واصلت اسرائيل أمس هجومها الشرس الواسع النطاق في قطاع غزة حيث قتلت ثمانية فلسطينيين بينهم طفلة في الثالثة عشرة من العمر اصيبت ب20 رصاصة خلال توجهها الى مدرستها في مدينة رفح جنوب القطاع والقائد العسكري ل"حركة الجهاد الاسلامي" بشير الدباش الذي اغتيل مع مرافقه في هجوم جوي شنته طائرة مروحية مساء أمس على سيارة كانا يستقلانها في وسط مدينة غزة عند مدخل مخيم الشاطئ. وأكد الجيش الإسرائيلي أن الغارة استهدفت الدباش. راجع ص 5 و6 من جهة أخرى، أكد مندوب فلسطين الدكتور ناصر القدوة ومندوب الجزائر، العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن، السفير عبدالله بعلي ان القرار "السياسي" اتُخذ لطرح مشروع القرار العربي الذي يطالب اسرائيل بالانسحاب من شمال غزة الى التصويت ليل الثلثاء حتى وان فشل المجلس في تبنيه نتيجة استخدام الولاياتالمتحدة حق النقض الفيتو. لكن السفير الأميركي لدى الاممالمتحدة جون دانفورث تعهد عدم السماح للمجلس بتبني القرار العربي في شأن غزة، وقال: "أراهن بذراعي اليسرى واراهن بذراعي اليمنى على أن هذا القرار لن يتم تبنيه". واعتبر دانفورث ان القرار "يضع اللوم على اسرائيل ويعفي الارهابيين في الشرق الوسط، وأولئك الذين يطلقون الصواريخ ضد المناطق المدنية والذين يقتلون الأطفال وحماس". وزاد: "ان الصمت على حماس وصواريخ القسام ضد المدنيين يعني عندي التصديق عليهما. وإذا تم تبني هذا القرار فسيكون ذلك موقفاً رهيباً سيئاً جداً لمجلس الأمن". وكان وزير المال الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اعرب عن ثقته بعد محادثات مع مستشارة الأمن القومي الاميركي كوندوليزا رايس بأن واشنطن ستستخدم حق الفيتو في مجلس الأمن ضد أي قرار يندد بالهجوم الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وقال ان رايس أوضحت له ان الولاياتالمتحدة ستواصل دعم اسرائيل في حقها الدفاع عن نفسها. وقال بعلي ل"الحياة" ظهر امس: "نحن على اتصال مع الوفدين البريطاني والاميركي وننتظر من الدولتين اي اقتراح من شأنه ان يجعلهما تصوتان لمصلحته، لكننا لم نتلق حتى الآن أي اتصال". وتابع ان "الوضع خطير جداً" على الأرض "ولا يمكن ان يستمر مجلس الامن في المماطلة مهما كانت النتيجة النهائية للتصويت". وقال المندوب الفلسطيني ناصر القدوة ل"الحياة" امس: "لن نكون مسؤولين عن قرار عضو دائم تعطيل اعمال المجلس باستخدامه الفيتو". وتوقع أن يلاقي مشروع القرار دعم اسبانيا وفرنسا فيما "قد ترغب المانيا وبريطانيا ببعض التعديلات، خصوصاً في ما يتعلق بالاشارة الى صواريخ القسام". وأكد القدوة: "مواقفنا السياسية واضحة وهي: ان استهداف المدنيين في اسرائيل أمر لا نوافق عليه سواء كان عبر تفجيرات انتحارية او بأشكال اخرى. حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال داخل أرضنا المحتلة موضوع آخر. وبالتالي فإن موقفنا من أي صيغة تُعرض علينا سيستند الى هذا". واضاف: "المسألة مسألة واقع على الأرض. وبالتالي ليس في يدنا الخيار بأن نمضي او لا نمضي بطرح مشروع القرار. فما يحدث هو سفك دماء. اليوم الثلثاء قتلت طفلة فلسطينية بعشرين رصاصة". وينطوي مشروع القرار العربي على خمس فقرات، وهو يطالب مجلس الأمن ب"الوقف الفوري لكل العمليات العسكرية في منطقة شمال غزة وبانسحاب القوات الاسرائيلية المحتلة من هذه المنطقة". ويكرر المجلس دعوته الى "وقف العنف" والى "احترام" الالتزامات القانونية الدولية بموجب القانون الانساني الدولي. ويدعو المجلس اسرائيل الى ضمان حرية وامان وصول موظفي الأممالمتحدة لمد المعونة الطبية والانسانية والمساعدة الطارئة للمدنيين. كما يدعو الى احترام عمل الوكالة الدولية لاغاثة اللاجئين الفلسطينيين اونروا. ويدعو المجلس الطرفين الى تنفيذ التزاماتهما بموجب "خريطة الطريق" ويقرر ان يبقي المسألة قيد البحث.