تستيقظ الولاياتالمتحدة اليوم، على مرحلة جديدة في السباق الى البيت الأبيض، بعد مناظرة الحسم الأولى فجر اليوم الواحدة بعد منتصف ليل امس، بتوقيت غرينتش بين المرشحين الديموقراطي جون كيري والرئيس الجمهوري جورج بوش، والتي دارت حول فلك الشرق الأوسط في انتخابات رئاسية عنوانها الاساس السياسة الخارجية للمرة الاولى منذ ربع قرن. راجع ص8 وأكد المحلل السياسي و"مدير مركز زغبي الدولي للاحصاءات" جون زغبي ل"الحياة" أن استطلاعات الرأي وردود الفعل حول المناظرة اليوم، حاسمة بالنسبة الى السباق، ذلك أن "أي خطأ لمرشح يكون نجاحاً لمنافسه". وأكد أن مهمة كيري أصعب من مهمة بوش في اعادة تعريف الأميركيين به ونقض صورة "المتقلب وغير القيادي" المرسومة في اذهان الرأي العام. ويعيد نجاح كيري السباق الى نقطة الصفر قبل شهر من موعده، في حين قد ينهي نجاح بوش اليوم، أي حظوظ باقية لكيري في الوصول الى البيت الأبيض. وأجمع المراقبون قبل المناظرة المنطلقة من جامعة ميامي في ولاية فلوريدا، على أن الشق العراقي سيحتل القسم الأكبر منها، وسط اعتراضات داخلية متزايدة ضد الحرب على العراق وصلت نسبتها أمس، الى 54 في المئة، بعدما كانت 48 في المئة في مطلع الشهر، وذلك بحسب استطلاع لمركز "بيو" المرموق. وأشارت أرقام "مركز زغبي" الى اعتقاد 59 في المئة من الأميركيين أن الرئيس بوش ضللهم في الحرب على العراق. واعتبر ثلثا المستطلعين أن قرار الحرب كان خاطئاً. ويحاول بوش مواجهة الاعتراضات باعطاء وجه متفائل في السياسة الخارجية وابراز صفاته "القيادية و الصارمة" التي أبقته في الصدارة في الدفاع عن أمن الولاياتالمتحدة وتولي زمام القيادة الرئاسية. وأظهر استطلاع لصحيفة "لوس أنجليس تايمز" أمس، تقدم بوش بفارق خمس نقاط ونسبة 51 في المئة في مقابل 46 في المئة لكيري. لذا يسعى كيري الى توضيح موقفه من الأزمة العراقية واستراتجيته في الحرب على الارهاب، وتحديد نقاط الخلاف مع الادارة لتعريف ال52 في المئة من الناخبين التي لا تجد فارقاً بين المرشحين، بحسب استطلاع "وول ستريت جورنال" أمس، باستراتجيته في السياسة الخارجية. وأشار ريتشارد هولبروك السفير السابق للأمم المتحدة ومساعد رئيس حملة كيري، في حديث الى شبكة "سي أن أن" الى أن خطة كيري تتضمن اعادة بناء التحالفات الدولية وتغيير عقود اعادة الاعمار في العراق لمشاركة أوروبية أوسع. وينتقد كيري استراتيجية الادارة اعطاء "صدام حسين أولوية على بن لادن" وتضليل الأميركيين بعدم قول الحقيقة واصرار ديك تشيني نائب الرئيس على "وجود رابط بين العراق واعتداءات 11 أيلول سبتمبر". كما يشير الى الاختلافات السياسية داخل الادارة بين وزارة الخارجية والبنتاغون والتناقضات بين تصريحات وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ووزير الخارجية كولن باول ونائبه ريتشارد أرميتاج في شأن الأزمة في العراق والانتخابات المرتقبة.