياسية ودستورية لان تخلي الملك عن العرش سيضع البلاد في وضع خطير". وقد عبر في الاسابيع الاخيرة مرات عدة عن رغبته في التخلي عن العرش لكنه اوضح انه قلق في غياب اي خليفة معين وهي مسألة لم تحل نظرا لعدم وجود قانون ينظم عمل مجلس العرش الذي يفترض ان يعين الملك ويسيطر عليه رئيس الوزراء. سيهانوك الملك المحبوب يرى الكمبوديون في ملكهم نورودوم سيهانوك الذي تخلى عن العرش امس وكان احد اهم الوجوه السياسية في القرن العشرين التي ما زالت على قيد الحياة، رجل الاستقلال. وكان سيهانوك نجل الملك نورودوم سوراماريث والملكة كوساماك نياريريات ولد في 1922. وقد توجته السلطات الاستعمارية الفرنسية ملكا على كمبوديا للمرة الاولى في 1941 بينما كان يبلغ من العمر 19 عاما.وقاد كمبوديا الى الاستقلال في 1953 بدون هدر دماء. وبعد سنتين تخلى عن العرش لوالده ليتولى رئاسة الحكومة على رأس حركة سياسية اسسها. وعند وفاة والده في 1960 اصبح رئيس دولة واحتفظ بلقب امير وابقى على العرش شاغرا. وفي مارس 1970 وفي اوج حرب فيتنام، طرد من السلطة في انقلاب قاده موالون للولايات المتحدة بقيادة الجنرال لون نول. ولجأ الى الصين خمس سنوات قبل ان يعود الى بنوم بنه كرئيس اسمي لكمبوديا بعد اشهر من استيلاء الخمير الحمر على السلطة. وبعد سنة اجبره نظام بول بوت على الاستقالة وامضى سنتين في الاقامة الجبرية في قصره الملكي. وانتهى احتجازه قبيل سقوط نظام الخمير الحمر ودخول القوات الفيتنامية الى بنوم بنه. وبعد ذلك تولى قيادة المقاومة التي خاضتها عدة احزاب ضد النظام الموالي لفيتنام في بنوم بنه حتى اتفاقات باريس للسلام في اكتوبر 1991 التي سمحت بتكريسه ملكا دستوريا "لا يحكم" في سبتمبر 1993 ويعاني الملك سيهانوك منذ سنوات مشاكل صحية من بينها سرطان في الامعاء وداء السكري وينتقل للاقامة فترات طويلة في بكين حيث يتلقى علاجا طبيا. وآخر زوجاته ايطالية كمبودية وتدعى مونيك ايزي.