في اليوم السادس لعملية "أيام الندم" التي تشنها قوات الاحتلال الاسرائيلي شمال قطاع غزة، استشهد سبعة فلسطينيين، بينهم طفلة واربعة ناشطين، في حين يعيش آلاف المواطنين أوضاعاً مأسوية بسبب النقص الشديد في مياه الشرب والمواد التموينية وانقطاع الكهرباء بسبب الحصار الاسرائيلي الخانق. راجع ص 6 و7 وتسعى المجموعة العربية في الاممالمتحدة، بطلب من مندوب فلسطين الدكتور ناصر القدوة، الى عقد اجتماع عاجل لمجلس الامن بهدف استصدار قرار يطالب اسرائيل "بسحب قواتها من شمال غزة". وقال القدوة ل"الحياة" انه لا يستبعد ان يجتمع المجلس ليل الاثنين - الثلثاء. الا ان اسرائيل تجاهلت الاجتماع، معولة على "فيتو" اميركي لنقض اي "قرار شديد اللهجة"، وايضاً على حملة اعلامية تشنها في الحلبة الدولية لالقاء اللوم على الفلسطينيين وصواريخ "القسام" لتبرير عملياتها التي أعلنت انها "لن تتوقف الا بتوقف القسام". وكشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان رئيس جهاز الامن العام شاباك آفي ديختر زار مصر سراً الاسبوع الماضي حيث تجدد النقاش في شأن الدور المصري الامني. في غضون ذلك، برزت بوادر ازمة بين اسرائيل و"وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين" اونروا تبدت في المطالبة الاسرائيلية العلنية باقصاء المفوض العام ل"اونروا" بيتر هانسن، وفي الوقت نفسه مطالبة الوكالة الدولية باعتذار اسرائيلي عن "الاتهامات الكاذبة" التي اطلقتها الدولة العبرية عن استخدام مسلحين سيارات اسعاف تابعة لها لنقل صواريخ القسام في جباليا. وقال هانسن عندما سألته "الحياة" ان كانت اسرائيل تستهدفه شخصياً: "يبدو لي ذلك... لا اعرف لماذا يهاجموننا. وكوني اقول الحقيقة كما أراها في الاراضي المحتلة، وكون الصورة ليست جميلة، فهذا لا يمنع ان أقدمها مباشرة وبصدق". وأدت عملية "أيام الندم" الى سقوط 75 شهيداً واصابة المئات من المدنيين، عدد كبير منهم سيعاني ما تبقى من حياته من اعاقات دائمة. وتعتبر مناطق أرض عجور، وشارع السكة، وحي الأنوار، وأرض نمر، وأبراج الهندي، وابراج العودة، والقرية البدوية، من أكثر المناطق التي تعاني نقصاً حاداً في مياه الشرب وباقي الخدمات الاساسية، في حين برزت في أبراج العودة والندى، المكونة من 26 برجاً سكنياً، مشكلة أخرى ناجمة عن الحصار تتمثل في عدم تمكين السكان الذين يعانون من أمراض مزمنة من الوصول الى المشافي لتلقي العلاج المطلوب. وقال حسن الوالي، وهو ضابط أمن وأحد السكان المحاصرين في منطقة ابراج الندى، في وصف الوضع المأسوي: "منذ أيام لم تغادر الدبابات المنطقة، وتفرض حصاراً خانقاً بحيث لا تسمح لأحد بالتحرك أو مجرد النظر من شرفة المنزل، فضلاً عن اطلاق النار المستمر وبكثافة، الأمر الذي يجعلنا لا نشعر بالأمان حتى داخل اسوار المنزل". وتسود مخاوف في قطاع غزة من احتمال ان تقدم قوات الاحتلال على اجتياح مناطق اخرى. وكشفت مصادر أمنية فلسطينية ل"الحياة" وجود تحركات غريبة للآليات العسكرية عند معبر المنطار "كارني" شرق مدينة غزة، وذلك في وقت أزالت اسرائيل المكعبات الاسمنتية التي تغلق مفترق الشهداء القريب من مستوطنة "نتساريم" جنوبالمدينة، وهو الإجراء الذي اعتادت على ممارسته خلال عمليات الاجتياح السابقة لحي الزيتون. على صعيد آخر، اتهم رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون ايران بأنها تنشط بين العرب في اسرائيل عبر الحركة الاسلامية. في الوقت نفسه، كشفت "يديعوت احرونوت" في موقعها على الانترنت ان نجل الزعيم الليبي سيف الاسلام القذافي التقى في جنيف الاسبوع الماضي النائب الدرزي عن حزب "ليكود" مجلي وهبي وبحثا في "القلق من الاصوليين الاسلاميين، والحرب في العراق، واسلحة الدمار الشامل".