لم أتفاجأ عندما سمعت بنبأ اعتقال الصديقين جهاد نصرة ونبيل فياض، بل كنت متوقعاً مثل ذلك الاجراء الاستثنائي من جملة الاستثناءات والتجاوزات اليومية التي تحصل في بلدنا الحبيب، على مرأى من أعين الوطن والمواطنين. خصوصاً أن نبيل وجهاد، الى بعض المهتمين، شكلوا قبل مدة وجيزة، التجمع الليبيرالي في سورية، وكانت كتاباتهم قوية لدرجة لافتة. لماذا هذا التجاوز لانتهاك حرية الانسان؟ ثم كرامة المواطن؟ علماً أن القانون والدستور لا يمنعان تلك الكتابات ولا حتى بروتوكولات حقوق الانسان التي وقعت الدولة عليها تعطي الأحقية عليها لأي فرع بتجاوز حدوده. ماذا يعني أن يؤخذ مواطن من داره، من دون أدنى حجة، أو حتى إذن أو استدعاء رسمي من جهة قانونية؟ كانت المرة الأولى التي ألتقي بها، في بسنادا، مع جهاد وفي منزله الجميل برفقة الصديق العزيز محمد غانم، وتكلمنا لأكثر من ثلاث ساعات في كل شيء. لم أكن متوقعاً أن يعتقل مثل هذا الشخص، على رغم عدم اكتراثه لأي انتماء آخر عدا الانسانية، والسورية من بعد ذلك. إن مثل هذه الانتهاكات لهي ذرائع تقدم على طبق من ذهب الى أعداء الوطن وكل المتربصين الذين يتمنون الحصول على ذريعة في سبيل الطعن بالبلد، والنيل من كرامته. ... عندما أخبروني بالهاتف عن اعتقال الصديقين نبيل وجهاد كنت أشاهد إحدى الفضائيات وهي تعرض أغنية الفنان العراقي الراحل، ناظم الغزالي. وكانت الأغنية بالتحديد هي أشهر أغانيه الرائعة "حيك بابا حيك". فأقول لجهاد ونبيل: "حيك بابا حيك/ وألف رحمة على بيك/ هذولا العذبوني/ هذولا المرمروني/ وعلى جسر المسيب سيبوني". القامشلي - مسعود عكو [email protected]