بدأ قاضي المحكمة الوطنية في اسبانيا بالتاسار غارثون بالتحقيق مع 10 معتقلين اشتبه بتخطيطهم لتفجير مقري المحكمتين الوطنية والعليا، تمهيداً لقتل القضاة، ومن بينهم بالتاسار نفسه، وتدمير الملفات الخاصة بإرهابيي تفجيرات قطارات مدريد في 11 آذار مارس الماضي والمتورطين معهم. وطلب غارثون استرداد القائد المزعوم للمجموعة المخططة للاعتداء على القضاة محمد اشرف الذي يعرف ايضاً باسم كامل السعدي من سويسرا حيث اعتقل في نهاية ايلول سبتمبر الماضي، بسبب مخالفات تتعلق بالهجرة. وبالتدقيق في مضمون مجموعة من الرسائل لدى الانتربول، تبين ان اشرف راسل ثلاثة مساجين في الولاياتالمتحدة حوكموا بتفجيرات مركز التجارة العالمي عام 1993 في نيويورك، وهم: محمد محمود ابو حليمة ونضال اياد ومحمد امين سلامة، في وقت لا تزال تجهد في تحديد الاسم الحقيقي لاشرف وجنسيته، او المتعاونين معه داخل السجون المحلية وخارجها وبقية الدول الاوروبية. وكشفت التحقيقات استخدام اشرف اسم كامل السعدي غزاوي الى جانب ثلاثة اسماء مستعارة اخرى، ووثائق تثبت انه فلسطيني مولود في الامارات. كما أكدت تجاوز علاقاته الاطار الاسلامي الى مجموعة من صغار المجرمين المحليين الذين يمتهنون تجارة المخدرات والاسلحة وبقية الممنوعات التي يحصلون عليها من طريق السرقة، وكبار اعضاء منظمة "ايتا" الباسكية الانفصالية. وتضمن مضمون احدى الرسائل التي بعثها سلامة الى اشرف قوله: "يا رب اجعلنا نعيش بسعادة ونموت شهداء". كما كتب اشرف في 22 آذار مارس 2001 رسالة الى سعيد عفيف الذي امر القاضي بالتاسار بعزله في احد السجون المحلية، ووصفه ب"الامير المساعد" للسلفيين، وقال له: "اخبرك بنبأ سعيد. لدي اخوان مستعدون للموت في اي وقت من اجل القضية، ومال وفير، وانت ستكون بيننا. نطلب من الله ان نكون شهداء". وأكدت الشرطة ان اشرف لازم احد السجون الداخلية فترة امتدت من عام 1999 الى عام 2002، بتهمة تزوير بطاقات ائتمان، "ما سمح له بتجنيد بعض السجناء لحساب المخططات الارهابية". وأعلنت السلطات ايضاً ان المعتقل من المجموعة ذاتها عبدالغفار الهاشمي الملقب ب"المهدي" راسل المصري محمد عطا قائد مجموعة الانتحاريين في 11 ايلول. وعلمت الشرطة ان احد منفذي تفجيرات مدريد الجزائري علقمة العماري والذي انضم الى مجموعة الانتحاريين في شقة ليغانيس في الثالث من نيسان ابريل الماضي، ارسل حوالة مالية في السادس من آذار الماضي، الى عبدالكريم بن اسماعيل المعتقل للاشتباه بتورطه بإعتداءات 11 آذار والمرتبط بعلاقة مع خوان لويس كاماريرو عضو منظمة "ايتا" والذي وصفه لعضو آخر في المنظمة ذاتها يدعى جوسيبا بيريثيارتوا بقوله: "انه مهم جداً، اذ يسير في الشارع والقنبلة في جيبه". وأظهرت التحقيقات ايضاً، رفض احد الاسبان بيع المجموعة متفجرات، اذ ابلغ الوسيط الموريتاني بأنه "لا يثق بالسود". على صعيد آخر، سربت وسائل اعلام ان امام مسجد مغربياً في مدريد عمل مخبراً لحساب الاستخبارات المغربية والاسبانية معاً، تلقى تهديدات بالقتل الى جانب افراد عائلته، في حين تدخلت وزارة الداخلية لمنع نشر صورته في الصحف المحلية، بعدما تلقت الاخيرة نسخاً منها.