بدأ وزير الخارجية الفرنسي ميشيل بارنييه أمس زيارة لاسرائيل تأتي في ظل علاقات صعبة بين الجانبين. ويلتقي بارنييه خلال الزيارة رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون والرئيس موشيه كاتساف ووزير الخارجية سيلفان شالوم. وسيكون أول وزير خارجية من حكومة الغالبية الحاكمة في فرنسا يلتقي شارون الذي مرت علاقته مع باريس بمراحل صعبة، فهو دعا يهود فرنسا الى الهجرة الى اسرائيل لأن فرنسا دولة معادية للسامية، مما أدى الى غضب الرئيس جاك شيراك الذي رفض استقباله وطالب باعتذار منه. في الوقت نفسه تشترط اسرائيل لاستقبال المسؤولين الفرنسيين عدم لقائهم الرئيس ياسر عرفات. وتقررت زيارة بارنييه الى اسرائيل بعد زيارة منفصلة قام بها نهاية حزيران يونيو الى رام الله حيث أمضى الليلة والتقى الرئيس عرفات. وقال مصدر رفيع المستوى ان زيارة بارنييه الى اسرائيل تأتي في ظل تعطيل كامل لمسيرة السلام وعدم تنفيذ "خريطة الطريق"، وأيضاً في ظل صعوبة كبرى يواجهها تنفيذ خطة الانسحاب من غزة نظراً لغياب الثقة في المنطقة والذي عززته عملية "أيام الندم" العسكرية التي توقفت بعد ضغوط دولية كبيرة ولأن الحكومة الاسرائيلية أدركت أنها قد تعيق خطتها للانسحاب من غزة. وقال المصدر ان الزيارة تأتي أيضاً في ظروف مأزق ناتج عن أن الادارة الاميركية منهمكة في الانتخابات الرئاسية على حساب تحركها لتنفيذ "خريطة الطريق"، أو على الأقل تحريك الأمور باتجاه تحسين الأوضاع، فيما الاتحاد الأوروبي توصل الى بيان مقبول خلال جلسة الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وهو بيان "يحافظ على الأسس، لكنه لا يدفع باتجاه تحريك الأمور". وتابع ان الزيارة تأتي ايضاً في ظل جمود على الصعيد الفلسطيني، مع استمرار الانقسامات وعدم تحمل المسؤوليات، مقراً بأن ثمة مبررات لهذا الجمود، منها ابتعاد الأسرة الدولية عن دعم السلطة الفلسطينية والعمليات العسكرية مثل "أيام الندم" وغيرها، وصعوبة التنقل والوصول الى غزة. ورأى المصدر ان غزة الآن مدينة صعبة جداً، فهي مغلقة كلياً أمام الفلسطينيين الذين أصبحت ظروف حياتهم بالغة الصعوبة. وقال: "في هذا الظرف الكئيب والصعب والمعطل، يقوم وزير الخارجية بهذه الزيارة. وهو يقوم بها على رغم ذلك لأنه لا يتخلى عن القناعة بأنه ما زالت هناك امكانية بحصول تحرك، وزيارته في هذا الاطار تهدف الى اقامة حوار أفضل مع اسرائيل لدفعها الى قبول دور فرنسي وأوروبي على صعيد مسيرة السلام". وأكد ان بارنييه سيقول بصراحة موقف بلاده الدائم من الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية وضرورة انجاح الانسحاب من غزة كخطوة أولى لإعادة انطلاق مسيرة السلام. وأضاف ان فرنسا ستعيد تأكيد مواقفها من الصراع، مع تأكيد التمسك بدولتين تعيشان في أمن جنباً الى جنب، كما ستشرح موقفها من الانسحاب الاسرائيلي من غزة على انه خطوة ايجابية إذا كانت في اطار عام، وهو خريطة الطريق، مع تفكيك المستوطنات. وزاد ان الوزير "سيشرح ما يمكن أن تقوم به فرنسا والاتحاد الأوروبي من مساهمة ودعم لتنفيذ هذا المشروع. فبارنييه عمل طويلاً في المفوضية الأوروبية ولديه قناعة ان بالامكان التحرك أوروبياً على هذا الصعيد، لأن أوروبا هي الشريك التجاري الأول لاسرائيل، وينبغي ان تكون له كلمة على الصعيد السياسي، الى جانب الصعيد الاقتصادي الأساسي".