وسعت قوات اسرائيلية تدعمها الدبابات والمروحيات هجومها في مخيم رفح للاجئين المحاصر في الساعات الاولى من امس رغم الادانة الدولية لمقتل 38 فلسطينيا على الاقل في واحدة من اكثر الغارات الاسرائيلية دموية في قطاع غزة، وقتلت خمسة فلسطينيين في الساعات الاولى من صباح امس، وفي مخيم جنين شمال الضفة الغربية اقتحمت نحو 40 سيارة جيب ودبابة إسرائيلية المخيم بحثا عن ناشطين.وفي نيويورك اصدر مجلس الامن التابع للامم المتحدة قرارا يحث على نهاية للعنف،في الوقت ذاته ندد العالمان العربي والدولي بالمجزرة الاسرائيلية وطالبوا بوضع حد للمهزلة بينما شعرت تل ابيب بخيبة امل من قرار الادانة الصادر عن مجلس الامن ، مؤكدة انه لم يشر الى وقف عمليات الهدم. وانتقد وزير الخارجية الامريكي كولن باول ما وصفه بانشطة الجيش الاسرائيلى الاخيرة ، واكد فى تصريحات له نقلها راديو (سوا) امس ان هذه الانشطة سببت مشكلة وزادت الوضع سوءا. وافادت مصادر طبية فلسطينية ان مسلحين فلسطينيين استشهدا ، بعد ان اطلقت دبابات اسرائيلية قذائف باتجاههما قرب الحدود المصرية. وفي وقت سابق من فجر الخميس، افادت مصادر امنية فلسطينية ان ثلاثة فلسطينيين استشهدوا في منطقة قريبة عندما اطلقت مروحية اسرائيلية صاروخا باتجاههم. وجرح فلسطينيان اخران خلال هذا القصف. وقد تبنت كتائب الشهيد القسام التابعة لحركة حماس تفجير جرافة إسرائيلية في حي جنينة بعد توغل سبع دبابات من معبر صوفيا بلغم أرضي، وهو ما لم تؤكده إسرائيل بعد. كما أعلنت في بيان آخر مسؤوليتها عن تفجير ناقلة جند في عبوة ناسفة جانبية بالقرب من معصرة قشطة في حي جنينة. وفي طولكرم ورام الله عم الاضراب الشامل والحداد العام لليوم الثانى على التوالى احتجاجا على الجريمة النكراء التى تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلى ارتكابها فى مدينة رفح. من جهة أخرى دمر الاحتلال مبنى يضم مركزا تربويا تموله كندا في مخيم رفح، فضلا عن تدمير منزل من أربعة طوابق يعود لنافذ عزام القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، بالإضافة إلى عدد غير محدد من المنازل دمرتها الجرافات الإسرائيلية. وفي شمال قطاع غزة أطلقت قوات الاحتلال نيرانا كثيفة في حي أبراج الندى والعطاطر القريبتين من بيت لاهيا، ما أدى إلى عدد غير معروف من الإصابات من بينهم أطفال. وجاء إطلاق النيران في أعقاب سماع دوي انفجار داخل المستوطنات (إيلي سيناي ونيسانيات ودوغيت) جراء سقوط صواريخ القسام وقذائف الهاون. وفي مدينة جنين شمال الضفة الغربية اقتحمت نحو 40 سيارة جيب ودبابة إسرائيلية مخيم المدينة للاجئين. ومن جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعتقل ثلاثة فلسطينيين في مدينة جنين كما أوقف عشرات الفلسطينيين للتحقيق معهم خلال عملية توغل واسعة في المدينة،في المقابل، اعتقل الجيش الإسرائيلي ثلاثة نشطاء فلسطينيين في منطقتي الخليل ونابلس. وفي الغضون اعلنت مصادر في الشرطة الاسرائيلية ان ثمانية اسرائيليين اعتقلوا مساء الاربعاء في تظاهرة في تل ابيب نظمتها حركات يسارية لادانة قتل الجيش الاسرائيلي لفلسطينيين في رفح. دوليا تبنى مجلس الامن التابع للامم المتحدة قرارا ينتقد اسرائيل لهدمها منازل للفلسطينيين في اعقاب عمليات هدم واسعة النطاق في قطاع غزة بعد ان امتنعت الولاياتالمتحدة عن التصويت على القرار. وصوت الاعضاء الاربعة عشر الاخرون في المجلس لصالح القرار بعد مفاوضات مع الجزائر التي تمثل المجموعة العربية في مجلس الامن. وقال دبلوماسيون انه تم تخفيف لهجة نص المشروع النهائي لتفادي استخدام واشنطن حق النقض (الفيتو). ودعا قرار مجلس الامن اسرائيل الى احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي وأصر على التزامها بعدم القيام بعمليات هدم للمنازل بما يتناقض مع ذلك القانون. الا ان نص القرار لم يعد يطالب اسرائيل بايقاف عمليات الهدم. وادان كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة اطلاق الجنود الاسرائيليين النار على متظاهرين فلسطينيين في رفح الاربعاء وقال انه تحدث الى وزير الخارجية الامريكي كولن باول ومستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس لينظرا فيما يمكن عمله للسيطرة على اعمال العنف. وقال جيمس كاننجهام نائب السفير الامريكي لدى الاممالمتحدة: لا نعتبر ان العمليات (الاسرائيلية) في غزة في الايام القليلة الماضية تخدم اغراض السلام والامن. وابلغ مجلس الامن ان تلك العمليات: فاقمت الوضع الانساني وتمخضت عن مواجهات بين القوات الاسرائيلية والفلسطينيين ونعتقد انها لم تعزز امن اسرائيل. وقال دان جيلرمان سفير اسرائيل لدى الاممالمتحدة انه يشعر بخيبة امل لان المجلس لا يتخذ اي اجراء عندما يتعرض الاسرائيليون للقتل. وجادل بان سبعة فلسطينيين قتلوا الاربعاء منهم اربعة او خمسة كانوا متظاهرين مسلحين. من جانبه ابلغ ناصر القدوة المندوب الفلسطيني في الاممالمتحدة مجلس الامن ان اسرائيل قتلت اطفالا ابرياء باطلاق صاروخ على الاقل على الحشد وهو دليل واضح على التصرفات والاعمال البشعة والبربرية التي ترتكبها قوة الاحتلال هذه. وصرح مندوب اسرائيل ان القرار الذي تبناه مجلس الامن الدولي لا يطلب وقف عمليات هدم منازل الفلسطينيين في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، مشيرا الى ان القرار لم يدع اسرائيل الى وقف نشاطاتها ولم يدع اسرائيل الى وقف هدم المنازل. واضاف: سنواصل العمل الذي يتوجب علينا القيام به لحماية مواطنينا. ونددت وزيرة الخارجية النمساوية بينتا فيريرو فالدنر امس بالممارسات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين ، وقالت في بيان وزعته على الصحافة ان هدم المنازل وتشريد سكانها يجب التصدي له باعتباره يتعارض مع ما جاء في خريطة الطريق ،واعتبرت هذه التصرفات الاسرائيلية بانها تتناقض ومبادئ القانون الدولي ولا يمكن تبريرها ويجب وقفها على الفور مشيرة الى ان زملاءها وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي قد ادانوا بدورهم هذه الاعمال. كما انتقد كولن باول وزير الخارجية الامريكى ما وصفه بانشطة الجيش الاسرائيلى الاخيرة ، واكد فى تصريحات له نقلها راديو (سوا) امس ان هذه الانشطة سببت مشكلة وزادت الوضع سوءا.. وقال: زادت الصعوبة امامنا للتحرك سلما الى الامام بالرجوع الى عملية السلام. في الوقت ذاته دعا بيان لصندوق الاممالمتحدة لرعاية ا لطفولة (يونيسيف) إلى حماية أطفال الفلسطينيين من الغارات التي تشنها القوات الاسرائيلية على الفلسطينيين. وأعرب البيان عن قلق المنظمة البالغ بشأن أثر العمليات العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة على الاطفال الفلسطينيين.. وقال الممثل الخاص للمنظمة في القدسالمحتلة ديفيد س. بسيوني إن لهؤلاء الاطفال حق توفير الحماية لهم ضد كافة أعمال العنف في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي الجاري. عربيا أجرى الرئيس المصري حسنى مبارك سلسلة من الاتصالات المكثفة العاجلة مساء الاربعاء حول تدهور الاوضاع في قطاع غزة مع حكومات القوى الدولية الراعية لعملية السلام ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات. وقال راديو القاهرة ان مبارك طالب بالتدخل الفورى لوقف الممارسات العدوانية غير المبررة ضد الشعب الفلسطينى وتوفير المناخ الملائم لاستئناف عملية السلام دون ابطاء. وفي الاردن اعتبرت المتحدثة الرسمية باسم الحكومة اسمى خضر ان قرار مجلس الامن الذي يدين العمليات العسكرية الاسرائيلية في رفح "جيد لكنه غير كاف داعية الى محاسبة "من يرتكب اعمال تنطبق عليها تعريفات جرائم الحرب. وكان نائب وزير الدفاع الاسرائيلي زئيف بويم اعرب امس الاول عن الاسف لمقتل عدد من الفلسطينيين الابرياء وبينهم تلاميذ في الغارة الاسرائيلية في رفح. مصاب يصرخ من الالم بينما رجل الاسعاف ينقله لتلقي العلاج صبية يقفون فوق شهداء رفح وحالة من الذهول تسيطر عليهم