واصل الرئيس الأميركي جورج بوش ومنافسه الديموقراطي جون كيري أمس تبادل الاتهامات عشية المناظرة الثالثة والأخيرة بينهما، فيما أظهرت استطلاعات الرأي تقارباً في فرص كل منهما بالفوز بالرئاسة بعد أقل من ثلاثة أسابيع. وإلى جانب حرب الإعلانات التلفزيونية التي يتوقع أن تزداد كثافة مع اقتراب موعد الاقتراع، سعى الحزب الديموقراطي إلى وقف بث برنامج وثائقي يندد بمواقف كيري بعد حرب فيتنام، والذي ستبثه الأسبوع المقبل 62 محطة تلفزيونية يملكها أحد الموالين للرئيس بوش، ويشاهدها ربع الأميركيين. واتهم بوش كيري بالليبرالية والافتقار إلى القدرة على خوض الحرب على الإرهاب، مشيراً إلى مقابلة لكيري نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" يوم الأحد شبّه فيها الحرب على الإرهاب بأنها كالحرب على الفقر والمخدرات والبغاء، وبأنه لا يمكن القضاء على الإرهاب بالكامل، تماماً كما لا يمكن القضاء على "مصادر الازعاج الأخرى تلك". وتهكم على خصمه بسبب اصراره على أنه يملك موقفاً واحداً ازاء الوضع في العراق، خلافاً لاتهامات الجمهوريين. ورد كيري باتهام بوش بعدم الاعتراف بالأخطاء التي ارتكبت في العراق وبتحويل اهتمامه عن الحرب على الإرهاب. كما اتهمه بعدم الضغط على الدول الأعضاء في منظمة الدول المنتجة للنفط اوبك لزيادة انتاجها بهدف خفض سعره. وأظهرت استطلاعات الرأي انقسام الناخبين بين المرشحين بشكل يهدد بتكرار نتائج انتخابات العام 2000، والتي حسمها حوالي 500 صوت في ولاية فلوريدا. وأظهر استطلاع أجرته صحيفة "واشنطن بوست" بالاشتراك مع شبكة "اي بي سي" الاخبارية تقدم بوش بفارق 5 نقاط 51-46 في المئة، فيما قال استطلاع منظمة "راسموسن" إن الرئيس يتقدم بأربع نقاط. غير أن استطلاع مركز "زغبي" ووكالة "رويترز" أظهر انقساماً بواقع 45 في المئة لكل منهما، مع وجود 7 في المئة من المترددين. وقال استطلاع لصحيفة "يو اس ايه توداي" وشبكة "سي ان ان" ووكالة "غالوب" ان كيري يتقدم بنقطة واحدة 49 - 48. وتظهر النتائج المتناقضة صعوبة التكهن بنتائج الانتخابات بعد استعادة كيري زمام المبادرة بعد المناظرة الأولى، والتي كسبها بفارق اثنين الى واحد، لتضعه مجدداً في مجال المنافسة الشديدة بعد تراجعه بحوالي تسع نقاط في منتصف الشهر الماضي. ويركز كلا المرشحين جهوده على الولايات المتأرجحة وأصوات المستقلين والمترددين. وأشارت دراسة أجرتها وكالة الصحافة الفرنسية ان بوش ضمن حتى الآن 206 من أصوات الكلية الانتخابية للولايات، فيما ضمن كيري 214، علماً أن المرشح الفائز بحاجة الى كسب 270 صوتاً على الأقل. وبحسب الدراسة، يقتصر التنافس الآن على 118 صوتاً في عشر ولايات كان بوش كسب نصفها في العام 2000، فيما كسب آل غور النصف الآخر. وقال اريك ديفيز، استاذ العلوم السياسية في جامعة ميدلبيري ان الفائز في اثنتين من ثلاث ولايات هي بنسلفانيا واوهايو وفلوريدا سيكون الفائز في الانتخابات.