مع اقتراب موعد تصويت الكنيست على خطة الانسحاب من غزة، واصلت اسرائيل انتهاكاتها في قطاع غزة واغتالت الرجل الثاني في "كتائب عز الدين القسام"، الذراع العسكرية ل"حماس" عدنان الغول الذي تعتبره خبير المتفجرات الذي طور "صواريخ القسام" وتحمله مسؤولية عدد كبير من الهجمات. راجع ص 4 و5 وتأتي عملية الاغتيال في وقت تشهد الساحة الدولية تململاً من الانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة في حق المدنيين الفلسطينيين والجمود على صعيد عملية السلام. ففي نيويورك، احاط وكيل الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية السير كيرين برندرغاست مجلس الامن علماً بنتائج الاجتياح الاسرائيلي لشمال قطاع غزة، داعياً اسرائيل الى "احترام التزاماتها القانونية لضمان حماية المدنيين الفلسطينيين والكف عن استخدام القوة المفرطة". وفي الوقت نفسه، قال ان الامين العام كوفي انان يعتزم انشاء هيئة في اقرب وقت لحصر الاضرار الناجمة عن اقامة الجدار الفاصل. اما في بروكسيل حيث يجري وزير الخارجية الفلسطيني الدكتور نبيل شعث محادثات مع المسؤولين الاوروبيين، فثمة خطة اوروبية من 5 نقاط تنضج على نار هادئة وتهدف الى "تشجيع الانسحاب من غزة". لكنها خطة مشروطة بأن يكون الانسحاب "جزءاً من خريطة الطريق"، كما قال مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا. وفي حال القناعة الكاملة بأن اسرائيل ترفض قطعياً العودة الى "خريطة الطريق"، فإن الاتحاد الاوروبي "مستعد لتقديم ضمانات سياسية تدعم قيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967"، كما صرح شعث ل"الحياة"، مؤكداً انه تلقى "تأكيدات من كبار المسؤولين عن استعداد الاتحاد للاعتراف بحق الفلسطينيين في اقامة دولتهم على حدود عام 1967". ومع اقتراب ساعة الحسم والتصويت على "خطة الفصل"، اغتالت اسرائيل الرجل الثاني في "حماس" بقصف صاروخي استهدف سيارته في غزة، ما ادى الى استشهاده ورفيقه. واعتبر مراقبون ان عملية الاغتيال ضرورية بالنسبة الى حسابات شارون الداخلية ومساعيه الى رفع اسهمه بين اليمين المتطرف من اجل ضمان غالبية يهودية تصوت لمصلحة "خطة الفصل" في الكنيست الثلثاء. ولم تخف اسرائيل سعادتها ب"نجاح" عملية الاغتيال، بل وصفتها بأنها "احدى التصفيات الأهم في السنوات الماضية"، علماً بأنها اخفقت في ثلاث محاولات متفرقة في اغتيال الغول على مدار 18 عاماً. وتشكل عملية اغتيال الغول الضربة القوية الثالثة ل"حماس" خلال سبعة اشهر بعد اغتيال مؤسسها الشيخ احمد ياسين وخلفه قائد الحركة في غزة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي. اذ يعتبر الغول من مؤسسي العمل العسكري في "حماس"، وأحد أفضل العقول المصنعة والمبتكرة لوسائل المقاومة. وهو نائب محمد الضيف، القائد العام ل"كتائب القسام"، ويعد الأب الروحي ل"صواريخ القسام" و"الياسين". وتأتي عملية الاغتيال بعد فترة هدوء نسبي قصيرة شهدها القطاع وبعد ايام قليلة على وقف عملية "ايام الندم" العسكرية الاسرائيلية، ما ينذر بتجدد دوامة العنف وبأيام قاسية مقبلة، خصوصا بعد توعد "كتائب القسام" برد "فوري ومزلزل" على اغتيال "كبير مهندسي تصنيع المتفجرات في كتائب القسام". وفعلا سارعت الكتائب بقصف مستوطنات القطاع ب "صواريخ القسام". ودان الوزير الفلسطيني صائب عريقات اغتيال الغول، وقال انه يعكس تصميم الحكومة الاسرائيلية على المضي في طريق الحلول العسكرية بدلاً من التفاوض.