على رغم الغارة التي شنتها مروحية اسرائيلية على سيارة مدنية في غزة مساء امس واسفرت عن مقتل فلسطيني وجرح 15 آخرين، الا انه بدا ان الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي يتجهان نحو التوصل الى اتفاق لوقف النار يشمل وقف الاغتيالات. فبعدما أعلنت الحكومة الفلسطينية ان الساعات ال24 المقبلة حاسمة وان اتصالات مكثفة تجري من أجل التوصل الى اتفاق شامل لوقف النار يشمل "ضمانات موثوقة" بوقف الاغتيالات، توقع التلفزيون الاسرائيلي بقناتيه التوصل الى اتفاق محدد لوقف النار، مع قبول الشرط الفلسطيني بوقف الاغتيالات. ورجح عقد لقاء أمني اسرائيلي - فلسطيني وبحضور مصري مساء امس، وتوقع لقاء بين مسؤولين فلسطينيين و"حماس" في الوقت نفسه. كما تحدث عن استعداد الجيش للانسحاب من قطاع غزة. راجع ص 6 و7 تزامن ذلك مع اعلان وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان الجانبين اكدا له انهما ما زالا ملتزمين تنفيذ الخريطة و"التعهدات التي قطعاها" الاسبوع الماضي. واضاف ان واشنطن حريصة على ان ترى ضبطا للنفس من جانب اسرائيل في ردها على الهجمات الفلسطينية، كما طالب بضرورة وقف "الارهاب" ضد الاسرائيليين، معتبراً انه "اذا توقف الارهاب، فان الرد عليه لن يكون له داع". من جانبها، أبدت "حماس" استعداداً لاستئناف الحوار مع السلطة، وقال أحد قادتها السياسيين اسماعيل ابو شنب ان الحركة "ستتعاون مع أي دعوة من قبل ابو مازن". ولم تمض دقائق على اعلان التلفزيون الاسرائيلي نية الحكومة التوصل الى اتفاق لوقف النار حتى كانت مروحيات اسرائيلية تقصف سيارة مدنية في غزة. وفي حين اعتبر مراقبون ان اسرائيل تعطي اشارات متناقضة ازاء التهدئة، الا ان آخرين رأوا في ذلك نهجاً متناغماً مع السياسة الاسرائيلية التي تواصل تنفيذ سياساتها حتى الرمق الاخير، وهي في هذه الحالة استهداف "حماس" حتى آخر لحظة قبل التوصل الى اتفاق وقف النار. وكانت الاذاعة الاسرائيلية اعلنت مقتل اسرائيلي في جنين مساء امس وسقوط صاروخ "قسام" من صنع يدوي في مدينة سديروت جنوب اسرائيل، من دون ان يوقع ضحايا. في غضون ذلك، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ان الاتحاد سيبحث في سبل منع التمويل الخارجي عن "حماس". تقرير لمجلس الأمن وفي نيويورك، طالب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة كيرين برندرغاست إسرائيل ب"وقف" بناء الجدار الفاصل "داخل الضفة الغربية وليس على الخط الأخضر". وقال في التقرير الشهري للأمانة العامة لمجلس الأمن إن هذا الجدار "يمكن أن يُنظر إليه على أنه يعطّل جدياً تواصل الأراضي في الدولة الفلسطينية، وبذلك يمنع قيام الدولة الفلسطينية على أساس قرارات مجلس الأمن 242 و338 و1397 التي دعت خريطة الطريق إلى تطبيقها" إلى جانب تأثيره السلبي على حياة الفلسطينيين "العالقين" بين الجدار و"الخط الأخضر". وأكد برندرغاست ان الجدار يدخل بقدر "ستة كيلومترات في بعض المناطق داخل شمال الضفة الغربية"، وانه بحلول الشهر المقبل "قد يجد 12 ألف فلسطيني من 15 قرية أنفسهم بين الحائط والخط الأخضر، ويجد 138 ألف فلسطيني من 16 منطقة أنفسهم مطوقين بثلاث جهات من الحائط"، وان عملية بنائه، خصوصاً حوالى القدس، من شأنها أن تحكم مسبقاً على مفاوضات الوضع النهائي". وطالب باجراء فوري كخطوة أولى "بفتح نقاط عبور" في الجزء الذي تم بناؤه من الحائط من أجل ايصال الاغاثات الإنسانية. واعتبر برندرغاست محاولة إسرائيل اغتيال الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي "منافية لروح خريطة الطريق"، كما "تقوّض جهود السلطة الفلسطينية للتفاوض على وقف النار كخطوة أولى لنزع سلاح المجموعات العنيفة". وطالب حكومة إسرائيل ب"الوقف الفوري للاغتيالات والافراط باستخدام القوة في المناطق المدنية… والعقاب الجماعي بما فيه تدمير البيوت وفرض منع التجول". وقال إن إسرائيل قامت في غضون شهر "بتدمير كبير للممتلكات الفلسطينية، وبتدمير 74 بيتاً في غزة وحدها، ما أدى إلى تشريد 700 شخص".