دمشق، بيروت - «الحياة»، رويترز، ا ب، ا ف ب - اندفع المتظاهرون السوريون امس في «جمعة شهداء المهلة العربية» في مختلف المدن السورية، متشجعين بمقتل العقيد الليبي معمر القذافي وسقوط نظامه، وهو ما عكسته الشعارات واليافطات التي ارتفعت في هذه التظاهرات. وواجهت المتظاهرين قوات امنية فاقت ما اعتادوه في ايام الجمعة الماضية. وانتشرت التظاهرات في حمص وحماه ومعرة النعمان ودير الزور والحولة وصولاً الى درعا وريف دمشق. وسقط معظم القتلى الذين تجاوز عددهم 28 في حمص. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان 15 شخصا قتلوا فيها، منهم سبعة سقطوا اثر اطلاق الرصاص عليهم من حاجز امني في حي باب السباع، واثنان اثر اطلاق الرصاص على حي باب هود من قبل قناصة متمركزين في القلعة. كما قتل في حمص مدني في حي البياضة وشخصان في جب الجندلي وآخر في العشيرة واثنان في حي بابا عمرو. واعلن المرصد مقتل مواطنين في حماة احدهما برصاص قناص والثاني خلال تفريق تظاهرة. وحمص وحماة باتتا معقلين لحركات الاحتجاج وشهدتا حملات امنية لاخضاعهما منذ بدء الانتفاضة السورية في اواسط آذار (مارس) الماضي. كما اندلعت تظاهرات أيضا في المناطق ذات الغالبية الكردية مثل القامشلي والدرباسية وماليكا وعامودا. وقال ناشط في ضاحية سقبا بدمشق ان الوجود الامني امس لم يسبق له مثيل مع انتشار القناصة فوق الابنية واقامة حواجز على الطرق. وفي بلدة القصير قرب الحدود اللبنانية قامت قوات الامن باغلاق كل المساجد لمنع المتظاهرين من الاحتشاد فيها. وفي مدينة تلبيسة المحاصرة، تعرضت مساجد المدينة لحصار كامل من قبل الجيش وقوات الأمن، ونشر بجانب كل مسجد حاجز للأمن والجيش، ومنع الشباب من الاقتراب من المساجد. وفي بلدة الحولة، شمال غريب حمص، لوح آلاف بالأعلام السورية التي تعود إلى فترة ما قبل تولي حزب البعث الحاكم في انقلاب قبل 48 عاما. وفي بلدة معرة النعمان بمحافظة ادلب، ردد المتظاهرون هتافات تربط بين مقتل القذافي والوقت المتاح امام الرئيس بشار الاسد لمحاولة تجنب المصير نفسه. وارتفعت هتافات مثل «يا سورية لا تخافي بشار بعد القذافي» لتملأ الشوارع، ومواقع المعارضة على «فيسبوك»، إضافة الى عشرات الرسوم الكاريكاتورية ترسم الرئيس السوري في صحبة القذافي والرئيسين المخلوعين المصري حسني مبارك التونسي زين العابدين بن علي. وكانت حركة الاحتجاج السورية استلهمت الكثير من الثورة الليبية، وشكل المعارضون السوريون مجلساً وطنياً شبيهاً بالمجلس الانتقالي الليبي. ومع انتصار الثورة الليبية ولجوئها الى السلاح في وجه نظام القذافي، بات كثيرون من المتظاهرين السوريين يرون ان امكانات نجاح تحركهم السلمي تبقى محدودة، ويدعون الى حمل السلاح والاستنجاد بالتدخل الاجنبي في وجه قوات النظام. واكدت ذلك شعارات رفعت في تظاهرات امس، وعليها كتابات مثل «اين الناتو؟». غير ان المعروف ان معظم اطراف المعارضة السورية تصر على سلمية تحركها وترفض التدخل الاجنبي.