دخل المرشحان الديموقراطي آل غور والجمهوري جورج بوش المناظرة التلفزيونية الأولى بينهما متعادلين في استطلاعات الرأي، وخرجا منها من دون أن يتركا أي تأثير ملحوظ في هذه الاستطلاعات. قبل المناظرة أظهر معظم الاستطلاعات ان الناخبين الأميركيين منقسمون بشكل متساو حول من يفضلون للرئاسة في البيت الأبيض. وبعد تسعين دقيقة متلفزة تبادل خلالها المرشحان الاتهامات وعرضا برامجهما الانتخابية ظل هذا الانقسام سيد الموقف. وهذا يعني ان نتائج الانتخابات ستبقى غير محسومة حتى الساعات الأخيرة لاعلان النتائج. ففي استطلاع أجرته شبكة "اي بي سي نيوز" بعد المناظرة لآراء 491 ناخباً محتملاً، حصل غور على 48 في المئة مقابل 45 في المئة لبوش. وهذا يعني التعادل لأن الاستطلاع يحتمل هامش خطأ في حدود 4 في المئة. وتطابقت هذه النتيجة مع أرقام استطلاع آخر أجرته المؤسسة ذاتها عشية المناظرة. وانشغل المراقبون والمحللون أمس بتشريح المناظرة ونتائجها لتحديد من فاز فيها. وفي غياب ضربة قاضية من أحد المرشحين تحسم النتيجة، انقسم المحللون والمراقبون في مواقفهم، كل حسب ميله السياسي. فإذا اخذت التوقعات المسبقة كمعيار يكون بوش قد رفع رصيده كونه ظهر هادئاً ومركزاً بالاضافة الى نجاحه في اعطاء صورة محببة للناس عنه. أما غور الذي ركز على تفاصيل القضايا فكان حسبما صورته التوقعات: محاوراً جيداً يعرف ملفاته ويدرسها جيداً. وبذلك يكون قد عزز الانطباع السائد عنه من دون أن يضيف جديداً، مع شبه تسليم بالأمر الواقع من جانبه ومن جانب مساعديه بأنه يفتقد الشخصية الساحرة والجذابة. وأعطت استطلاعات الرأي العام حول الأداء فوزاً بالنقاط لغور على بوش ولكنها لم تنعكس على الخيار الانتخابي للأميركيين. وأظهر استطلاع شبكة "سي بي اس" مع 812 ناخباً، ان غور حصل على 56 في المئة من النقاط على أدائه ونال بوش 42 في المئة. اما استطلاع "سي ان ان/ يو اس اي توداي" فأعطى غور 48 في المئة مقابل 41 لبوش بالنسبة الى الأداء، وشمل هذا الاستطلاع 435 ناخباً مسجلاً. أما شبكة "ان بي سي" فأعطت في استطلاع فوري بعد انتهاء المناظرة 46 في المئة من النقاط لغور و36 لبوش. وبعيداً عن الاستطلاعات يبقى الموضوع الأهم للمرشحين هو عدد الأصوات التي تمثل الولايات يوم الانتخابات. فلكل ولاية عدد من الأصوات التمثيلية التي يفوز بها المرشح في حال حاز على أعلى نسبة من الأصوات في هذه الولاية، وهي معروفة ب"المجمع الانتخابي" الذي يضم 538 مندوباً. ففي قراءة لخريطة الولاياتالمتحدة عشية المناظرة تبين ان غور ضمن حتى الآن 231 صوتاً تمثيلياً في هذا المجمع من أصل 270 مطلوبة للفوز بالرئاسة مقابل 179 لبوش. وبقي الصراع على 128 صوتاً. وهذا يعني ان ولايات واشنطن، اوريغون، فلوريدا، نيومكسيكو، اركنساو، مونتانا ولويزيانا، هي التي ستقرر نتائج الانتخابات الرئاسية هذه السنة بالاضافة الى ولايات ويسكونسن وميشيغن واوهايو.