لفتة تبدأ وأخرى تتبعها ثم اخرى، وفم يتدلى مثل خرطوم تنزى باللعاب. ويد تصفع الصدر مراراً، ثم تهتز الرؤوس / حي ح ي حي... راية الشعر تهاوت مزقتها ألسن تهرف... لا تعرف الواو، أو واو الجماعة.../ همها الإطلال دوماً... برؤوس وعيون في عمى الألوان تغرق... غسق الرؤية... بين قوسين وأدنى... من تجاويف المكان. من يجازفْ باقتراب من مساحات الهواء...، الرَّطب عند باب طَرْقُه يصعب وقت الاقتراب يصعق العين بذرات الشعاع. يصْطُم الأنف بزخّات العفن... قد مضى الدهر عليه بمقاييس الأزل / يتكئ بالكوع عند ماضيه بلا ماضٍ محدد. يتجددْ... كُلما رابت تجاويف المكان... ورمتْ صنَّارة الأوجاع في بحر الرمال. تهْبشُ المكنون من بطن له عُمق يخبئ كل طاقاتٍ ويطويها بهضم دونَ موروث لها بعد... سوى اللاشيء. والماشئْ والماشئْ... إلاّ الأحرف الهوجاء إعصار يكسحُ الآفاق والأفق الموالي للمسارات البعيدة /حي حيَيْ حي... يدخل الكهف / يعوم في دوخة الوهم يدووور شرقه غربٌ... والجنوب... أضحى شمالاً... دارت الدورة حول دورات أخر وهو ما زال يعوووووم وتبدّت نصف عين الغول في الصحراء... في الرمل وفي كل النفود. يلهثُ الإعصار عصفاً بالمقابل. صدره يعلو ويهبط، شهقة تتبع زفرة / عطْسَةٌ تسفح الموج جبالاً... وجمالاً... وبغالْ. يغرس الحافر في قلب المدار بعد تلميع من الجاثي "المنوِّخْ" في طريق يبلع الماشي... الى سبورة الفتح المنظم. أحرف تومض في اشارات / منارات بأنْ...، من هنا كان الطريق... خطوة... او خطوتان... يُفتحُ الباب ويغلقْ... بحروف ونقاط ا ب ت... عُجنتْ مخلوطة في سطور تبهر الرائي والسامع... حتى والملامسْ... سِحرها شيء عجيب. طلعُها سطر غريب. شكلها... أعْجبْ... وأغْربْ. حيلة الحرف انْطلَت على الجمْع منهم المحتال والأفّاق والدجال والقواد... واللص الظريف. ينهت الشاعر غنى... أطرب الجمع... وثنّى بعد ما قالو: أعدْ. نفخ البوق... عوى... مثلما غنّى... يجاوبه عواء الحاضرين / نحن أنت. أنت نحن. إنثنى أخرى ورددْ... لاء... أنتمو أنتم... ما أنا إلاّ... أنا. وجهكم وجهي ولكني أنا... لست وجهاً لأحدْ... ح ييييْ فحاءات... وياءات... أمطرت... سال واديها... جاوز السَّد... فاضَ... فعلا الطوفان... هادراً... يجلد الما قبل والما بعد... في حمى يدور ويدووور. عادت الصورة... شُدَّت الأرض الى النهر... الى البحر... تساوتْ. ثارتْ...، "ونارتْ"... / عادت الآن تعرك العين بمنديل الرمد... تمسح الأنف بمسحوق الغبار... تفرك الأذن بمصهور الرصاص... وبخلسة... بعد خلسة... مشَّطت كفٌ على سبّورة الفتح ثلاثْ. أصم... أعمى... أبكم... أأنا؟ أم أنتم؟ فهل هذا سؤال؟ * شاعر سعودي، والقصيدة من ديوان يصدر قريباً.