نجا مؤسس "حركة المقاومة الإسلامية" وزعيمها الروحي الشيخ أحمد ياسين من محاولة اغتيال فاشلة نفذتها طائرات إسرائيلية من طراز "اف 16" الأميركية الصنع أمس. كما نجا معه اسماعيل هنية، أحد قيادي الحركة البارزين ومدير مكتب ياسين. وفيما دانت القيادة الفلسطينية "محاولة الاغتيال الآثمة" واعتبرتها "تصعيداً خطيراً"، توعدت "حماس" ب"رد قاس جداً" ولوحت باغتيال رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون. لكن الشيخ ياسين اصيب بجروح طفيفة في ذراعه اليمنى جراء اصابته بشظية من الصاروخ الذي أطلقته الطائرة في اتجاه منزل مكون من طبقتين كان الشيخان فيه قبل ثوان معدودة من القصف، كما اصيب 14 مواطنا. وقال شاهد ل"الحياة" إن عدداً من المواطنين الذين تجمعوا في المكان فور قصف منزل الدكتور مروان أبو راس المحاضر في الجامعة الإسلامية في غزة حملوا الشيخ ياسين على أكفهم في أعقاب اصابته ونقلوه بسيارة إلى مستشفى الشفاء في غزة. ونفت مصادر في حركة "حماس" أن يكون الشيخان في اجتماع قيادي للحركة عندما قصفت الطائرة المنزل الواقع في حي الدرج في غزة، أحد أكثر أحياء المدينة كثافة سكانية، ويقع على بعد مئات الأمتار من المنزل الذي قصفته طائرات "اف 16" قبل نحو عام، واستشهد فيه صلاح شحادة، القائد العام ل"كتائب القسام"، الذراع العسكرية ل"حماس". وتعتبر محاولة اغتيال ياسين وهنية الأحدث في سلسلة عمليات تهدف من خلالها إسرائيل الى القضاء على قياديي حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي". وكانت الدولة العبرية اغتالت في 21 الشهر الماضي القيادي البارز المعتدل في الحركة اسماعيل أبو شنب. وتعتبر عملية الأمس تصعيداً غير مسبوق وتجاوزاً من جانب إسرائيل لكل الخطوط الحمر في ما تسميه حربها ضد فصائل المقاومة الإسلامية والوطنية الفلسطينية، لم تفعله سوى مرة واحدة من قبل عندما اغتالت في 27 آب اغسطس عام 2001 أبو علي مصطفى، الأمين العام ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين". ومن المرجح أن تفتح العملية باب المواجهة مع حركتي "حماس" و"الجهاد" على مصراعيه. ومن غير المستبعد أن ترد "حماس" بعمليات فدائية قوية داخل إسرائيل أو تقدم على اغتيال وزراء ومسؤولين إسرائيليين على غرار ما فعلته "الجبهة الشعبية" في ردها على اغتيال أبو علي مصطفى، عندما اغتالت وزير السياحة رحبعام زئيفي. وستقفل العملية أي باب لهدنة جديدة أو استئناف عملية السلام أو تنفيذ بنود خطة "خريطة الطريق". ويُذكر أن العملية جاءت بعد ساعات قليلة على وضع الجناح السياسي لحركة "حماس" على قائمة "الإرهاب" الأوروبية. القيادة الفلسطينية تدين ودانت القيادة الفلسطينية "محاولة الاغتيال الاثمة"، واعتبرتها "تصعيدا خطيرا لتدمير الجهود التي تقوم بها القيادة الفلسطينية من أجل التهدئة واستئناف الهدنة ووقف النار". ودعت "اللجنة الرباعية والادارة الاميركية والأمم المتحدة والاخوة العرب الى التدخل الفوري لوقف جرائم الاغتيالات". الرنتيسي: الرد سيكون "قاسياً جداً" واعلن الناطق باسم "حماس" عبدالعزيز الرنتيسي ان "الرد سيكون قاسيا وقاسيا جدا" على محاولة الاغتيال، مشيراً الى ان الصهاينة "سيفقدون الامن والاستقرار". واعتبر ان "كل شيء بات مفتوحا ولا يوجد حصانة لأي من القتلة الذين يرتكبون الارهاب بدم بارد ضد ابناء الشعب الفلسطيني". وعقب محاولة الاغتيال الفاشلة، قال زعماء للجناح العسكري للحركة من خلال مكبر للصوت في المستشفى الذي عولج فيه الشيخ ياسين، انهم يحذرون شارون من ان مقاتلي "حماس" يسعون الآن وراء رأسه. الجيش يؤكد محاولة الاغتيال وفي وقت لاحق، اكد الجيش الاسرائيلي انه حاول امس اغتيال الشيخ ياسين في غارة جوية على غزة، وحذر من ان اسرائيل ستواصل "الحرب بلا هوادة" على هذه الحركة الاسلامية.