الاعتذار من الأديب الراحل، سليم سركيس، على استعارة عنوان كتابه: "غرائب المكتوبجي" الذي يروي فيه الأخبار الطريفة والغريبة التي تحدث مع المكتوبجي مراقب الصحف والجرائد في المملكة العثمانية وأنا اورد هنا بعض الغرائب التي تحدث مع اصحاب المكتبات في الجمهورية اللبنانية، والتي عايشتها كوني اعمل مع اخوتي منذ سنوات في مكتبة تخص والدي. إذا اردت ان تعمل في مكتبة، عليك اولاً ان تتقن لغة خاصة لا تعلّم في المعاهد والمدارس والمراكز الثقافية. فتعرف ان كتاب "الدنكولوجيا" او "التوكولوجيا" الذي يطلبه منك الزبون، ليس سوى كتاب "التكنولوجيا" المادة المدرجة في المنهجية الجديدة. وعليك ان تمتلك قدرة على الإقناع لتقنع شخصاً أغر انه من المستحيل ان تعطيه كتباً لصف "البريفيه" وأخرى مختلفة للصف التاسع، لأن الاسمين في الحقيقة يطلقان على صف واحد، وعليك ان تتمتع بصدر رحب لكي تتحمل سيلاً من الإهانات والتقريع من المرأة التي فتحت الحقيبة المدرسية التي ابتاعتها لتجدها محشوة بالأوراق بغية إظهار شكلها الحقيقي فيما المفترض، بحسبها، ان تكون مملوءة بالكتب والدفاتر والقرطاسية. وعليك ايضاً ان تمتلك حساً مرهفاً ومشاعر رقيقة تساعدك على التعاطف مع من جاء يشكو ويبكي لأن كتب ابنه الذي يدرس في مدرسة خاصة ثمنها مرتفع جداً، ويطالب بالعدل، لأن جاره اشترى كتباً للصف نفسه في مدرسة رسمية بما يعادل خمس هذا المبلغ تقريباً. علماً انه لا شيء يمنعه على الإطلاق من تسجيل ابنه في المدرسة الرسمية التي لا تقل عن المدرسة الخاصة من ناحية كفاية المعلمين، وجودة الكتب، ولا من ناحية المباني والتجهيزات المتوافرة فيها. والأهم ان عليك ان تمتلك عدداً كبيراً من الدفاتر الخاصة لتسجيل الديون على ان تكون ذات غلاف سميك ومثبت في شكل جيد لكي تتحمل أكبر قدر ممكن من السنوات. لبنان - مهدي محمد علي زلزلي