قال المبعوث الأوروبي لعملية السلام ميغيل انخيل موراتينوس ان عنصر الوقت صار يخدم مصلحة التيارات المناهضة لعملية السلام في الشرق الأوسط، واكد وجوب التزام اسرائيل تنفيذ كل مقتضيات القرار الدولي 425 الذي نص على "الانسحاب غير المشروط من جنوبلبنان" وكذلك القرارين 242 و338 المتصلين بالأراضي المحتلة بما في ذلك هضبة الجولان السورية. وكان موراتينوس يتحدث الى "الحياة" على هامش مؤتمر عقد في اثينا عن "مدى تنفيذ مسيرة الشراكة الأوروبية المتوسطية" التي وضعت قبل عامين في برشلونة. ورأى ان "نجاح مسيرة برشلونة لن يتحقق من دون احلال السلام في الشرق الأوسط. وفي ظل الظروف الصعبة التي تجتازها العملية السلمية، يمكن استخدام مسار الشراكة الاقليمية لتحسين المناخ" بين الاقطار المعنية. وتمثل الشراكة الأوروبية المتوسطية الاطار الوحيد المتوافر الذي تلتقي فيه اسرائيل بالبلدان العربية. ومن المقرر ان يعقد الاتحاد الأوروبي وبلدان الشراكة الأوروبية المتوسطية اجتماعاً استثنائياً في بداية يونيو تموز المقبل في باليرمو ايطاليا لتقويم الصعوبات التي تعترض تقدم مسيرة الشراكة. وفي ما يتعلق بعرض اسرائيل لانسحاب من جنوبلبنان، يرى المبعوث الأوروبي لعملية السلام، أهمية في بحث مقترحات اسرائيل التي "تتحدث بشكل رسمي عن استعدادها تنفيذ القرار 425". وذكر موراتينوس بأن القرار الدولي يتضمن مقتضيات قانونية "واضحة" للانسحاب غير المشروط من الجنوب المحتل و"لا يقتضي وضع الترتيبات الأمنية التي تطالب بها اسرائيل اليوم". ويقرن موراتينوس بين الجوانب القانونية للقرار الدولي حول جنوبلبنان و"الابعاد الترابية والتعقيدات السياسية والأمنية في الميدان" في اشارة الى جمود العملية السلمية وبالذات على المسارين السوري واللبناني. ويرى موراتينوس وجوب "ان يواكب الحديث عن الانسحاب من جنوبلبنان استئناف المفاوضات حول هضبة الجولان السورية لأن لا مجال لتصور وضع ترتيبات أمنية ثنائية بين اسرائيل ولبنان في ظل جمود المفاوضات على المسار الاسرائيلي - السوري". ويعتقد المبعوث الأوروبي لعملية السلام بأن "احتمال الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان وفق مقتضيات القرار الدولي من ناحية وافتراض استئناف المفاوضات على المسار السوري - الاسرائيلي من ناحية أخرى يفتح مجال البحث عن الترتيبات الأمنية على الصعيد الاقليمي". وأعرب موراتينوس عن اعتقاده أن عنصر الوقت اصبح يخدم التيارات المناهضة لعملية السلام وانه اذا استمر الجمود الراهن وتنامت التيارات المتشددة "فإن اسرائيل ستكون الخاسر الأكبر" لأن أمنها يمر عبر احلال السلام والنمو الاقتصادي في الأراضي الفلسطينية. وسيزور موراتينوس أراضي الحكم الذاتي واسرائيل لتمهيد زيارة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الى المنطقة في غضون النصف الثاني من الشهر الجاري. ويبدي المبعوث الأوروبي تفاؤله بتزايد دور الاتحاد في المنطقة رغم اعتراضات اسرائيل عليه وما تنسبه الى الاتحاد ككل من "انحياز" يدعم مواقف البلدان العربية. وقال ان "التوتر" الذي يطرأ من حين لآخر على العلاقات بين الاتحاد واسرائيل "هو دليل اهتمام الأخيرة بالدور الأوروبي" الذي كان برز خلال وضع اتفاق نيسان بين اسرائيل و"حزب الله" ويبرز اليوم في ما يقدمه الاتحاد من معونات مالية للفلسطينيين. وتفوق المعونات 2.2 بليون دولار منذ 1993 وتمثل نحو 60 في المئة من المعونات الدولية، ويشدد المبعوث الأوروبي على وجوب تنفيذ اسرائيل الاتفاقات الانتقالية وان يكون حجم اعادة انتشار الجيش الاسرائيلي "كبيراً وذا مصداقية" ويحرص الاتحاد على المساهمة في تسيير الجوانب الأمنية في مطار غزة والمساهمة في بناء الميناء والممر الآمن بين الضفة والقطاع، ويرفض موراتينوس تحليلات المناقضة بين الدور الريادي الاميركي لعملية السلام ومساهمة الاتحاد في انقاذها. وقال ان "دور الاتحاد مكمل لمهمة الولاياتالمتحدة وهما يتشاوران بشكل منتظم" للحؤول دون انهيار العملية السلمية.